د.طلعت الخضيري
ألمشهد ألأول
نحن في سنه 1962 وفي مدينه لوزان ألسويسريه ، وفي إحدى قاعات ألمحاضرات في مستشفى كانتون فو ألجامعي ، تجمع لفيف من الأطباء ألعاملون في ألمستشفى وأنا أحدهم وآخرون من العلماء والمثقفون ليستمعوا إلى محاضره عالم ، كانت أخته ممرضه في ألمستشفى ـ ولها ألفظل في دعوه أخاها ألعالم ألشهير، الذي قبل الدعوه إكراما لأخته ، فمن هو جاك بيكار؟
إنه مهندس سويسري ، ولد سنه 1922 ، أي كان عمره آن ذاك 34 سنه ، وهو مهندس وباحث في أعماق ألبحار،عمت شهرته لنزوله في غواصه صممها هو وتم تصنيعها في ألولايات ألمتحده بمساهمه ألجيش ألأمريكي ,غاص بها إلى أعمق بقعه من بحار العالم.
حيى ألمحاضر ألحضور بكل لطف وتواضع ، ووعدهم بعرض فيلم سنمائي بعد أن يشرح لهم ظروف صناعه تلك ألغواصه ، ألمصممه لاكتشاف أعماق ألبحار والتي تسمى ألباثيسكاف bathyscaphe وسمى غواصته تريست نسبه إلى مدينه ساحليه في شمال شرق إيطاليا ، وسنروي سيره كفاحه بمشاهد متعدده كما رويناها في السابق.
ألمشهد ألثاني
نحن مع والد جاك ألعالم ألسويسري أوغست بيكار ، ينجح في الأرتفاع ، ببالونه ألذي صنعه ، إلى أعلاى إرتفاع في ألجو وصله ألآنسان ، أي حوالي أحد عشر ألف متر ونال به ألرقم ألقياسي في ألصعود إلى أعالي ألجو ـ
يستمر العالم أوغست بيكار في أبحاثه ، ويحاول الآن إستكشاف أعماق ألبحار فيقوم بصناعه ثلاث غواصات يسميها باثيسكاف يساعده في بنائها إبنه جاك ألذي كان أستاذا في ألأقتصاد في جامعه جنيف مستفيدين من ألتكنولوجيا ألتي أدخلها ألأب في صناعه بالون ألقضاء ، ويستقيل جاك من التدريس ليتفرغ مع والده في تحقيق هدفهم وهو إستكشاف أعماق ألبحاروذالك ما بين سنه 1948 وسنه 1955ويتم نجاحهم بوصول تلك ألغواصات إلى أعماق 4600 قدم ثم إلى 10000 قدم وتشتري ألحكومه ألسويسريه منه إحدى الغواصات.
عائله ألعلماء
نعم أنهاعائله علماء ، فوالده أوغست بيكار صعد ما قبل ذالك بسنوات في بالون صنعه وصممه كما أسلفنا ، ولدى جاك أخوين وأخت من علماء ألفضاء أيضا وإبن جاك برتراند صنع بالون دار به حول ألكره الأرضيه وبدون توقف في مارس 1999 ،وإذا لم أكن مخطأ أن أحد أفرادعائلته أيضا شارك في صنع ألطائره ألتي تسير على ألطاقه ألشمسيه ، و التي دارت حول العالم مبتدأه من مطارأبو ظبي وانتهت إليه ، ونال إخوه جاك وأخته شهادات عاليه في بحوث ألفضاء.
ألمشهد ألثالث
ألمشهد في ألولايات ألمتحده ألأمريكيه ، ولنكون دقيقين أي في إحدى مصانع تجارب صنع غواصات أعماق ألبحار ، ويتم دعوه ألعالم ألسويسري جاك مع غواصته ألمسماه تريست والتي استطاعت ألوصول إلى عمق24000 قدم، ويتم استحسان تلك الغواصه فيتم شرائها ويعين جاك مستشار لديهم. ، وسيكون ألهدف أن تحمل ألغواصه جاك والضابط ألأمريكي دون ولش إلى أعماق منطقه ماريانا في شمال غرب ألمحيط ألأطلسي وإلى عمق 10911 متر. وهي أعمق قعرفي بحارالعالم .
ألمشهر ألرابع
نعود إلى قاعه ألمحاضرات ليشرح لنا ألمخترع ماحصل وبكل بساطه وتواضع كما حدث قبل أسابيع عندما حاضر وبنفس القاعه ألعالم ألشهير سالك مكتشف لقاح شلل ألأطفال ألذي أنقذ ألعالم من ذالك ألمرض وصادف أن عالجت حالات كثيره من ألأطفال المرضى
في مستشفى ألأطفال ألجامعي في لوزان ، واتصف ألبروفسور سالك بنفس التواضع والبساطه ألتي نشاهدها اليوم عندالبروفسور جاك.
مشاكل بناء غواصه أعماق البحار
يشرح لنا المحاضر كيف تغلب على مشكلتين رئيسيتين في بناء ألغواصه تريست ، أولها ألبحث عن ألمعادن في تركيب غلاف ألغواصه ونوافذها ألشفافه ، وألتي ستتحل في ذالك ألعمق ، مئات ألأطنان من الثفل على ألسنتمتر ألواحد من مساحتها ، وقد حل تلك ألمشكله باختياره خلطه ألمعادن ألمطلوبه ، أما ألمشكله الثانيه ماذا سيحصل لو أنه تم أي عطل في ألغواصه وهما في ذالك العمق ، ولن يتمكن أحد للوصول إلى إنقاذهما ؟وتم حل تلك ألمعظله ببساطه ، أنه تم وضع كميه كبيره من نشاره الحديد في أسفل ألغواصه ، يجذبها مغناطيس كهربائي في داخل الغواصه ، فمتى منقطعت ألكهرباء ، سينتهي مفعول ألمغناطيس ، وستتساقط نشاره الحديد من أسفل ألغواصه مماسيخفف وزنها ويجعلها تطفو إلى ألأعلى.
ألمشهد ألخامس
يشرح لنا ألمحاضرسير عمليه ألنزول إلى ألأعماق وهو يعرض فلما سينمائيا لما حصل.
إستغرق هبوط ألغواصه إلى قاع ألبحرخمس ساعات وعندما تركت سطح ألبحر كانت ألرؤيا واضحه من ألنافذه ، ومرت أمامها ألأسماك ألمختلفه ، ثم تلاشى ضوء الشمس تدريجيا وأخذ ألظلام يشتد ولو يعد هناك أسماك وإنما غيوم بيضاء تشبه كريات الثلج تتوهج بما يصلها من ضوء خافت ، ثم تلاشى كل شيىء وعم ظلام دامس ,و حدثت ألمعجزه عندما وصلت ألغواصه على إرتفاع أمتار قليله من القعر عندما سلط قائد ألغواصه ضوء وهاج نحو ألقعر ألرملي فظهرت أمامه سمكه مسطحه شبيهه بما يعرف عندنا (ألمزلق) أو sol في أللغه ألأنكبيزيه كانت مغطاه بالرمل ثم خرجت منه وابتعدت سابحه قرب ألقعر ، كانت في ألحقيقه قدره ألخالق سبحانه وتعالى في خلق ألكون فكيف تحملت تلك ألسمكه ذالك ألضغط ألمرتفع لمياه ألبحر ، وكيف اقتات ، إنه سر أبهر ألمكتشفون.
وحدث حادث والغواصه في ذالك ألموقع فقدحدث صوت تهشم ما في بدن ألغواصه ظهر فيما بعد أن خلل قدحدث في زجاج ألنافذه مما إظطرهم للعوده نحو ألسطح بعد أن دام بقائهم قرب ألقعر حوالي ألعشرون دقيقه وتطلب صعود ألغواصه ثلاث ساعات ونصف من الوقت.
ذكرى جميله أوصلها لقرائي بعد خمسين سنه من ألزمن.
1071 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع