د.بشرى البستاني
إلى الموصل ،تاج الحضارات
***
رصاصٌ، رصاصٌ، رصاصْ
صواريخُ
منعطفُ الدرب منكفئٌ
والشوارعُ مربَكةٌ
وأنا نخلةُ الريحِ
شَعريَ موسمُ من لا يدينِ لهُ
وفراتيَ مرٌّ
وعلقمُ حبي مناقيرُ تنهشُ جرحاً يقاومُ
والليلُ منهمكٌ بالحروب يرتّقها في الظلامْ.
والصواريخُ مفتونةٌ بمُنى الأبرياءِ
وبالفقراءِ
ومشغوفةٌ بالحضاراتِ تُحرقُ أسفارها
وحبيبي، حبيبي ،
القطاراتُ ،
منتصف الليلِ ،
وجهكَ ،
منتصف القلبِ
صوتكَ غابٌ من الأرجوانِ
وليلة ُحمى ،
ومملكةٌ تتدفقُ أنهارها لؤلؤاً
ولهيبَ حريرْ
وصوتكَ يدفعُ عني حرائقَ فجرٍ ستأتي
عبرتُ ، ولكنهم أوقفوني ،
اخرجي من جذوع الشجرْ
يا أغاني العذارى
اخرجي من عيون المطرْ
وصبّي العبيرَ بأردية الريحِ
كي يطلقَ الشعرُ أحزانهُ لفضاءٍ أخيرْ
ولا تقفي ،
النارُ تنسج هبوتها في الطريق إلى الموصلِ
القدسُ ، بغدادُ.. نارٌ هو الدربُ
مصيدةٌ ، لجةٌ من لظى
يقفون على طرق الموتِ ، أشهدهمْ
يُشرعون سنابلَ بيضاءَ مثلَ النبوةِ
بيضاءَ مثل الأماني
قفي..
ودّعيني ولا تذهبي
قبَلٌ في الأكفِّ
وفوق الجبين عناقيدُ وردٍ طريٍّ
وتيجانُ مملكةٍ لم تضعْ بعدُ
لا تقفي، أوقفيني
المحطاتُ دافئةٌ بالوداعِ
وداميةٌ بالصراعِ
المحطاتُ ملغومةٌ بالبكاءْ
وما بين قلبي وقلبكِ
قيدٌ ، وداليةٌ ، ونداءْ ،
خذي البحرَ مني
خذيني إلى البحر ِ
صدري الذي وسع البحرَ
ضاق بأوزارهِ
كذب البحرُ
آياتهُ سكنتْ في التراب مواسمَ
ثم انجلت سوَراً للعذابْ
وعطركِ ذاك الذي كان يطلقه الليلُ
فوق جراحي
يلوحُ ليَ الآن حقلاً من الطائرات التي تتوعّدني
في المساءْ
وتأتي القصيدةُ ، تذهبُ
في العتبات ترشُّ تعاويذها
عند منتصف الليلِ ، ثم تذوبْ
سمرةً فوق شَعر البوادي
وأعمدةً للمنافي
وأشرعة للغروبْ
على رسْلها كانت الحربُ تجمعنا
وتشرّق في دمنا
أو تغرِّبُ فينا ،
ويرقصُ دغلُ الرصاصِ
على قدرٍ لا يساومْ
دخانٌ، دخانٌ،
دخانْ...
وقافلةٌ من ضجيج المواسمْ
وهمسٌ يرجُّ سماواتِهمْ
ويزيحُ سحاباً يطاولُ بنيانهم
و.. قفوهم فهم مُحضرونْ
**
هل تجيئينَ هذا المساءْ
طلعتْ زهرةٌ في البكاءْ
ونامت عيون الأصابعْ.
982 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع