المهندس / خالد حسن الخطيب
الأهرامات عراقية ١٠٠٪.. واليك الدليل القاطع
دعاني صديقي الاستاذ المهندس ليث عبد اللطيف عبد العويّني لتلبية الدعوة لحضور ندوة شعرية أقيمت على شرفه الخاص في قاعة مطعم هاي شيف المتميز الواقع بمنطقة الوزيرية في بغداد الحبيبة وكان من ضمن المدعوين لتلك الجلسة الشعرية شعراء وكتّاب من جميع محافظات بلدي العراق , حيث حضر الشاعر الكبير جمال ال مخيف من الديوانية و الشاعر المتميز رائد مهدي من البصرة و الشاعر وهاب اللبان و الشاعر كرار حمزة و الشاعر كاظم الحسناوي و ريام احمد .
وكان الحظ وحسن الطالع بأن أجلسني مع شاعر مدينة الحلة الفيحاء الأستاذ علي حميد الحمداني على طاولة واحدة حيث أعد لنا القائمون في المطعم وجبة غداء فاخرة لم أتذوّق مثيلها في حياتي وقمت أتجاذب أطراف الحديث مع الشاعر الحمداني وعن الصياغة الشعرية والمفردات العربية الغزيرة حتى قاطعنا احد الحاضرين بتهنئة الشاعر الحمداني بأدائه المتميز الراقي في مهرجان الاسكندرية الدولي للشعر العربي الذي أنعقد في اذار سنة 2017 والذي ضم تسعة عشر دولة عربية ما عدا الكويت مع سبعين شاعر من شعراء دولة مصر الشقيقة وكان المهرجان لمدة سبعة ايام أقيم على قاعة مكتبة الاسكندرية الكبيرى التي تعتبر أكبر و أوسع مكتبة في الشرق الاوسط وعلى شرف جامعة الاسكندرية الذي يرأسها الدكتور خيري السلكاوي .
أخذ الشاعر على الحمداني يحدّثني عن مهرجان الاسكندرية وطاف بذكرياته هناك وكيف كان للشاعر العراقي الزخم الأكبر في طلبات الجمهور الحاضر وحدثني كذلك بالأحتفاء الخاص بالوفد العراقي حيث قال رئيس المهرجان بأن العراق هو منبع الشعر العربي وتحت كل نخلة عراقية يوجد شاعر عراقي لا يشق له غبار .
فقد أفتتح المهرجان بقصيدة عراقيية تعبّر عن تحية العراق للعروبة وقوبلت بعواصف من التصفيق الحار الغير منقطع ونقلت الى كافة القنوات الفضائية الاربع وستون التي غطّت المهرجان .
كانت الاندية الادبية الشعرية في عموم مصر تتزاحم في حجز أصبوحة او أمسية او سهرة لتستضيف فيها الشاعر العراقي وأن الاعتذار عن عدم الحضور كان صعبا للغاية بل مستحيل , ومن خلال مشاركة الشعراء العراقيين تم مد جسور من نوع جديد بين الادباء العراقيين وأدباء دولة مصر الشقيقة و العرب المنتشرين في دول العالم , ألا أن الحدث الأبرز في ذلك المهرجان هو دعوة الشاعر علي حميد الحمداني ومجموعة من الشعراء العراقيين الفحول من خلال الاتحاد العام للأدباء والكتّاب المصري بتقديم أمسية شعرية رسمية على دار الاوبرا المصرية والتي لا يرتقي منصّتها ألا كبار الفنانين والمبدعين العالمين أمثال كوكب الشرق ام كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب والفنان العراقي العالمي كاظم الساهر .
أخرج الشاعر علي حميد الحمداني هاتفه الجوال وأخذ يطلعني على بعض مقاطع الفيديو التي التقطها هو وزملائه في مهرجان الاسكندرية هناك وكيف كانت عواصف التصفيق تحتفي بالشاعر العراقي عندما يعتلي منصّة القاعة وشاهدت بأم عيني كيف يكون العشق والغرام للشاعر العراقي وبكلماته التي هزّت بعمق أحاسيس وعقول الحاضرين وأيقنت ايضا بأن تلك مقاطع الفيديو القصيرة ما هي الا دليل قاطع على قوة أشعاع الفكر العراقي عبر مر العصور , وأن اهرامات مصر المعجزة التي بنيّت بسواعد رجال مصر المخلصين لن تكون أبدا يوما شاهدا على قوة الحضارة الفرعونية الا من خلال الاشعاع والابداع العراقي من خلال الكلمة والعلم والثقافة والابداع التي خرج أشعاعها من بلاد الرافديّن لينتشر هنا وهناك .
4843 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع