داود البصري
ثمة تطورات ميدانية هائلة و متسارعة في ساحة معركة الثورة السورية وتطوراتها اليومية و المفاجئة يتم الإعداد لها في ضوء تقدم الثوار السوريين و إكتسابهم لمساحات جديدة من المواقع المتقدمة ولزمام المبادرة في التكتيكات الهجومية والدفاعية ووفقا لأسلوب الكر و الفر و إستنزاف الخصم ، وهي تطورات قد تبدو بطيئة للغاية ولكنها ستعجل في إنهيار النظام السوري من الداخل و تحلله وبما سيؤدي لتغيير مفاجيء وسريع سيفاجأ العالم دون شك ،
و إستعدادا لتلك المرحلة و تخوفا منها فإن النظام السوري المجرم ووفقا لتكيكات حلفائه في طهران الذين يخططون بخبث لمحاولة إجهاض الثورة ، لجأوا كالعادة لتفعيل السلاح الطائفي النتن و باشروا بحملة تعبئة و حشد واضحة من أجل نصرة النظام و الوقوف معه بعد أن أعيتهم كل الأحابيل الدبلوماسية و أنهارت كل خططهم الإعلامية الكاذبة وباتت ساحة المعركة العسكرية هي الفيصل النهائي لإنهاء حرب الإستنزاف الثورية المكلفة ، جبهة الصفويين في الشرق القديم لم تعد تمتلك اليوم من خيارات متاحة سوى سلاح النتانة الطائفية المريضة عبر حشد الأنصار من إيران و العراق ولبنان وبعضا من دول الخليج في جبهة واحدة مع قوات النظام السوري المذعورة من أجل الزج بها في أتون معركة دمشق التحريرية القادمة الكبرى وهي معركة يتم الإستعداد لها بتقنية ثورية ستكون مفاجاة حقيقية لكل أولئك الحالمين و المتوهمين بإمكانية إعادة تسويق النظام المجرم الذي لايمتلك من سلاح للبقاء سوى تفعيل المجازر الجماعية وممارسة الإرهاب الأسود عبر حملات التفجير و التفخيخ و الإغتيالات ، وقد أضحى واضحا اليوم إن دمشق باتت ساحة معركة حاسمة ونهائية لبقايا العصابات الصفوية في المنطقة و إن من على ساحتها سيشهد الشرق و العالم بأسره إنهيار و إضمحلال قوى التطرف و الرجعية الصفوية التي تحشد أتباعها بتوحش وتطرف لمحاولة حرف تيار الحرية المتدفق عن مساره ، فالعصابات الطائفية القادمة من العراق ولبنان من خلال الجماعات الإيرانية كحزب الله و العصائب و جيش المهدي و المختار ولواء اليوم الموعود وغيرها من التسميات الخرافية وبدعم لوجستي و تقني و إستخباري من عصابات الحرس الإرهابي الثوري الإيراني التي شكلت فصائل مسلحة تحت أسماء وهمية كلواء أبي الفضل العباس مثلا وهو مؤلف من جماعة من العراقيين المؤيدين والعملاء للنظام الإيراني الذين يدعون بأنهم يقاتلون لحماية ضريح السيدة زينب بنت علي ( رض )! ، بينما هدفهم الحقيقي و الستراتيجي هو مساندة نظام القتلة البعثي السوري المجرم ، في المنطقة اليوم حشد طائفي متوحش لايرى الأمور إلا من بوابة المصالح الإيرانية القومية المحضة و التي البسوها لباس الدين والطائفة في مشهد تراجيدي زاعق لخلط الأوراق ، فالجميع يعلم بأن نهاية نظام آل الأسد يعني النهاية الحتمية لكل أبواب و منافذ النفوذ و التمدد الإيراني في المنطقة ، ونظام البعث السوري الذي يرفع الشعارات القومية و البعثية و الإشتراكية لايخجل من نفسه وهو يتوسل بحثالات الطائفيين و القتلة والمجرمين للدفاع عنه ، فقد أزاح النظام عن آخر أوراق التوت التي كانت تستر عورته ، وتجلى اليوم عاريا مفضوحا بعد أن تلاشت دعاياته الآيديولوجية و أضحى مجرد نظام طائفي متسول للبقاء و الإستمرار بكل الوسائل بما فيها تدمير سوريا بأسرها وقتل الملايين من شعبها ، في المقابل فإن النظام الإيراني يقاتل من خلال أتباعه الإقليميين في الشام معركة الدفاع عن آخر حصونه وقلاعه الستراتيجية وعن خط دفاعه الأول والحاسم والذي بإنهياره الحتمي يصبح النظام الإيراني مكشوفا بالكامل أمام الشعب الإيراني الحر الذي سيكمل المسيرة ويجهز على من دمر إيران و استنزف إقتصادها وهشم قواها الحية ، ويبدو أن قدر السوريين الأحرار أن يكونوا في الموقع المتقدم لبناء الشرق الجديد وبدمائهم النازفة مدرارا يدافعون عن حرية الشام و تألقها وحضارتها ودورها التاريخي و الفاعل في العالم العربي و الإسلامي ، في دمشق ماغيرها ستحل النهاية الصاعقة على رؤوس القتلة و المجرمين وكل عصابات الشر و الرذيلة ، ومن دمشق العربية الحرة يصاغ اليوم عقد تحرري وحضاري جديد ، وبسواعد أبطال الشام ورجالها الأحرار ستقطع رؤوس أفاعي الفتنة الصفوية المجرمة التي سيلعنها التاريخ وستدوس عليها أقدام السوريين الأحرار وهم يطهرون الشرق من أدران وجراثيم القتلة ورؤاهم المريضة ، فلا عاصم اليوم من أمر الله ، ومن دمشق الحرة المتحررة الجميلة سيشهد العالم مصارع الطغاة وإنهيار خطط دهاقين الفتنة و الإنحراف .. سيهزم الطائفيون وينتصر الأحرار ، فتلك إرادة الله وحتمية التاريخ ، ولن يفلح الدجالون..؟.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
863 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع