جابر جعفر الخطاب
يا هــلال العيد
أيُ خطب ٍ ارضَ بغداد دهاها
فارتدت في عيدها ثوبَ دماها
يا هلال العيد غرّب إنها
صفحة الأعياد ما عدنا نراها
قد نسيناها زمانا مذ غزا
طائر الموت بلادي واحتواها
وتآلفنا مع الموت كما
ألفت أخت مع الدهر أخاها
ليس في أيامنا عرس ولا
خفق الأنس عليها واصطفاها
كلها أيامنا دامية
من حداد لحداد ٍ تتناهى
ضجت الأرض لهيبا ودما
وذوت بغداد غامت مقلتاها
اين من كانوا نواطيرا لها
هل اضاعوها فمن يحمي حماها
صارت الأحزان عنوانا لنا
ودليلا للمآسي لا يضاهى
كم زهور يحلم العيد بها
شع في الآفاق مزهوا سناها
ترقب العيد وقد أهدت له ُ
أغنيات ٍ سطّـّرت فيها مناها
كالفراشات على حقل الصبا
يبعث الآمال في القلب شذاها
احرقوها في لهيب عارم ٍ
وأحالوها رمادا في ثراها
أممٌ كافرة ٌ قد هزّها
خطبنا الدامي فغامت من أساها
ومن الأعراب من أطربه ُ
جرحُ بغداد فغنـّى وتباهى
إنهم مَن أرسلَوا الموتَ لها
وأشاعوهُ دمارا في رباها
إنهم لولا عراق شامخ
لم ينالوا في الورى عزا وجاها
شلت الأيدي التي مُدت إلى
حضن بغداد ولا دين نهاها
ودعت أحبابها في عاصف ٍ
من لهيب الحقد فارتاعت رؤاها
الشباب الغضُ في ريعانه ِ
غيبته النار أمسى في لظاها
نثر الحقد جسوما مُـزقت
وهديرُ الموت أسرابا محاها
يا هلال العيد كم عيد مضى
والملايين وعودا قد سقاها
لم يعد في صبرها متسع
آن أن تسرع للنصر خطاها
722 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع