سيف شمس الدين الالوسي / بروكسل
مازالت عشتار تستيقظ كل صباح لاعنة اليوم الذي سكنت في هذه الدار منذ آلاف السنين، تجدها مليئة بالأوساخ وشتى أنواع القذارة مترامية في غرفها وممراتها، الجرذان والقطط يتبادلون الأدوار بالسيطرة على ساحاتها حتى تقاسموا غرفها وفي وسطها عملوا منها ساحة لمعاركهم التي لا تنتهي .
تبدأ عشتار بتنظيف دارها رغم عجزها عن فعل ذلك بسبب كبر سنها وقلة حيلتها، هي لا تعرف كيف تكافح هذه الأوساخ وكيف تمنع تلك الجرذان والقط من دخولها مرة أخرى، ولا تمتلك من الخطط سوى اتهام جيرانها بفعل ذلك، فعندما تأوي لنومها يتهافتون على ذلك ويرمون فيها ما طاب لهم لكي تتركها في يوم ما وتصبح ملكهم وليتقاسمنها .
ذهبت إلى مركز الشرطة وأقامت عدة دعاوى عليهم وجرى تحقيق بذلك ولم يتبين من الفاعل، أخبرتهم إنها تبقى تنظف في دارها ليل نهار وعندما تستيقظ فجرا ترى التخريب قد عاد مرة أخرى.
أعادت اتهام جيرانها حتى أقيمت دورية للشرطة لحراستها ولم تستطع رؤية احد يدخل إلى دارها، بقى الفاعل مجهولا .
لجأت إلى اتهام جيرانها علناً حتى عاداها الجميع، فسابقاً كان يأت بعض الجيران لمساعدتها فيقوموا برمي النفايات ومكافحة الجرذان والقطط لكنهم بعدما اكتشفوا اتهامها لهم صراحة كفوا عن ذلك وتمنوا أن تستمر بتعبها وشقاءها .
استمرت عشتار بعملها الذي لا ينتهي واستمرت القطط والجرذان باتخاذ بيتها ساحة للمعركة والنفايات على أرضيتها، واستمرت الشرطة بحراسة دارها دون القبض على الفاعل واستمرت عشتار مرة أخرى تنسى الأبواب والشبابيك مفتوحة ولا تغلقها .
1389 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع