ضياء تريكو صكر
يا مَبسـِمَ الشــعرِ
عـادت بذاتِ الأذى عينٌ وجــــفناها
فاسـتكثرت وَسـَـناً، واللحظُ نجـــواها
أســـــقت وما بخلت والدمعُ يغمرُني
وبتُّ أعــــرفـُهــــا، حتى خـــــفاياهــا
والدمعُ لا الراحُ في كأسٍ يُسَـكـِّرُني
والذَّوبُ حينَ الدُّجى نفسي وشــكواها
أسْـرَى بيَ الطيفُ ألحـــاناً بذاكرتي
فالنبضُ يعزفـُـهـا والقلبُ غنــّـــاهـــا
لا ما نســينا، وهل ننسـى خوافقـَنا ؟
ذكراكَ عطشى أسىً، مهمـــا رويناها
أروّضُ الحــزنَ بالآهـاتِ يسـمعني
أصيحُ آهـــــاً ويأتيني الصــدى آهــــا
أنـّى لنا الدمعُ والأحزانُ تلبســــــــنا
والنـّارُ تقذفني، جمــــــراً حـُـــميّاها ؟
ردَّدتُ أغـنيتي، مُســــتلهِمـاً عَـلـَمـاً
أبـــــــي، فبتُ أنينـاً في مُحـَـــيّاهـــــا
رأيتُ نفســــي لكم أذناً فصــــــاغيةً
وبتُّ أحســـــــبُها في بـِـرِّكم فـــــــاها
أســـتذكرُ المجـــــدَ في كفٍّ بمملكةٍ
والتاجُ مِعـْصَـمُهُ، بالشـــِّـــعرِ قد باها
وراحـُــكَ التبرَ قد صــاغت بمقدرةٍ
حِــلمـاً وفلســــــــفةً تزهو ثنايـاهــــــا
يا مَبسـِمَ الشــعرِ ما جفـّت روافــِدُهُ
تســـقي الرياضَ صفــاءً مِنْ رَباياهـا
وكم تشــظت حروفاً مِنْ قصـائدِكُم
فرحتُ أجمعـُها، شـــــعراً، شــظاياها
واللهِ لنْ يحجـبوا شــمسَ القصيدِ لنا
وأنتَ أنتَ السـّــنا، للشـّـــمسِ عيناهـا
هذي الأعـــاجمُ قد جـفـَّت فقاعتــُها
والرَّكـْـبُ مُـندحـــرٌ، حتى مَطـــــاياها
غرّاءُ خيـلٍ كمــــا الغـَـبراءُ نركبُها
دقــّت حــوافـــرُها مِنْ إثـرِنا جـــــاها
يُسَـكـِّرُ : وسَكَّرَهُ تَسْكِيراً: خَنَقَه
751 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع