العملية الانتخابية ونظرية الاحتمالات السيئة

                                             

                        علي عرمش شوكت


العملية الانتخابية ونظرية الاحتمالات السيئة

في كل يوم تطالعنا وسائل الاعلام بنمط جديد من اساليب التزوير في الانتخابات العراقية القادمة، فهل يشكل ذلك لدى الجماهير المكتوية حافزاً بانتخاب الفاشلين ، ام العكس صحيح ؟ . لاشك ان الدعاية وشراء الذمم تعكس حالها على النتائج بهذا الشكل او ذاك. غير ان العامل الحاسم يبقى مهروناً بصحة اختيار المرشح الجدير، وقبله البرنامج المعبر عن الحاجات الحياتية للناس ولمصالح الوطن العليا. التي هي اليوم اكثر من أي ظرف مضى معرضة للاحتراق بنار الصراعات الاقليمية
وعلى هذا المضمار يحتدم الصراع بين هدف التغيير الذي تسعى اليه القوى المدنية الديمقراطية ، وبين تكالب دوائر التزوير من الفاشلين المتشبثين بالسلطة، وبوسائلهم المتنوعة ومنها الدعاية الخرقاء والفتاوى التي تمضي سابحة في عقول البسطاء من الناس، والانكى من كل ذلك الارتهان لاجندات خارجية. وربما لم نأت بشيء هنا غير اننا بحاجة ماسة الى قراءة المعادلة السياسية والقاء الضوء على عوامل الاختلال فيها ، فحمى الانتخابات مشتدة على اخرها ولم يأت ببال بعض المعنيين ان يأخذ بنظرية الاحتمالات السيئة. التي ربما يرد في سياقها حدث ضاغط يؤدي الى تأجيل الانتخابات اذا لم يلغها.
قد يبدو لدى البعض شيء من الغرابة فيما ننوه حوله، غير ان استقراء لوحة الوضع في الشرق الاوسط عموماً و تحديداً المناطحة التي دخلت في مربعها الحرج بين الولايات المتحدة الامريكية المتشبثة بوحدانيتها القطبية، و بين روسيا الناهضة لارجاع نفوذها في هذه المنطقة الحيوية. وليس ببعيد تأثيراطماع الدول الاقليمية الذي بفعله، يظهرالامر متجلياً بالتهديدات الامريكية لضرب سورية، التي تقابلها تحذيرات روسيا الحازمة بالرد المقابل، وكأنها اللبوة التي تدافع عن صغارها المهددين بالافتراس. ومن خلال نظرية الاحتمالات تبرز تكهنات تقترب من المتوقع مفادها ان افتعال الازمة بين دمشق وواشنطن غايتها تعطيل الانتخابات في العراق على عهدة الاحتمالات ايضاً، حيث ستقوم ايران برد صاروخي عبر الاجواء العراقية، في حال ضُربت سورية بصواريخ امريكية، او بزحف مليشاوي عراقي تابع لـ "ولاية الفقيه"، او غير ذلك مما سيتلقى رداً معاكساً مكانه الارض العراقية وزمانه فترة الانتخابات، فمن البديهي ستعطلع العملية الانتخابية لا محال.
وفي مطلق الاحوال سيدفع الشعب العراقي ثمن اية تداعيات بالرغم من الادعاءات الرسمية بالتزام، " النأي بالنفس"، او اتخاذ جانب الحياد، اللذين لا نصيب لهما من الواقع، حيث توغل القوى الاجنبية في عمق السلطة السياسية واستحواذها على مواقع القرار السيادي في البلد. هذا وزد عليه النفوذ الايراني المؤثر في الاحزاب الحاكمة. حينذاك يغدو نجاح العملية الانتخابية املاً لانقاذ البلد من ان يسحق تحت قصف صواريخ جيوش القوى الاقليمية والدولية المتصارعة ، في سبيل النفوذ والاطماع الشرهة بمائدة العراق الدسمة التي غالباً ما يسيل لها لعاب دوائر الاستغلال المتوحشة المختلفة.
فاين يكمن نجاح وسلامة االانتخابات ؟ . اذن لا مناص من المشاركة الفاعلة لاختيار القوى المدنية الديمقراطية البعيدة كل البعد عن النفوذ الاجنبي وعن بيع القيم الوطنية في سوق النخاسة الذي فعلته الكتل الحاكمة، طيلة فترة حكمها الحالي.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

823 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع