بثينة خليفة قاسم
نتمنى أن يكون ما قرأناه صحيحا حول قيام دول مجلس التعاون بإجراءات ضد أتباع حزب الله اللبناني وأنصار الولي الفقيه، وضد كل اللبنانيين التابعين لتيارات تتعامل مع دول الخليج بنوع من العداء وعدم الاحترام.
إن كان الخبر صحيحا، فقد جاء الوقت إذا لكي تقوم دول الخليج بما يجب القيام به تجاه سياسات إيران العدائية الموجهة ضد دولنا وضد الشعب السوري الأعزل الذي دفع ثمنا باهظا بسبب الإمدادات الإيرانية ومساعدات حزب الله اللبناني الساعية بكل السبل لمنع النظام الأسدي العلوي من السقوط.
الإجراءات تشتمل على ترحيل الطابور الخامس التابع لحسن نصر الله وميشيل عون وكل وكلاء إيران المعتمدين في الخليج، الطابور الخامس الموجود في الإمارات والكويت وغيرهما من الدول، ووقف سيل الدولارات الذي يتم تحويله إلى لبنان كل عام من بلاد النفط التي لا تتلقى في المقابل سوى الإساءة والتخريب وتحريك الخلايا والعملاء من أجل ضرب استقرارها ضمن استراتيجية الهيمنة الإيرانية.
كان ولابد أن تتخذ إجراءات ملموسة تشفي غليل الشعوب الخليجية التي ترى وتسمع وتشاهد التدخلات الإيرانية السافرة في شؤون بلادها الداخلية، وترى سياسات الهيمنة الإيرانية واضحة للعيان ولا ترى إلا ردود فعل شفوية لا تزيد على الاستنكار والرفض.
الاستنكار والتنديد لا يكفي ونحن نرى السلاح يتم شحنه بشكل يومي ليذبح أهل سوريا دون رحمة، لا شيء سوى لحماية نظام عميل من السقوط.
حزب الله اللبناني خلع ثوب الحياء نهائيا في مواقفه تجاه دول الخليج وتجاه المملكة العربية السعودية، وتجاه الأمة العربية بشكل عام عندما أعد وأرسل آلاف المقاتلين إلى سوريا ليفتكوا بالسوريين المقاتلين من أجل حريتهم وكرامتهم.
كيف تسمح دول الخليج لهذه الآلاف الموالية للولي الفقيه بهذا الكم الهائل من التحويلات التي لا نعرف في أي غرض تستخدم؟.
اللعب أصبح على المكشوف ولم تعد هناك أوراق مخفية، فإيران وحزبها الموجود في لبنان أصبحت أكثر وضوحا في رسمها للخريطة الطائفية في المنطقة، فلم يعد السكوت جائزا ولم تعد التهديدات تفيد مع الذين فقدوا الحياء السياسي.
على الذين يعملون تحت راية الولي الفقيه خدام المشروع الصفوي في المنطقة أن يبحثوا عن خبزهم في مكان آخر، فشعب الخليج العربي ليس شعبا من المغفلين لكي يحول أمواله إلى مقاتلي حزب الله الذين أرسلوا إلى سوريا بالآلاف لمساعدة القهر والظلم خدمة لإيران ومشروعها الطائفي.
طالما أنكم تخدمون الهيمنة الإيرانية فعليكم السفر إلى إيران أو العودة إلى لبنان وانتظار الرواتب القادمة من طهران، أما الخليج العربي فلم يعد وطنا لكم.
994 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع