د.طلعت الخضيري
أماديوس ولف غانغ موزارت /الحلقة الثالثة
بما أن إقامتي كانت ستطول في ذالك ألبلد ألآسيوي، لم أجد بدا من ألذهاب إلى صاحبي ، ألذي إدعى إستطاعته تحضير ألأرواح ، وإذا كان مدعيا فلابأس أن أستذكر معه سيره بعض من تركوا ورائهم أحداث وذكرى نتذكرها أليوم.
وخطر على بالي أن أمتحنه بطلب إحضار روح شخصيه ليست سياسيه، ولن يستطيع إذا، ألمضي في مسرحيته أمامي ، فطلبت منه أن نستمع إلى موسيقار مضت ذكرى وفاته ألمائتين قبل سنين قليله أي موزارت.
وبعد أن نادى ألوسيط ألإسم ،سمعت صوتا يهمس:
- أخ بين أماديوس موزارت ، كوتن موركن.
- أطلب أن يحضر معك مترجم ، لأننا لا نعرف أللغه ألألمانيه.
ج- ألله يساعدكم عيوني ,آني مترجم عراقي جنت عازف عود بحياتي ألماضيه ، وأقضي وقتي مع ألأخ موزارت وسأتكفل بالترجمه فحياكم ألله وياهله بيكم.
س- شكراأخينا ، والآن عرفنا بنفسك وعائلتك يا سيد موزارت.
ج- أنا ولدت في مدينه سالسبورغ غرب ألنمسا في 27 حزيران سنه 1756 وتوفيت في فيينا في 5 ديسمبر سنه1791 عن عمر 35 سنه.
س- أخبرنا ضيفنا ألعراقي أنه زار داركم في سالسبورغ ، وهو ألآن مزار ألسياح من كل أطراف ألعالم ، ولا يزال بحاله جيده.
ج- يسرني سماع ذالك ، وأتمنى أنكم تخلدون فنانيكم أيضا أمثال أصدقائي هنا محمد ألكبنجي وناظم ألغزالي وغيرهم..
س- إن شاء ألله بالمستقبل سيفعلون ذالك ، ولكنهم ألأن في بلد أصحابه مشغولون بأمور أخرى ، ولنرجع إلى موضوعنا ، حدثنا قليلا عن عائلتك رجاء.
ج- والدي هو ليوبولد موزارت ، كان مساعد قائد ألفرقه ألموسيقيه لحاكم مدينه سالسبورغ في غرب ألنمسا ، نبغ في ألتلحين وكان يعزف على ألأورغن والبيانو والكمان ، أمي أسمها آنا ماريا ،وأختي ألوحيده هي ماريا آنا ألتي تكبرني بسنوات قليله , أنا تزوجت كونستانس ،وأنجبت لي سته أطفال عاش منهم إثنان من ألذكور فقط.
س- وما هي جنسيتك ؟
ج- كانت سابقا ألأمبراطوريه ألرومانيه ألمقدسه ثم سميت فيما بعد ألنمسا.
س- وماهي ديانتك؟
ج- ألكنيسه ألرومانيه ألكاثوليكيه .
س- وهل إنتميت إلى جمعيات أخرى؟
ج- نعم ، إلى ألمحفل ألماسوني ، وكنت عضوا فعالابه ، وبالمنسابه إنني لحنت أوبرا تمجد بهاذا ألمحفل وإسمها ألناي ألسحري.
س- وما كانت مهنتك ؟
ج- ملحن ألموسيقى ألكلاسيكيه وألأوبرات ، ومعلم موسيقى ، وعازف على ألأرغن والبيانووالكمان والهارب .
س- نحن متشوقون ياسيدي لمعرفه سيره حياتك ، فاليوم وبعد مائتين سنه على فراقك ، يستمع ألعالم إلى موسيقاك ويشاهد ما لحنته من أوبرات ، وسنذكر عددها فيما بعد ، فكيف وصلت إلى ذالك ألمجد ؟ هل درست في أكاديميات ؟ قد يكون ذالك في سنوات شبابك ، مثلا في سن ألخامسه عشره أو ما بعد ذالك بسنوات قليله.
ج- إنك على خطأ تام في تقديرك ، وإليك تفاصيل ماحدث ، وهو أن أبي بدأ بتعليم أختي ، وهي في ألسابعه من عمرها ، ألعزف على ألبيانو،ولاحظ والدي إنني كنت أتنصت إليهما وأنا في سن ألثالثه ، وأردد بعض ألألحان ألتي كانا يرددانها ، مما دفع والدي إلى ألإهتمام بتعليمي ألعزف على البيانو ثم ألتلحين فبدأت بالعزف وأنا في سن ألرابعه ، وألفت أول ألحاني وأنا في سن ألخامسه من العمر وشاركت في ألحفلات وأنا في سن ألسابعه، ولم أتلق دراسه أخرى بعد ذالك مع ألأسف.
س- هل كان من ألممكن أن تبقى إقامتك في سالسبورغ طول مده حياتك؟
ج- نعم ، لولا طموح والدي ، فقدأصطحبنا والدي سنه 1762 أنا وفي سن ألساده من عمري ، وأختي ألتي كان في سن ألحاديه عشره، في جوله فنيه إلى بلاط عاصمه بافاريا أي مدينه مونيخ ، أعقبتهاجولات أخرىإلى عده عواصم أوربيه منها لندن وباريس ولاهاي وزوريخ، وفي لندن تعرفت إلى ألموسيقار يوهان كرستيان باخ ، وهو أبن ألموسيقار ألمشهور سباستيان باخ ،وأفادني في كثير من ألمعلومات ألموسيقيه.
وفي سنه 1769، وأنا في سن 13 ،صاحبت والدي في سفره فنيه إلى أيطاليا ، دامت لمده سنتين ، وأفادتني ان أطلع على أعظم ألأعمال ألموسيقيه هناك،وعرضت أنا هناك أعمالي وخصوصا في روما حيث أقمنا عده حفلات ، قمت خلالها بتأليف وعرض ما ألفته من ألقطع ألموسيقه ، وألفت خلالها ألحان بعض ألأوبرات ،وكانت أختي قبل سفرنا قد تركت ألنشاط ألفني لبلوغها سن ألزواج كما كانت ألتقاليد في بلدنا.
س- وماذا حصل بعد رجوعكما من إيطاليا إلى سالسبورغ سنه 1773 أي بعد أربع سنوات من إقامتكم في أيطاليا؟
ج- أقمت حوالي أربع سنوات أخرى في سالسبورغ حيث عينت مساعد قائد فرقه موسيقى عند رئيس ألأساقفه وبراتب بسيط ، وخلال تلك ألمده ألفت ألكثير من ألقطع ألموسيقيه والسيمفونيات.
س- وماذا حصل بعدذالك ؟
ج- سإمت من حالي ،ودخلي ألمادي ألبسيط ، فقمت بصحبه والدتي ، بسفره إلى ألمانيا وباريس لإقامه حفلات موسيقيه فشلت خلالها ماديا فكانت تكاليف السفر وألإقامه باهضه وانتهت تلك ألتجربه بفاجعه بوفاه والدتي بعد سنه أي في 1778 فرجعت إلى سالسبورغ وكان والدي قد حصل لي وظيفه عازف أورغن في بلاط حاكم ألمدينه.
س- وهل أستمريت في عملك لمده طويله؟
ج- كلا فبعد سنه إستدعاني رئيس أساقفه فيينا لتأليف موسيقى حفل تنصيب ألملك جوزيف ألثاني على عرش ألنمسا وكنت آنذاك في سن 22 من ألعمر، ولم ألق حسن ألمعامله من قبل رئيس ألكنيسه فقدمت إستقالتي وقررت ألعمل ألحر وأقمت ، بسبب قله ماكان لدي من المال ، عند بعض ألأصدقاء.
س- هل وافاك ألحظ في فيينا ؟
ج- نعم ، فكنت أنعم برضاء وحمايه ألملكه ماريا تريزا ، أحيي حفلات ألبلاط ألملكي وقصور ألنبلاءوألأثرياء وألفت ألكثير من ألسمفونيات وألأوبرات،وسكنت وعائلتي قصرا فخما وأدخلت ولدي في ألمدارس ألممتازه ، وسبب ذالك لي أن تراكمت علي ألديون وأخيرا أخذت صحتي بالتدهور ، وفي 5 ديسمبر لسنه 1791 فارقت ألدنيا بعد ان أصبت بحمى وطفح جلدي ، وفي أليوم ألتالي وفي يوم ممطر وعاصف مشى وراء جنازتي خمسه أشخاص فقط ودفنت في مقبره جماعيه حيث كانت ألعاده في ذالك الزمان أن ألقبورألأنفراديه كانت مخصصه فقط للنبلاء وألأثرياء ،ولذا لم يتم ألتعرف فيما بعد على موضع قبري.
س- إنني و ظيفي ، نشكرك على ألتفظل بمشاركتنا هذه ألجلسه ويكفيك فخرا أن ألعالم بأجمعه شرقا وغربا يتمتع ، وبعد مائتي سنه،بما تركته من تراث روحي تخفف به آلام ألبشر.
ج- شكرا جزيلا سيدي وأتمنى أن يعمل ألجميع لإسعاد شعوبهم ، كل في مجال عمله.
998 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع