في صالات القصور

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 26 تموز/يوليو 2016 15:45

كتب بواسطة: د.منيرموسى

د.  منيرموسى / عكا - الجليل

في صالات القصور
قياصرة صقور
 *************
(بطرس الأكبر وقياصرة العُربان. قصيدة سُريْبيّة ملحميّة)

***

قياصرة العُربان توّهوا شعوبهم،
 وهاموا في السّباسب، يسوقون الفارهات،
 وحولهم الهِجان يرعوْنها،
والقطاريز بالعباءات راكضون وراء الفتافيت.
شربهم القَرقَف بالرّاحات،
وديْدنهم التّغرير والجودُ والتّجويدُ!
**
بطرس الأكبر قيصر في الثالثة عشرة!
غاصب، ومغتصب الخادمات التاعسات.
صار ذلك المارد الجبّار حليلا
لإيفدوكيا مطرِّزة الفلّاحيّ عابدة الإيقونات،
وأمامها جُزافًا السّجودُ!
**
ولّى ذلك الولَه أدراج الرّياح!
عيناه على رائدات الحانات!
 طوّقه الستريليتز الإنكشاريّون غدرًا به.
 لكنْ، طار به المُسَوَّم العَنجوج،
وحالفه في دير سيرغي حظّ جديدُ
**
على سُدّة الحكم في قصر الكرملين العريق
حاقدًا على الوجوه الرّجعيّة،
على النّبلاء العائشين في الأساطير
 سالبين ثروة الكنيسة،
هي سُلْطة خانقة للنّاس.
أسوار موسكو كانت  حصينة،
ولو صارت الأرض تميدُ!
**
سكّير هو، منازع، أنفاسه لفائف التّبغ!
 حوله أجمل الغزالات،
سادرًا يسقيهنّ من قِداح الطِّلى
في قصر نهر الياوزا!
حفلات الماجنين، وقصر لوفور مسرحها،
 ونجمها غِرّ وعِربيدُ
**
حارب الأتراك والإنكشاريّين،
 وعلّق المشانق على الشّبابيك!
بكت مَرارًا إيفدوكيا حليقة الشّعر غصبًا ،
 وباتت مخلوعة عن عرشها منتزعًا ابنها منها.
 ذلك هو القلب الحجر الصَّدودُ
**
جلد ابنه أليكسي بالسّياط،
ودّع الحياة محروق الرّوح
 معذّبًا من الطّاغي الرّهيب!
 أمّه ذرفت دمًا،
وتشاغلت برسائل الغرام،
والعاشق هو غليبوف الجديدُ
**
لاقى حتفه غليبوف،
وراهبات كثر تحت عذابات الاستجواب
 أمام ناظري القيصر،
 ذلك هو الفاشيّ، واسمه عظيم،
ملك منتقم تعيس نُمرودُ!
**
بطرس الأكبر ملك روسيا مهوب،
وتشارلز ملك السّويد مغامر مغلوب،
 والحرب بينهما ليست سجالا!
مدن تسقط، وسكّان يهربون حفاة،
 وقُسوس يحميهم الورع والتّقوى،
 وسبايا من الصّبايا،
 وهيلينا الفتّانة يتاجر بها
ضابط الخيّالة دوتين،
 ضمير من الحجر العظيم الصُّلب مقدودُ
**
صارت كاترين محظيّة وإمبراطورة!
 سرقها بطرس  القيصر
 صاحب الكرب والألم.
يحيا في متنزّهات العشيقات،
 مصانع بالشّراكة،
 ولا يندى له جبين ذلك الرِّعديدُ!
**
بلغ ذلك الغِطريس قمّة المجد،
وبطرسبورغ  تتلألأ.
هو الأب الأكبر وإمبراطور روسيا!
لكنّ كاتينكا، وبعد اثني عشر ولدًا،
غدرها العشق والعاشق المتمرّدُ!
**
ويُعدِم القيصر الآمر النّهي
العشيق وليام غير آبه لعبَراتها.
وجهها الصافي كبحيرة هادئة ما تغيّرا!
لازمتها عيناه الرّهيبتان حتّى القصر.
خشيتْ أنْ يغالها ذلك الوَغودُ
**
حياتها معلّقة بخيط ضعيف واهي!
غيّب المَنون أولادها منغِّصين فؤادها،
وبناتها تلفّهن الأشجان.
حزنت ابنتها أليزابيت
على ضياع عريسها منها
لويس الخامس عشر.
نجت هيلينا - كاترين من مصيرها المحتوم.
راح الإمبراطور الطّموح الحائر
 المتقلّب الكَميّ من الدّنيا!
خابت مساعي المجد،
 وغاب الماجد،
وتعطّفها الأسى والشّجن،
وذبلت الورودُ
**
كثيرون قياصرة عرباننا
 الجالسون عند الآبار ومصانع الدّولار.
 في صالات العرض يلمعون كالنّجوم.
 مَن يعرف وِجهة المخطوفين
ظلمًا وعدوانا؟
 من يعرف عدد المغدورين
 في رحاب ممالكهم؟
 أمام الكاميرات كلّ واحد جواد سابح،
 بسُبُحاته يجودُ!