مرآة الماضي الحلقة الثانية

                                                    

                             طلعت الخضيري

               


        ألتأريخ مرآه ألماضي ومنظار ألمستقبل /الحلقة الثانية

                                       

               ألملك فيصل ألأول ملك ألعراق

ألمقدمه
أنقل للقراء ما كتبه ألعقيد جرالد ديغوري ،وترجمه ألأستاذ سليم طه ألتكريتي  . وقد عرف ألمترجم  ألكاتب كما يلي:مؤلف هذا ألكتاب ( ثلاثه ملوك في بغداد) ،  واحد من رجال ألمخابرات  ألعسكريه ألبريطانيه ،  ألذين أمضوا في ألعراق  أكثر من ربع قرن ، واطلعوا  على  ألمزيد  من  ألأسرار  ألسياسيه في ألعهد ألملكي ، وشاركوا بصفه غير مباشره في نسج بعض جوانبها.
وأود أن أقدمه أليوم كما ذكره ألكاتب ، معبرا لوجهه نظره ،  وأترك للقارء أن يقيم  ذلك ،  ومقارنته مع ماذكر و ماكتب عن ألملك  فيصل ألأول من مصادرأخرى ، لإننا  أصحاب ألشأن في معرفه تأريخ وطننا.
يصف ألكاتب إنطباعه عندما شاهد أرض ألرافدين لأول مره ، قادماعلى  سفينه أبحرت من ألهند ووصلت  إلى مشارف  ألبصره:
(إنحنينا فوق ألقضبان  ،  ورحنا نتحدث  عن ألبلاد ألممتده أمامنا ، بلاد ألرافدين ،  ألتي سميت حديثا  بإسم  ألعراق ، وكان أللورد كتشنر يأمل أن  يصبح  أول  نائب  لملك بريطانيا  في ألشرق ألعربي).
يصل ألكاتب إلى بغداد ،  ويباشر عمله في إحدى ألمراكز ألعسكريه ألبريطانيه  ، ويسكن دارا كان يشغلها رئيس ألأركان ألألماني قبل ألحرب.
ويستطرد( بعد أن قدم فيصل إلى ألعراق ، كانت ألمس بيل ما تزال تضغط  على ألعراقيين بأن فيصل  هو ألرجل ألحق ، وفي إجتماع موسع للملك فيصل مع بعض  ألشخصيات خاطب  أحد هم   ألملك فيصل قائلا له -.( يافيصل  إنا نقسم  بالولاء لك ،  لأنك مقبول من  لدن ألحكومه ألبريطانيه)- وكذلك  ألأكراد، هم ألآخرون ، كانوا في حاجه إلى مزيد من ألإقناع لقبول ألملك فيصل كالملك ألأول لى بلادهم.
وجاء إستفتاء قبول ألملك فيصل   بحصوله على(96) بالمائه ، ولولا  تدخل ألضباط ألسياسين ألبريطانيين ، وإيضاحاتهم ، وترتيباتهم لجاء ألإستفتاء عكس  ذلك.).
ويصف ألمؤلف أول إجتماع له مع  ألمس بيل في دارها ، وبحضور  كورنواليس  مستشار ألملك فيصل، الذي لعب دورا كبيرا في سياسه ألعراق خلال ألعقدين ألتاليين.، حدثتهم به ألمس بيل  عن مستقبل  ألعراق وتعاطفها مع ألملك  فيصل.
ثم يعلق على وصول ألملك فيصل إلى بغداد:
(وكان ألملك فيصل قد وصل ألى بغداد في 29 حزيران، بعد أن توقف في بعض  ألمدن  ألجنوبيه ، وكان إستقبال  ألأهالي له هناك إستقبالا فاترا. بينما استقبله ألسير برسي كوكس ووجهاءمدينه بغداد  في محطه ألقطار في بغداد بكل تقدير وترحيب).

ويصف ألمؤلف ألملك فيصل أنه شخصيه مثقفه ، يتكلم (ألعربيه والتركيه والفرنسيه) بطلاقه ’ كان تعليمه في ألإستانه( إسطنبول) أيام ألحكم ألعثماني واعتاد  هناك على مناورات  ومؤامرات ألساسه ألعثمانيون ،  وكان متعاطفا مع ألجمعيات ألعربيه ،  ألتي تألفت كرد فعل ،  لما أتصف به حزب ألإتحاد والترقي في تركيا  من شوفينيه  والإعتداد ألعنصري بالقوميه التركيه, فقاد جيوش والده  ألشريف  حسين ألثائره على ألحكم ألعثماني ، بعد أن وعد  ألحلفاء ألعرب  بنيل  بلادهم الإستقلال ألتام بعد انتهاء ألحرب ألعالميه ألأولى.
وأثنى ألمؤلف  على ألملك  فيصل ألأول واستحسن  أدبه ، ووسامته ، وشخصيته ألساحره ، وكيف تعامل بصبر ودبلوماسيه عند زيارته بريطانيا ، بعد انتهاء ألحرب ألعالميه ألأولى ، وعند حضوره مؤتمر فرساي في فرنسا لتوقيع معاهده ألصلح .
لنتابع حياه أول ملوك ألعراق ، فنجده  قد توج ملكا على  ألعراق في 23 آب   1923 ولم تكن ألأمور سهله أمامه ، فالعراق متكون من أطياف ذات قوميات مختلفه ، وأديان متعدده ، ومذاهب مختلفه ،
وهناك قوه ألعشائر ، وقوانينها ألمتعارف عليها منذ أجيال ، وكان عليه أن يستمع إلى مطالب ألشعب أولا ، وما تطلبه منه  ألسفاره ألبريطانيه في بغداد  ثانيا، وأخيرا تحقق حلمه في توقيع معاهده 1930 ، عندما أيدت بريطانيا إنتهاء ألإنتداب على ألعراق, ورفعت توصيه بذلك إلى عصبه ألأمم في جنيف.
وفاته
كان ألملك يعاني من أزمات صحيه متعدده ،  وأهمها  ألإرهاق ،وألتوتر ألعصبي  ،وإكثاره ألتدخين ،حسب ما ذكر،مما دعى إلى سفره إلى عاصمه سويسرا( برن) للعلاج ، وأقام في أحد  مصحاتها ، ولكنه توفي بصوره مفاجئه في 8 سبتمبر1933.
بقت ألشكوك تذكر  بأسباب موته ، فالتقرير ألطبي ذكر أنها كانت وفاه طبيعيه ، ولكن ألشكوك والأقاويل كثرت حول سبب وفاته.
ألمرجع: كتاب ثلاثه  ملوك في بغداد( ألعقيد جيرالد ديغوري)

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

276 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع