بثينة خليفة قاسم
ما يسمى بقانون العدالة ضد رعاة الإرهاب خطة جديدة لإشاعة الفوضى في العالم، فرغم أنه موجه في الأساس ضد المملكة العربية السعودية، إلا أنه سيخلق الفوضى في كل أنحاء العالم ولن يضيف إلى السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط سوى المزيد من الفشل،
خصوصا أن الإرهاب الذي تتحدث عنه الولايات المتحدة لم يتم الاتفاق حتى الآن على تعريف جامع مانع له على مستوى العالم، فالإرهاب حتى الآن هو ما تراه الولايات المتحدة إرهابا، أما ما عدا ذلك فهو ليس إرهابا حتى لو كانت نتيجته موت ملايين البشر وخراب عشرات الدول!
حادثة الحادي عشر من سبتمبر راح ضحيتها ثلاثة آلاف من الأميركيين، فكم عدد الذين قتلوا في العراق أثناء وبعد الغزو الأميركي للعراق وحتى الآن؟ ذلك الغزو الذي اعترف الأميركيون أنفسهم أنه كان ظالما ولم تكن هناك أية ضرورة لهذه المغامرة التي خلفت ملايين القتلى والمشردين؟
إذا كان قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب المزعوم الذي ترعاه جماعات الضغط والمحامين الساعين للضغط على المملكة العربية السعودية بعد الخلافات التي ظهرت بينها وبين أميركا حول الكثير من الملفات في المنطقة، سيعطي الحق لثلاثة آلاف أسرة أميركية بمقاضاة المملكة العربية السعودية، فما هو القانون الذي سيعوض الأسر العراقية التي فقدت أبناءها وتشردت والتي تفوق بكثير مثيلاتها من الأميركيين من حيث العدد ودرجة المعاناة التي لاقتها جراء الحرب الأميركية الظالمة على العراق؟
إذا كان مفهوم الإرهاب غير متفق عليه وغير واضح، وأن الإرهاب هو ما تراه أميركا إرهابا، فهل مفهوم العدالة أيضا غير واضح وأن العدالة أيضا هي ما تراه أميركا عدالة؟
هل تستطيع أميركا صاحبة التاريخ في حقوق الإنسان أن توضح لنا الفرق بين الذين قتلوا ظلما خلال عملية إرهابية على أيدي إرهابيين لم تؤيدهم الدول التي يحملون جنسيتها ولم تكن لها إرادة من أي نوع فيما قاموا به، وبين الذين قتلوا ظلما أيضا على أيدي جيش يأتمر بأوامر دولته ووفق إرادتها؟ ما الفرق بين دماء العراقيين وبين دماء الأميركيين؟ وما هو قانون العدالة الذي سيسمح للعراقيين بمقاضاة الولايات المتحدة وبريطانيا؟.
835 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع