عبدالرضا حمد جاسم
رأيت خطراً من اعلى يُصَبْ
رأيت سياسيا للغش يتحزب
رأيت بلاءً وكرب
رأيت حقاً يُغْمط وباطلاً يُطْلَبْ
رأيتُ من أُسِرَ وحُزَ عن عقب
رأيت من دق خياماً على سُحُبْ
رأيت من تحول الى ذئب و نشر رعب
رأيت ما كسبت و لا يوم ريب
رأيت من يصلي وينسى الثاقب
و ما يخرج من الصلب والترائب
ولم يقرا ان المؤودة تَسألُ عن ذنب
رأيت من ليس لربه يرغب
و لا يخاف من سوط عذابه اذا صب
فعصى وكذب
رأيت حسينا كل ساعة يصلب
وزيب كارهة تصرخ تندب:
حسينا اجتهد وجد وتعب
ابن مريم مرةً صُلب
وانا كل شروق و غروب أُصلب
رأيت ذنوبا لمحاسن تَجب
ودروبٍ تُخَرَبْ
رأيت عدلا ميزانه يتذبذب
و سارق في المسروقين يخطب
سأبني جامع واقيم في عاشوراء موكب
وهذا عندهم عز الطلب
رأيت منقلبون أي منقلب
رأيت فشلاً يهدد:
اشطب ما ارغب ان يُشطب
والعدل جسرا املس مدهوناً أحدب
رأيت هدباً مُتعب
وريح تُصفر في وطن صار ثقب
رأيت كفوفا من لطمٍ تتخشب
رأيت قاحلاً يقلع خصبا
وارضاً تتيبب
رأيت من يمم وجهه صوب ...خشب
ودرب غائب من واجب
رأيت مستقبل اجيالا في مهب
و وطنا. تلاطمه الريح في مركب
رأيت خراب في صفوفٍ و رُتَبْ
رأيت كثيرا من تاريخ يُشطب
وانخاب على وطن يُسرق تُشرب
رأيت صرير مثقاب
ادنى من قوسين وقاب
رأيت بقايا لهاث لعاب وزَبَدُ تعب
رأيت فاعلاُ يُنصب
و مفعولاً مرفوع بالضمة يتلوى يتحدب
وحروف الجر كسلى وحالٌ يُجر ولا يُنصب
و ضمير معلول يترقب
و صيغةُ ماضيٍ تتحدث
عن عذاب
والحاضر محتارا ينساب
والامر للبنادق و الحراب
وحروف العله تُجَرِب
و مبتدأ يُكسر بالضرب
وشعباً مضافا اليه والمُضيف علية يتدرب
رأيت غبيا يتوثب
رأيت بصراً يتحجر يتصلب
وصوتا يهرب
رأيت لعباً بلا لاعب ٌ يُلعب
خارج ملعب
رأيت عبقا يُخْنَق وفرحا يُحْرَق
و نفط على نار يُسكب
رأيت ماء منذ زمن لم يُشرب
رأيت رمضان يكره آذار
واب يكره رجب
رأيت حلم شباب
وعمر اطفالا يسلب
ورضيعا اشيب متعب
رأيت ظلما في صحف يُكْتَب
وظالم للتاريخٍ زوراً يَكْتُب
رأيت قملاً يتناسل وعطراً أعزب
وملحا أعذب ومرٌ اطيب
ونهيق حمار يطرب
رأيت وطنا يفكر ان يهرب
بعد ان سُلب
رأيت ظناً غَلَب
رأيت عن كثب
كيف لقلب ان يعطب
رأيت صمتاً عَتَب
و تعبٌ يّتْعَب
وسؤال يصرخ أجب
لماذا وطنا يقطّع إرب؟
ولماذا الكل على الكل يؤلب؟
ولماذا تتيممون بقطع العشب؟
ولماذا طين فجركم لازب؟
رأيت دُب
في صحراء يُعلنُ عن بلد صار في غيابات جب
رأيت رئيساً معلولاً ووزيرا يسبح ووكيلاً يكرز لب
رأيت نواب لهم اذناب و انياب
رأيت رعبا عن بعد ...عن قرب
رأيت ...سامحني مضطربا
ورأيً يُفرض غَصب
يهدد بإشعال قلب
رأيت مغصوب من فكر اجرب
و ملعب فيه جماجم تضرب
رأيت من يدعو للقاء و يهرب
و لا يشعر بالذنب
مهما اذنب او كذب او نهب او سلب او عذب او ضرب
رأيت ضمائر غطتها حُجُب
رأيت قبقابا
يعزف في مجلس نواب
رأيت مدين واخاه شعيب في وضع صعب
رأيت يوما يبدأ بتعب
واسراب عاهرين يلقون خُطب
رأيت بردا لاهب
وشعب في وحل يلعب
و امطار تقرع شوارع و دُرُب
وبلدا صار مكب لنفايات
من قناني وصحف و عُلَب
رأيت من هَزُءَ يسأل:
هل دارون ابن قرد او ابن خنزير او كلب ابن كلب.
رأيت العجب...
رأيتُ كيف الأعمار تُحلب
والارواح تُحول الى حطب
أمام موقدا مستعر بلهب
هذا أوجب أن أصرخ بالواجب
وأقول بكل احترام و رجاءٍ وأدب:
يا من تحبون الوادي الاخضر والنهرين
وما بينهما...وعلى الكتفين.
والجبال من زاخو الى حمرين***
والطيبين من تخومها الى نينوى الى السبخة و ارض الطين****
يا سامعين الصوت:
(دنيانه غيم مجلجلة والوكت مُغْرُب
والظلام بهلشكل يرهب ويرعب
الراح خليه راح...لا اله نعقب
والجاي خَلوه وفه وخوه وحب
الدمع ينسمع من ايصب
والقهر والقلق يسحن كَلب).
يا سامعين الصوت:
لكل شمال جنوب
ولكل شرق غرب
الوسط.... جنوب الشمال وشمال الجنوب
وغرب الشرق و شرق الغرب
فلنجمعها في وطن ارحب
لترتاح الاجيال من تعب
لنزرع اشجارا وارفة بالحب
ونطفي نار عصبيةٍ و غضب
هل من مجيب؟...دعوة الداعي القريب
ليهرب من وطني البكاء و النحيب.
هل من مجيب...هل من مجيب...هل من مجيب
.....................................................
*لبلب: درع
**بهرز هبهب و ابوصيدا: مدن تابعه لمحافظة ديالى مشهوره ببساتين الاعناب و الارطاب والرمان و الحب والحنان
***حمرين: سلسلة تلال تمتد من اطراف كركوك الجنوبية مائله باتجاه بدره وزرباطيه(محافظة الكوت) في اقصى شرق وسط العراق.
****تخومها: المتكاتفة مع الصحراء وهي الانبار وكربلاء والنجف و السماوة والناصرية
نينوى: سهل الموصل بكل تنوعاته الأثنية والعرقية حتى اطراف جنوب تكريت
السبخه :قضاء الفاو في اقصى جنوب العراق على الحدود مع الكويت
ارض الطين: السهل الرسوبي من وسط الى جنوب العراق
868 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع