بقلم: د. منير موسى
مدامع الغَمام أقحوان السّلام
آلات الدّمار تملأ مِساحات كوكب
المجموعة الشّمسيّة الثّالث
الأشجار المغرّدة ملوّنة العصافير
تصدح لوجدان الوجود
سموم البارود، دخان مصانع الأسلحة
تعيث بالفضاء غير عابئ بها
سماء النّجوم ونجوم السّماء
متلألئة في وجوم
المراعي تناغيها القطعان
وناي السّارح المِطريب الوَدودِ
الهواء طلْقًا يعزف على الشِّعاف
نسمات رُخاء تهِلّ
من على تلال البرقوق
متلفّعة بالحساسين
ساحرات الألوان والقدودِ
تختفي خفافيش الظّلام نهارًا
ضوؤه غير باخل، وهو النَّهِر
بإشراقاته راسمًا لوحات البحار
والأنهار بأسماكها، لقالقها
ونوارسها خدينة التّغريد
لوّث الشِعاب والبراريّ سفّاحون
لكنّ الغدران، الجداول والوديان
دائمة الجريان، تغنّي على أكتافها
الشّحارير والزّراعيّ
ينغب من فُراتها التّائه المظلوم
مرغمًا على التّشريد
نجيع على اصفرار رمال السّباسب
من أيادٍ سافكة أثيمة
وتبقى الغِزلان والمَهَوات
تبعث الحياة في البيداء
تأكل أوراق أشجار الغضا
القفعاء، العرفج والحنظل
تصطاد الصّقورُ السّحاليّ والأفاعي
تَخِدُ الحِيران، وتجمح المِهار أسيلات الخدود
يستريح الهاربون من العدالة
في ظلال الغَيل
ورْقاء الرِّيضان الغنّاء
على دوحها تهدِل
على الخمائل أسراب طيور مهاجرة
تحنّ لأوطانها، أضاعت بوصلة الحدودِ
هل ينفع شعبَه الأرستقراطيُ
الزهيُّ متنفسًا بالكبرياء
الفاره بالسّيارة الفارهة
غير حاسب لظلمِه الكادحين
وسلب حقّ ابنته وأخته
في المال والعَقار
متعطّفًا بُرْد طامع رِعديدِ؟
***
نخيل جَدّة أعلى من برج المملكة
{قرّر الوليد بن طلال بناء أعلى برج في العالَم في مدينة جَدّة بالسّعوديّة. ويزيد ارتفاعه عن ألف متر!}
مليار دولار وأنهار من الذّهب الأسود
كي تجاريَ النّجوما
وتطاول بالبرج أعنان السّحاب؟
غرّارة هي النّاطحات
أساساتها أعراق جهود المعدَمين
المشرّدين والمُلتاحين للحرّيّة
ودونها بحار السّرابِ
سطحها مطارات الصّقور والنّسور
ملاهيها فوح بساتين الخمور
بين العواسج، العُنّاب والأعنابِ
ماذا يضير الأجواء من رَدهات قصور
حلّقت فوق السّحاب
بلحظة تضيع في خضمّ الضّباب؟
جَدّة منهَل الحجّاج، عروس البحر الأحمر
أضوَأ من النّاطحات
نسيمها منعش كعوْدة الغيّاب
ابن طلال، خفّف الوطْء،
وزّع الأموال على البؤساء
لا على المتباهين بالدّولار
الأنساب والأحساب
***
شعبك
قريب أنت من الصّحنِ
تحيك بمِسلّات المهني
المطر يحوك غَضّ الفَنن
يغرّد المُعصْفر معَ البنّي
مسترق عالَمك في الوسَن
خدِرتَ بالويسكي، شِحت عن المِنن
وكعكة قاسمت في الغُين
يعفو بَهيتُ الشِعر مع الزّمن
غنّى لك الحادي بعرس الوطني
أبقيت رَمَقًا لشريد الفِتن؟
تغيث صريخًا بمدّ العون؟
أتفطن لشعبك في المحنِ؟
***
صيف وحيف
لمن الحصادُ، قطيع نِجادُ
وديان وِهاد، جَموح جِياد
وتزايد الرّؤساءُ؟
*
لمن الحقول، جداول سهولُ
يَباب طُلول، سواقٍ سهول
وفي عاجِهم كُبَراءُ؟
*
لمن المناجل، زيتون بلابلُ
رفوش معاول، غناء الجداول
أكابرًا، عظماءُ؟
*
لمن الزّهور، وعور طيورُ
سماء نسور، نجوم بدور
وروضة غَنّاءُ؟
*
لمن الكتاب، سحاب عُبابُ
قوافل شِعاب، مقالع هضاب
وجميعكم مدراءُ؟
***
شجرة غَيناء
بذلتم الرّخيص والغالي
كي تدركوا قمم المعالي
وأرضكم يباب، تصبو
لوابل متوالي
منتدياتكم ضنًى غالها
فألقوا الصّقال والعوالي
تفقّدتمُ الغَرثَى، أم نشاوى بموّال؟
أغيثوا النّوايا، صفّوا
واستنشقوا نسَم الشَمال
تغالبتم؟ فتحابّوا
تذكّروا حبّ الأَوالي
***
حافية خرجت العروس
{سأل الكاهن العروس:"هل تقبلين هذا الشّابّ زوجًا لك؟" فأجابت:" لا"، فعلا الصّياح والبكاء. لكنّ العروس خرجت حافية؛ تفتّش عن حبيبها!}
*
دلّوني، أين راح محبوبي؟
ضاع منّي فرحي وسروري
والنّسمة الرُخاء ليّنة الهبوبِ
أين حلَقي، خاتمي وأساوري
حذائيَ الورديّ، وفوح الطّيوبِ؟
تاجيَ البلّوريّ، زجاجات عطوري؟
مولاي، يا سانِد المغلوب
كاهني، يا نفحة البخور
حافية أنا، أفتّش في الدّروب
أمقت رائحة صمت القصور
فاعقِدْ عقدي، وكلّلني على حبيبي!
1232 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع