قصيدة العـــــــــــراق
نظم: عبدالستار المرسومي
سأرسُمُ وَجْها ً وفيهِ شمـوس
فوجهك بـدرٌ ينُيـرُ النفـوسْ
وَعَينُك شَمس ٌتضيءُ الصباح
فَمنْ ذا يَحِدُّ شُعاع َ الشُموسْ ؟
وَراءُكَ رِيٌّ زُلال ٌ يـطـيـب
فلـذَّة شُـرْب وَ لـذَّة لـوسْ
تُرابكَ طِيـبٌ كمـا الزُعفـران
يضاهي النفائسَ أُم َّ الفلُـوسْ
فَأنـتَ النـديُّ بقَفْـرِ البـلاد
نَدىً ورَحيقاً مَـلأتَ الكـؤوسْ
وَألـفٌ ألفـك وألـفٌ قَلـيـلٌ
فألفٌ نُحبكَ ، تـاجَ الـرؤوسْ
وَقَافُـكَ خَتْـمٌ وَوشْـمٌ جميـل
فدُم ْ يا عراقُ كَصُبح ٍ عَطوسْ
فَأنتَ العِراقُ العَريـق ُ الكريـم
فَلسْت َ القَنُوطَ وَلسْتَ اليَؤوسْ
وَجَمْعٌ لعـرْقٍ فأنـت العـراق
وَمَرعىً ببحْرٍ نَضيرُ الغُـروسْ
وَقَالُوا : نَباتٌ بإثـرِ الغُيـوث
فتقتاتُ منهُ الخجا والعسـوسْ
وقالوا: الطبابة ُ أنـتَ العـراقُ
كذا الأصْمَعيُّ يقـولُ الأنـوس ْ
سَتبقى مَنارا ً بِرُغْم ِ العَـذولِ
وَيبقى المُسمّى كَرمزٍ رُمـوسْ
وأنتَ الذي أَثخَنتـهُ الجـِـراح ُ
تنيرُ الدَّياجِيرَ فخـراً كطَـوسْ
سَنُرقيـكَ حُبـاً بـآيِ الكِتـاب
نداوي الجِراحَ وَقلبـاً نبــوس
حَفَرناكَ إسماً بلـبّ القلـوب
فأصبحتَ عِرقا ً كَجَذر ِ الغرُوسْ
ْشُعِفْنـا بحُبـك َ، واهٍ عـراق
تَرسَّخْتَ فينا وَ لَسْنـا بِنـوسْ
وَأنت َ الحبيب ُ القريبُ البـعيد
وَحينَ الشدائـدَ سِتـرٌ لبـوسْ
سَأرسُم ُقلبـاً بحَجـم ِالعِـراق
وَشكل ِالعراق ِ برُغْمِ الفـؤوسْ
سَأسْفِكُ دَمْعاً كَمـاءِ الفـرات
وَدَجلةَ نزفـي بكـلّ الطُقُـوسْ
فَلسْتُ وَحيداً بِحُـبّ العِــراق
ولكِنَّ عِشْقِي هَوى العَيطَمُـوسْ
أنـا إنْ أكلـتُ كـأنَّ العـراقَ
يمُـدُّ يَديـهِ بِصَحْنـي يلـوسْ
وَفي الشُّربِ جَاءَ نَخِيلُ العِراقِ
يُملمِلُ مَائِـيْ فَقَلبـيْ رَعُـوسْ
وَ لَسْتُ فَريـداً بهَـذَا المَقَـالِ
وَلكنَّ شِعري مَنـارُ الطُّـرُوسْ
عِراق ٌ، أ دُر ٌّ وعِقْد ٌ ثمَيـنٌ ؟
لُجينٌ وَتبر ٌ وَ فَحْـلٌ عَـرُوسْ
فَمالـي أراكَ تسّـفُّ الهُمـومَ
يغلفُ وَجهَـكَ غَيـمٌ عَبُـوسْ
نَعَـمْ أَرَّقتْـكَ مَآسـي الحَيـاة
ولَدْغ الأفاعِي وَعَضُّ الضُّرُوسْ
فخانوك َ جهراً بوَضح النهـار
وإنَّ الخيانة َ طبـعُ اليـؤوسْ
أَأَنتَ العِراق ُ؟ وَيلعـب ُ فِيـك
رِجالُ الصليبِ وَفرس مَجـوسْ
أَلستَ العِراق َ؟ فقمْ يا كبيـر
وَدُقَّ الطبولَ لحرب ِ بَسُـوسْ
عَهِدَناكَ غَيثـاً لِكـلّ الجِيـاع
فتُعطي العَطايا كَقَطرٍ عَجُـوسْ
عَهدناكَ دِرعاً وَقَلبـاً عَطوفـا
وسَيفاً بتوكاً وليثـا ً يَهـوسْ
وإنا نـراك َ بأمـر ٍ مريـج
فغَدْراً ينَالـكَ طَعـنٌ غَمُـوسْ
وَلما سمِعْنـا بِغـزو العـراق
نفرنا سريعاً وكانوا الجلـوسْ
فخُضنا الغمَارَ نَـدُكُّ الحُصُـونَ
وَلاذُوا بِحِصنِ الشَّقي اللَّحوسْ
يَمَيناً علينا سَنَلـوي الرِقـابَ
يَميناً غَليظاً وَ لَيسَ الغمـوسْ
سَنُدمي العَدوَّ بضَرب ِ الحِراب
فَنَقصِمُ ظهراً وَرأسـاً نـدوسْ
أَتينـاه ُ زَحْفـاً نجُـرُ الحَديـدَ
نَسيرُ الهُوينا فنَحنُ الحُبـوسْ
جَمَعنا العَزيمةَ مِلـيءَ القلـوبِ
شدَدْنا لأجلـكَ كُـل َّ القُلـوسْ
فليسَ على العَقْبِ مَجْرى الدِّماءِ
ولكنْ دِمَانـا مَنـاراً لشـوسْ
فنحنُ الأشاوسُ ، هُمْ كَالضّبَاع
أَعَدْل ٌ يقاسُ اللظَى بالجُموس؟
ألستَ العِـراقَ؟ أزِحْ ذا اللّثـام
و لَقّنْ عَـدوكَ مُـرَّ الـدُرُوسْ
وطَاعِـنْ بخَيلـكَ لا تَستَكيـنْ
فقدْ كانَ منهُمْ فَسـادٌ وَجَـوسْ
وَأَثخِنْ عَـدُوكَ حَـرَّ الجـراح
فَأنتَ العِراقُ الدَّعوسُ الغَطوسْ
وَذَرهُمْ يذوقوا العـذابَ الأليـم
بضَربة ِ رُمْحٍ وَرمْيَـةِ قَـوسْ
839 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع