احمد الملا
من حسنات الديمقراطية أنها تسمح بكشف حقائق للناس من خلال العديد من الوسائل ومنها الأفلام السينمائية التي دائما ما تتناول قضايا وأحداث واقعية حقيقية ممزوجة بشيء من الخيال والخرافة ...
فيلم " قبلة الليل الطويل " الأميركي من إنتاج عام 1996 يتحدث عن محاولة إرهابية تستهدف برج التجارة العالمي في أميركا والجهة المنفذة لتلك العملية هي الاستخبارات الأميركية من أجل أن تحصل على الدعم المالي من الكونجرس وكذلك تشن حملات عسكرية على العالم وسيلقى اللوم في ذلك على المسلمين .... طبعاً لا يمكن لهذا الأمر أن يحدث إلا بالتعاون مع جهات تدعي الإسلام لكي تقوم بهذا الدور !!!.
وفعلاً تم تحقيق وبعث هذا السيناريو الى الحياة وعلى أرض الواقع في عام 2001 من خلال تدمير برجي التجارة العالمي في ولاية نيويورك والتي تلتها ظهور تنظيمات إرهابية تدعي الإسلام وبالصورة التي قدمت لنا في مشاهد الفيلم المذكور, فكان اللوم على الاسلام والمسلمين !! وهنا أوجه كلامي لكل الذين يتهمون الإسلام بالدموية وبالقتل ويعتبرونه دين إرهاب وقتل وبالخصوص الذين يعيشون الحلم الأميركي والإنسانية الأميركية خصوصاً والغربية عموماً وأقول لهم ...
هذا فيلم فضح مخطط أميركي إلى الآن العالم أجمع يعيش تبعاته الدموية فما دخل الإسلام والمسلمين في ذلك ؟ لماذا تشنون الهجمات على الإسلام والمسلمين بينما قادة الغرب أصحاب الحملات الصليبية الذين يدعون الإنسانية هم من يكيدون للعالم وللإسلام والمسلمين مستغلين الذين يدعون الإسلام الذين هم في حقيقة الأمر من صنيعة الغرب الدموي ؟.
نحن مسلمون لسنا إرهابيون ... وإنما الإرهاب الحقيقي منبعه وأصله هو أميركا, والكلام هنا يخص الحكومات وملحقاتها لا الشعوب فبالأحرى بكل من يتهم الإسلام والمسلمين بالإرهاب أن ينظر جيداً لحقائق الأمور ... ومن يقول نحن متأثرين بنظرية المؤامرة فليشاهد هذا المشهد من الفيلم المذكور وليتأكد من هو المتأثر بهذه النظرية التي هي واقع نعيشه وليس نظرية فحسب فالمؤامرة موجودة فعلاً على الإسلام والمسلمين والتي تجسدت بإيجاد المؤسسات والشخصيات التي تدعي الإسلام بكل مذاهبه وطوائفه من أجل إظهار هذا الدين بمظهر الإرهاب والتشرذم والطائفية والقتل والدماء, وهذا في الوقت ذاته يتطلب من كل أبناء الإسلام التحرر من هكذا شخصيات أوجدها الغرب وزرعها في داخل المجتمع المسلم وعدم الانقياد خلفها لأنها لا تريد سوى تحقيق " الحلم الغربي الصليبي الأميركي الصهيوني " وكل ما ترشح منه من دول شرقية وغربية وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الخامسة عشرة من بحث " السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد " ..
(( اقرءوا تعلموا اطلعوا بأنفسكم، تحرروا من هؤلاء الكهنة؛ كهنة السنة وكهنة الشيعة، الأحبار أحبار السنة وأحبار الشيعة، تحرروا من هذه العمائم الزائفة المنحرفة الضالة، لا يهم تكون شيعيًا أو تصير سنيًا، ليس بمهم، المهم شغل العقل واختر الطريق وابتعد عن هذه الخزعبلات وعن هذا التحجر والتخلف والعصبية والطائفية والجاهلية، تحرر، لا يهم على أي مذهب ستكون؟ المهم أن تملك العقل وتنطلق بالعقل، وتتحرر من قيود هؤلاء الفسقة الضالين، اقرأ تعلم )).
وفعلاً هؤلاء هم من خدم المشروع الغربي الذي يسعى لتحطيم وتدمير الإسلام من الداخل وكذلك تشويه صورته أمام شعوب العالم الأخرى من أبناء الديانات الأخرى وذلك من خلال زرعهم الفرقة والطائفية والمذهبية بين أبناء الدين الواحد وكأنهم يطبقون مبدأ الإحتلال الأول وهو " فرق تسد " ففرق هؤلاء الكهنة من مدعي التسنن والتشيع الدين الإسلامي ومزقوا أبناءه حتى صار أحدهم يبيح دم الآخر حتى وصم الإسلام بفعل هؤلاء بدين الإرهاب الذي هو في حقيقة الأمر صناعة غربية أميركية.
608 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع