نوري جاسم المياحي
يتداول الناس مثل شعبي دارج (هوسة يريمه) دلالة على اختلاط الحابل بالنابل والفوضى الخلاقة ويوجد مثل اخر يعبر عن سوء الحالة وهو (مليوصة بصاجة حيدر) اما من هو حيدر المقصود بالهوسة فألله وكيلكم لا اعرفه وربما يكون أحد المعممين من ذوي العمائم البنفسجية او النامرد.
ويوجد مثل اخر عندما تتشابك الأمور وتنلاص فيقال (مخبوصة وما تعرف رجلها من حماها) المقصود بالرجل هنا زوج المرأة وحماها تعني اخو زوجها ..
اما انا شخصيا وبكل قواي العقلية فاقصد بريمة (وهو اسم لامرأة والله يدري شمسويه) اقصد عملية المحاصصة الطائفية وفرسانها العشرة المعروفين لكل منكوب عراقي خلقا وخلقا وجهرة وجهامة وان كان طويلا او قصير القامة حرامي او نشال جنط... او كان طبلا فارغا او اوكرديون كهربائي ..
اما الهوسة فهي اهزوجة شعبية يعبر عنها اهل جنوب العراق بأسلوب الشعر الشعبي واللغة المعبرة والدارجة المحببة الى قلوبهم في المناسبات كالأفراح والاحزان والحماسة والغضب والتباهي والفخر مع نوع متميز من الادب الشعبي ويصاحبها الدبجة
وكنموذج على ذلك ما قاله الشاعر الشعبي جبار العسكري من أهالي سوق الشيوخ ::::
اليهوس من يهوس كون يحجى الحكَـ
اكَل للزين انت الزين والموزين اطكَها وياه طكَـ بطكَ
وادناه رابط لأحدى الهوسات التي تنتقد النظام الفاسد الحالي والذي اتى به الاحتلال الأمريكي والجاثم على صدور العراقيين منذ الكثر من13 سنة ...وبنفس الوجوه والكلاوات والخدع يريدون العودة من جديد ولمدة أربع سنوات اخرى. لان غالبية شعبنا جاهل وجائع وعاطفي (حجاية توديه وحجاية تجيبه) والمقصود هنا بالحجاية الكلمة الواحدة وليس القصة
https://www.youtube.com/watch?v=BcklhsU-EHg
وقبل فترة ومنذ ان أعلنت مفوضية الانتخابات موعد انتخابات المجالس المحلية والبلدية اشتغل الطحن على الناعم من الفرسان العشرة وزبانيتهم وإذا بحمى التصريحات ترتفع ونفس المسرحية الهزلية عن الديموضراطية بدأوا بإعادة عرض فصولها من جديد والى درجة الملل وهكذا سيجرون المواطن رضي او ابى الى عملية غسل دماغ مبرمجة كما فعلوا في الانتخابات السابقة ... ويتصدرها الما يخاف من الله تجار الدين ورجالاته المعممين والمعكلين ..
وهنا تحضرني قصة الزنجي الذي دخل المطعم لأول مرة في حياته فجلس على طاولة الطعام فاسرع الخادم (waiter) بتقديم المقبلات ومن ضمنها صحن فيه اربع زيتونات سود (اما لماذا اربع فما ادري) ..
وبما ان الزنجي اسود والزيتون اسود فقال مع نفسه لابدا بالزيتون حتى تأتي الوجبة الرئيسية ..وامسك الشوكة وحاول طعن الزيتونة والامساك بها ولكنه فشل وبعد ان عجز صاح على الخادم وقال له ..اريد امسك الزيتون ولكنها تزلبط يمنة ويسرة وتنهزم ...ولم يكذب الخادم فأمسك كمحترف بالجطل ( الشوكة ) وبطعنة واحدة امسك بالزيتونة واعطاها للزنجي ...وهنا ثار الزنجي لكرامته ...والتفت وقال للخادم ...انت فرحان صدت الزيتونة بضربة واحدة ...انا صاحب الفضل في ذلك ..لأنني صار لي ساعة ادوخ بيها وانت على الحاضر صدتها ...
وللأسف هذا حال المواطن العراقي المسكين اليوم...الزبانية يدوخوه والفرسان العشرة على الحاضر يصيدوه ...
وبالرغم ليس غريبا على المواطن اساليبهم التضليلية والمخادعة وبقيادة نفس الفرسان العشرة المعروفين منذ احتلال العراق وحتى يومنا هذا تراهم يكررون نفس الأسطوانة المشروخة ( صوتك صوتك واركض حدث بيانتك وان لم تنتخب ستخسر حقك ...وانتخب الشين اللي تعرفه احسن من الزين الما تعرفه ... ويا شيعي انتخب شيعي والا السني سيحكمك وللسني انتخب سني ولا تتركها للروافض وايران ومن يسمعهم يتصور انهم حولوا العراق الى جنة عدن ونعيم سويسرا وليس قتل وتشريد ودمار وخراب بيوت هتك أعراض اليزيديات وغيرهن وبنفس قانون الانتخابات المشؤوم الحالي وبنفس وجوه مفوضية الانتخابات الكالحة واللا مستقلة والمتشكلة وفقا لقواعد المحاصصة الملعونة .. ومن سخرية القدر ان ما توقعته في مقالي (أحزاب حسب الطلب وعلى المقاس) لم يتأخر في الظهور وعلى كل مثقف ان يراقب تحركات الست ريمة وفرسانها العشرة اللا مبشرة وبعدها يحكم على تنبؤاتي النوسترداموسية
رابط المقال
http://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=214284#axzz4J81hZMxL
وأعلنت مفوضية الانتخابات وحتى تاريخ البارحة 1/9/2016 انها سجلت 86 حزب سيشارك بالانتخابات وكما هو واضح ان هذا العدد سيزداد حتما كلما قرب موعد اغلاق التسجيل ...وانا أتساءل اية دولة ديمقراطية تحترم نفسها فيها عشر تعشار هذا الرقم ...ولكن كثرة الأحزاب لغاية في نفس يعقوب وهم الفرسان العشرة واحزابهم وقد شرحتها في مقالي أعلاه ...
ومن له واهس ويسمع خطب الجمعة سيلاحظ ممثلي المرجعية وكما بدأ ممثل المجلس الأعلى في النجف وهو يحث المواطنين على تحديث بياناتهم الانتخابية وقبل أيام نزل الى الميدان صاحب حزب الدعوة وفارس فرسان دولة القانون وهو يحذر من مؤامرات ويحث على المشاركة بالانتخابات ...ونسي انه خلال 8 سنوات سنوات عجاف وصرخات الضحايا في سبايكر وغيرها لازالت تنادي بأعلى صوتها (واحتسيناه) ...بعد اعفاء القتلة والمجرمين (بصفقة مخجلة)
ولم يتأخر حزب الفضيلة (مدمن النفط البصراوي) عن الربع فخرجت جوقة من قياديه وهم يدلون بتصريحات نارية ويضعون شروط وكلها للاستهلاك الانتخابي وكأنهم يقولون نحن هنا ...وبسطة المتظاهرين لرئيس كتلتنا في البرلمان وسام شرف لنا
اما رئيس الوزراء وبعد ان ذاق طعم الكرسي وحلاوة الامر والنهي والقيادة العامة للقوات المسلحة فيريد التمسك بتلابيب الكرسي وينافسه بالمقابل سلفه أيضا وواضع عينه على نفس الكرسي عسى ان يسعده الحظ بالعودة اليه ثالثة ..حتى ولو على اسنة الحراب الشيعية ..
وهنا سارع رئيس الوزراء تصحبة ضجة اعلامية إعلامية وجوقة موسيقية وسيل من التصريحات الابوية والنصائح الإصلاحية والوعود السرمدية ..وايضا ينادي انتخبوني قبل ان تفقدوني ...ومن يراه يعتقد انه جاب البعير من ذيله ...
اما القنبلة التي فجرها قائد الحشد المؤمن والحراك الشعبي والمليوني وبلا منازع اليوم من دعوته للتظاهر والاعتصام وعدم الدوام والاضراب عن الطعام ...والتي راح يخرب البزار على الفرسان التسعة الاخرين كلها تصب بنفس القزان (القدر الكبير) الذي تطبخ فيه الهريسة والقيمة والتمن في المناسبات ..و المناسبة هذه الأيام هنا هي الانتخابات الديموضراطية المقبلة ..بعد ان خفتت زوبعة استجواب وزيري الدفاع والمالية والفساد والمفسدين ...وعلى الطريقة المعروفة عند العراقيين ...يومية نريد ميت حتى نشبع لطم عليه ..
كلمة جادة وبعيدا عن الهزل أقول للسفير الأمريكي الجديد ...ان كنتم تريدون كسب ود الشعب العراقي ...غيروا وجوه اصدقاءكم بوجوه جديدة من خلال سن قانون انتخابي جديد يحفظ للمواطن حقه في انتخاب ومحاسبة من يمثله وكما عندكم في أمريكا اما شلون فاني ما افهم بقوانين الانتخابات وملاعيبها شي...والله والفقراء سيرضون عليكم وافتح صفحة جديدة وكفاية ضيم وظلم ...
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا ...
729 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع