د.طلعت الخضيري
جلسه تحضير ألأرواح ألحلقه السادسة/جان بول مارا
ألمقدمه
إنني درست ألثوره ألفرنسيه بإسهاب عندما كنت طالبا في ثانويه ألبصره ، وكان لقائنا في ألحلقه ألسابقه مع روبسبير ، وتذكرت أنني قرأت عن وحش آخر، يماثل في ألإجرام صاحبنا روبسبير وهو مارا ،فآتاني ألفضول أن .أسرد للقارىءمختصر لسيره حياته
وكعادتنا طلب ألوسيط حضور روح مارا، وسمعنا ألصوت المرتعش يهمس(ماذا تريدون مني ؟ألايكفي ألعذاب ألذي أعانيه يوميا ،عندما يخطر على بالي ما فعلت،وماسينتظرني يوم الحساب؟)
س- إهدأ قليلا ، ودعني أخبرك أن اعترافك بذنوبك واستغفارك خالقك ، قد يخفف عنك ألعذاب ورحمه الله واسعه.
ج- أشكرك على تعاطفك معي ، والآن ماذا تريد أن تعلم؟
س- أولا عرف نفسك ، ثم عرفنا بسيرتك الذاتيه.
ج- أنا جان بول مارا ،ولدت سنه 1743 في سويسرا، ومت سنه 1793 في باريس ، أي كان مروري في ألدنيا 50 سنه ، كانت آثامي بها ، تعادل ما يفعله أي مجرم خلال عشرات ألسنين، ديانتي كانت ألكاثوليكيه ، عضو في حزب أليعاقبه, مهنتي كانت سياسي وصحفي وطبيب وفيزيائي وكاتب.
س- كيف تصف موقعك في ألثوره ألفرنسيه؟
ج- كنت أحد أهم مفكريها وقادتها ، والأكثر راديكاليه . كنت دوما متعطشا للدماء ، وفاقدا لفظيله ألصبر ، هستيري الطبع ، وأقرب إلى الجنون ، برزت خلال ألثوره كخطيبا بارعا ،كلماتي تصل إلى قلوب ألمستمعين.
س- وكيف كانت نشأتك؟
ج- نجحت في أوائل دراستي ، وفي سن ألسادسه عشره من عمري ،عينت معلما في مدينه بوردو ألفرنسيه ، ثم درست الطب لمده سنتين ، وأكملت دراستي في باريس سنه 1765، وفي ألثانيه والعشرين من عمري ، رحلت إلى بريطانيا ، وهناك كتبت كتب في الطب و السياسه.
س- إذا كانت لديك مهنه إنسانيه ، فكيف تبدل بك الحال وصرت سفاحا من الدرجه ألأولى ؟ شأنك وشأن زميلك روبسبيير.
ج- هناك مثل لديكم يقول إن الطبع غلب ألتطبع ، وقد يكون أنني ورثت جينات إجراميه ، نمت وترعرت في دماغي ، فتصرفت كما كان.
- حدثنا كيف وصلت إلى تلك السلطه بعدألثوره الفرنسيه.
ج- في سنه 1789 ، أي في سنه ألثوره ، نشرت ألطبعه ألأولى من صحيفتي ألشهيره ( ألباريسي ألشهير) كان لدي طموح عظيم، ولذالك قدمت نفسي على إنني ( صديق ألشعب)، وكتبت كتاب (سلاسل ألعبوديه) ،وبعد قيام ألثوره ألفرنسيه ، وبالتحديد سنه 1792 ، بعد محاوله ألملك ألفرارإلى خارج ألبلاد ، دعوت إلى قيام دكتاتوريه في فرنسا ، وفي تلك ألسنه دعيت لأن أكون عضوا في لجنه ألرقابه في باريس ، وفي تلك ألسنه بالذات بدأت (مذابح أيلول) وارتبط إسمي بتلك المذابح ، ففي ذالك أليوم من أيلول راجت إشاعه تقول أن ألسجناء ألملكيين يخططون للهروب من ألسجن , واتهموني أنا بتخطيط ألهجوم في ذالك الشهر على السجون ، وهذا ما جصل ، ففي حمله دمويه هاجمنا بها ألسجون وذبحنا بها ألسجناء ألملكيين ، وقدر عدد ألقتلى من ألسجناء مابين 900 و1600 سجين ، وذالك خلال ثلاثه أيام ، قتلوا في زنزاناتهم أو في ساحات ألإعدام ، وبدون أيه محاكمه ، وفي 27 مايو سنه 1792 كنت قدكتبت في صحيفتي ( قبل نهايه ألسنه سيتدحرج خمسمائه رأس في فرنسا)وفي ألعدد 19 شهر أب1792 كتبت في صحيفتي أيضا ( قوموا واسفكوا دماء الخونه من جديد ، هذه هي ألطريقه ألوحيده لتخليص أرض ألآباء...) وكانت تلك الكتابات تشهد على مسؤوليتي في إندلاع تلك ألمجازر ، وبالتأكيد لم أحاول أبدا إيقاف تلك ألمجازر بعد حصولها.
س- وكيف كان صراعك مع ألجيرونديين ؟
ج- سأشرح لكم ذالك ، بعد أن أنتخبت عضوا في ألجمعيه ألفرنسيه، في 22 سبتمبر سنه 1792 تحول أسم صحيفتي من أسم ( صديق ألشعب) إلى ( صحيفه ألجمهوريه ألفرنسيه ) وعدت سنه1793 للتبشير بنظريه ( ألدكتاتوريه) وصرت أنادي بموت ألملك لويس ألسادس عشر ، وبعدأن تحقق لي ذالك وأعدم ألملك ، وقفت أنادي في ألجمعيه ألوطنيه ( أني أؤمن بالجمهوريه) ومع مرور ألأيام إنقسمت ألجمعيه ألوطنيه إلى ثلاثه كتل ‘ فالأغلبيه ألعظمى إحتلت ألوسط ، وانحاز ألجيرونديون إلى اليمين وهم ألذين يمثلون منطقه ألجيروندي وما حولها في فرنسا ، بينما كون نواب باريس كتله أليسار ،وكنت أنا و روبسبير زعماء تلك الكتله أليساريه ألباريسيه .
س- إذابدأت أنت وروبسبير بسياسه ألتطرف والأنتقام ما بين الثوارأنفسهم؟
ج- نعم ، بدأت بإعلان ألحرب على ألجيرونديين ، فقد أتهمتهم أنهم كانوا أكبرعائق أمام نجاح ألجمهوريه ، واتهمونا بدورهم إننا كنا نحاول تركيز ألدكتاتوريه في ألحكم ، أما أنا فوقفت ، وبحركات مسرحيه ، أدافع عن نفسي وزملائي روبسبيير ودانتون ، وختمت كلمتي بعمل مسرحي ، إذ أخرجت مسدسي ووجهته إلى صدغي مهددا أنه إذا استمروا على اتهامي ، فسأطلق ألنار على نفسي ، وهكذا نجحت بكسب ألمزيد من التأييد ، وأضعفت خصومي
ألجيرونديون ، ونجحت بتوجيه ألإتهامات لهم بأنهم كانوا أعداء
ألثوره ، وبدأت ببساطه ملاحقتهم وقطع رؤوسهم بسكين ألمقصله ، ولم يعد لهم بعد ذالك وجود في ألساحه ألسياسيه، بينما ازدادت قوتي وازداد بطشي.
س- لدينا مثل يقول ( ماطار طير وارتفع ، إلى كما طاروقع) فهل حدث لك ذالك؟
ج- نعم أنا قرأت أيضا مقوله إبن عم نبيكم إذ قال ( يادنيا غري غيري) وكان حسب ما أعتقد خليفه على شعبه ، ومع الأسف لم أتعض أنا ومن كان قبلي أو من أتى من بعدي ، من أصحاب ألقوه والهيمنه بمثل تلك ألمقوله ، فقد غرتني ألدنيا وكنت أحسب أن السلطه ستدوم لي.
س- إذا ماذا حصل بعد أن وصلت إلى هدفك؟
ج- بدأت أتلقى نتائج شر أعمالي ، فقدأصبت بمرض جلدي ، كان يسبب لي طفح جلدي وآلام شديه ، وحسب توصيه ألأطباء تم عمل حوض من النحاس خصيصا لي ، به منصه للكتابه ، يملأ بالماءالدافىء , ولا يظهر به من جسمي إلا صدري ، وكنت أقضي أكثر ساعات اليوم في ذالك الحوض في بيتي ، وبعيدا عن ألأنظار, أدير أعمالي ونشاطي ألسياسي ، وأرسل قوائم أسماء من أرغب بإعدامهم ليتم إعدامهم فورا.
وأتاح ألقدر ألفرصه لمن سيقتلني ، ولم تكن إلا فتاه في ألعشرين سنه من عمرها ، إسمها شارلوت كورديه ، من منطقه ألنورماندي غرب فرنسا ،وكان قد هرب إلى تلك المنطقه ألكثير من أعدائي من زعماء ألجيروند يين ، بعد أن فتكت أنا بزملائهم ، وأخذوا يعقدون هناك ألإجتماعات ألسريه ، و صادف أن حضرت شارلوت بعضها ، وسمعتهم يتهمونني بأنني سأشرع بقتل ثلاثمائه ألف إنسان قريبا ، فصممت ألفتاه على قتلي ، وتخليص مواطنيها من شري ، فأتت إلى باريس ، وخبأت سكينه بين ملابسها، وطلبت مقابلتي لتكشف لي عن مؤامره إدعت ستقوم لقتلي وأنها ستعطيني أسمائهم ، فسمحت لها أن تقابلني وأنا في حوض ألماء ، وبدأت ألفتاه أولا بمدحي وأنها تريد إنقاذ ألبلاد من الخونه ، فأخذت أكتب بعض ألأسماء ألتي ذكرتها لي ، لأرسلهم قريبا للمقصله، ثم فاجئتني بطعني في صدري بالسكين ألتي كانت قد خبأتها بملابسها كما ذكرت فمت في الحال ، ودفعت هي الثمن تحت سكين المقصله.
ج- نلت عقابك إذا ، وكان بإمكانك أن تتمتع بمهنتك كطبيب لإنقاذ ألبشر ، وإدامه حياتهم ، بدل إزهاقها كما فعلت.
س- نعم أنا دفعت ألثمن لأهل الأرض ، وأنتظر عقابي القادم في يوم الحساب.
1013 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع