الاديب الشاعر سليم فتال
ألْحِقْدُ المُقِدَّسُ
يا مَنْ أحَبَّ تُرابَها
يا مَنْ أعَزَّ حِرَابَها
يا عَبْدَ حاضِرِها
ياعَبْدَ ماضِيها
أتَشُنُّها حَرْباً لِتُضْرِمَ نارَها
بِكِيانِ إسْرائِيلَ بل بِيَهُودِها وأهَالِيها
أتَشُنُّها أبَداً صِراعَ إبادَةٍ
كَأدَاةِ حِقْدٍ لا هَوَادَةَ فِيها
كمَحَارِقِ النَّازِيِّ في أقْطارِ أورُوبَّا..
كَمُعَسْكَراتِ اٌلغازِ – وَسْطَ أراضِيها
هِيَ حَوَّلَتْ بَشَرِيَّةَ اٌلإنْسانِ مَسْخاً سَافِلاً
لِلذَّوْدِ عَنْ هَمَجِيَّةِ النَّازِيِّ – حَامِيها وَرَاعِيها
هِيَ بُؤْرَةُ اٌلأدْرَانِ .. وَالْمَوْتُ الزُّؤَامُ يُغَذِيهَا
عَجَزَتْ عُقًولُ ذَوِي النّهَى أنْ تَحْتَوِيها
وَلَقَدْ تَبَرَّأَ جِيلُنا مِنْ مُجْرِمِيها
من مُنْجِزِيها .. من أُمِّهَا وأبِيها
وَتَفَجَّرَتْ زَعَقَاتُنا كالرعد دَوَّتْ
بِمَسَامِعِ الدُّنْيَا وَبَارِيهَا
وَنَقوُلُهَا عَلَناً:
"مِنْ أُمَّةِ الْإنْسَانِ هذا الْحِقْدَ مَا وَلَدَتْ
أمْثَالَهُ - دِيناً وَأخْلاقاً – أعَادِيها"
قُمْنَا مِنَ الْعَدَمِ الْمُحَتَّمِ
فَإذَا بِنَا نَرْقَى السَّلالِمَ عَالِيها
وَظَنَنْتُ أنَّكَ قد حَسَبْتَ حِسَابَها
وَفَهِمْتَ قَاصِيهَا وَدَانِيها ..
هِيَ عِلَّةُ الْمُتَعَصِّبِينَ وَحِقْدُهُمْ
هِيَ آفَةُ الْمُتَزَمِّتِينَ وَمَقْتُهُمْ
البُنْدُقِيَّةُ لا تُنَجِّيها
ألْبَلْسَمُ اٌلشَّافِي لا يُدَاوِيها
دَجَلُ الشَّوَارِعِ لا يُصَحِّيها
كُلُّ اٌلمَرَاهِمِ لا تُعَافِيها
هِيَ غَاَرةٌ عَمْيَاءْ
هَجَمَاتُها شَعْوَاء
طَلَقَاتُها هَوْجَاء
نِيرَانُها عَشْوَاء
كَمَقُولَةِ الشُّعَرَاء:
"وَمَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ
تَعَدَّدَتِ اٌلأسْبَابُ وَالْمَوْتُ وَاحِدُ"
حَرْبُ النِّهُايَة .. مِنْ طِرَازٍ فَارِسِيٍّ
حَرْبُ الإبَاَدَة .. مِنْ طِرَازِ مُعَرِّبِيها
بِالوَيْلِ نَادَوْا .. بِالثٌّبُورِ تَهَدِّدُوا
هيَ عِلَّةٌ مُشْتَقَّةٌ مِنْ نَثرِهَا وقَوَافِيها
أَفَلا تَعُون
أَفَلا تَكُفّون
أَفَلا تَخَافون
أَفَلا تُصَلُّون
"يَا نَارُ كُونِي بَرْدا وَسَلامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيم"(الانبياء69)
إغْفِرْ لَهُمْ رَبِّي فَإنك غفورٌ رحيم
1190 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع