كتابة - الناقد السينمائي سعد ناجي علوان
كيف يمكن للحب أن يكون العنوان اﻷوحد لوجودنا،، يختصر الحياة عبر علاقة وله وعشق يمسك بتلابيب الروح حتى يغدو ماعداه مجرد نفق مظلم ،وهذا المعنى الجميل والمخيف يقترب منه فيلم
إﻻ أن من الحكمة الوقوف على بعد خطوات من النار الموقدة وعدم اﻷفصاح عن كل أوراقك الملونة كي ﻻتسرق، مع أن كل الحكايات تبدأ ببساطة -موهمة، تنسج خيوطها بخبث وروية تقرر من خلالها مصائر الناس حيث ﻻفكاك ساعتها من لذة اﻷنقياد مرغما، وهو مايحصل لتريزا/ روبن رايت بن / والتي تعمل مراسلة صحفية حين تجد أثناء رياضتها الصباحية رسالة في قنينة لفظها البحر الى اليابسة،،،،، ،يقودها الفضول لقراءتها فيبهرها البيان البلاغي ولون اﻷخلاص المتفرد ،،، تعيد القراءة مرات ومرات في البيت والعمل ثم تعرضها على زملائها،،،،يكبر اﻷعجاب وتتسع الحسرات على الحب الضائع والعشق الحلم لدى الجميع،،لتقرر أدارة الصحيفة كشف هوية صاحب الرسالة ومعرفة الموضوع وأطره اﻷخاذة ،،فيبدأ اﻷمر مجرد عمل صحفي لتحقيق سبق صحفي للجريدة في موضوع يتوق إليه الجميع ﻷن الوفاء شيء نادر،،،،، إﻻ أنه يتحول شيئا فشيئا لدى / تريزا /الى حاجة ملحة هدف مرجو بفضل اللوعة والتوق
الى حنو وارف الظلال يعيد اﻷستقامة الى مسار قلبها بعد علاقة فاشلة،،،، فتجتهد وبمثابرة شجاعة كي تصل الى صاحب الرسالة جارث بلاك /كيفن كوسنر /لكنها ما أن تلج عالمه حتى ترعبها المفاحأة وتلفها الغرابة فلا تعود تفقه ماتريد ،،،، فهذه غرفة الحبيبة الغائبة ،،بلوحاتها المرتبة في الزوايا وألوانها الملقاة على الطاولة كما تركتها أمام لوحتها اﻷخيرة حتى / نعلها الصغير/ مازال في مكانه يحمل وقع خطواتها وكأن شيئا لم يتغير إﻻ مرور الوقت ،،،،،فتضطر تريزا أمام هالة الشغف والشوق الى إعادة حساباتها كأمرأة تأمل بأن تغفو مطمئنة الى جانب عاشق يتفرد بعالمه،،،،،،،، وكأنها قادرة على أن تعيد له الحياة مرة أخرى بالصورة التى أحبها،،فهل ينجح اﻷثنان في كتابة فصل عشق جديد يرمم ماتدعى من عالميهما،،،
-جاريث،،، لم أفكر في التقرب من أحد ،،مازالت هي نقطة أرتكازي ﻻ أريد أن أغشك وليت اﻷمر أكثر بساطة
-تريزا،، نعم وأنا خائفة مثلك
والخوف نصل يقطع كل شيء ليجعلها تعود مسرعة الى عالمها فلم تمنحها سويعات الرفقة العاطفية شيئا ترجوه ،،مثلما يعود جاريث الى كهف عزلته ورائحة الغياب،،،،،،، مع أن طعم قبلات تريزا وطغيان رائحة أناملها تحاصرة وﻻ يعرف كيفية مغادرتها تماما كما يحاصره أبوه / دودج بﻻم /(بول نيومان) بأسئلته المتتالية ولن يتركه حتى يختار بين الوفاء للماضي أو اللحاق بما بقي له حلم مع تريزا،،،، ليختار مسار الحلم ويسرع ليزور تريزا في مقر عملها مؤكداً عشقه ومحبته أمام فضول زملائها الذين تجسدت أمامهم فصول الحكاية الغريبة، ،،،،
وبسرعة محب يتآلف مع أشيائها وكأنه مجرد شخص عاد الى بيته بعد غياب ،،مقررا عنوانا أجمل لحياته،،، فيقترب من خصوصياتها ويبعث كعاشق حميم حتى يجد رسالة خبيبته السابقة وحروفها التي يهيم بها فيرتلها كناسك في معبده،،،، ولكن كيف وصلت الى تريزا ولم يهتم زملائها به الى هذه الدرجة ولما زارته في مدينته البعيدة وعرفت تفاصيل قصته ،،وهكذا لن يصدق تبريراتها ليصدق مايريد هو ،،وبأن مايحصل معه مجرد قصة صحفية ﻻ حكاية عاشقين،،،،،، يرجع منكسرا مذهوﻻ وقد سرق من حلم جميل ،،،ولن يعيده الى طبيعته وهدوئه سوى أبيه ليقنعه مرة أخرى بخطأ أختياره وعودته فلا يمكن لنا السماح للماضي بأحكام الطوق علينا دائماً ويجب التخلص من إرثه الثقيل لنبدأ كما يجب لحياة أفضل،،،،،،
يعيد جاريث أشياء حبيبته السابقة ولوحاتها الى عائلتها ليتصالح مع الماضي والناس ونفسه مقررا العودة لتريزا عبر البحر مستقلاً قاربه القديم غير آبه للعاصفة فالعاشق كالفاتحين ﻻيرى إﻻ نفسه،،
يغرق جاريث وأحلامه عبر حكاية فخمة عن الحب والوله والعشق وقسوة القدر
1002 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع