سحبٌ سوداءُ
سحبٌ سوداءُ
تمطرُ تقذفُُ
شهباً أحجاراً تسقط ُ تشتعل ُ
النار ُ فيها تلتهب ُ
تسيل ُ بالوادي نهر ٌ دم ُ
يجرف ُ .. التراب َ.. الأشجار َ.. العمرُ
سحبٌ سوداء ُ
في أرض ِ السواد ِ والأحباب ُ
القمر ُ ... النجوم ُ ... الشمسُ
ترقبُ الوجوه َ والأخبار ُ
الأمهات ُ يُودعن الصغارُ
خائفات ُ أن يحصدهم انفجارُ
شظاياهُ تجمعهم مع الكبارُ
أسرابُ طير ٍ للجنة ِ وحمام ُ
سحبٌ سوداءُ
الشبابيك ُ موصدة ً والأبواب ُ
فقد غادر الأخيار ُ
في المقابر ِ تجدهم والبحارُ
تائهين تتقاذفهم أمواج ُ
أملاً بحياةٍ طعمها انتحار ُ
ليلها طويل .. لا.. فجرٌ .. لا .. خلاص ُ
عُيونهم شاخصة ٌ نحو الديار ُ
ذكرياتهم صورهم والأرواح ُ
تناديهم من تحت التراب ُ
سحبٌ سوداءُ
بلاد ُ الروافدِ والأنهارُ
العالمُ يسير ُ يمينا شمالُ
يسعون َ جميعاً نحو الكمال ُُ
يبنون َ بيوتهم والأوطان ُ
إلا أنت َ وطن ُ الفخار ُ
تلهثُ كالمجنون ِ عكس َ الاتجاه ُ
تمضي مكرهاً نحو الوراء ُ
بالمعاول ِ ينالك َ الخراب ُ
يحصدُ يقتلُ أبناءك َ الكرام ُ
عراق
قد أدميت َ المآقي والقلوب ُ
بقوافل ِ الشهداء ِ والمهجرين جموع ُ
حرمانٌ مذلة ٌ جوع ُ
أيتام ٌ.. أرامل َ.. خطوب ُ
أهذا حال ُ بغداد َ الأسود ُ؟
هناك الرشيدَ والمنصورُ
علموا الدنيا معنى العلوم ُ
فتحوا البلادَ بعزم ِ الحي القيوم ُ
الأندلسُ الصين َ قارات ٍ تخوم ُ
لراية ِ ديننا الكريم ُ
عدل ٌ بين الخليفة ِ والخصوم ُ
رباه هذا وطني أمسى مذبوح ُُ
بيد ٍ تلهو تنفث ُ فيه السموم ُ
رُحماك ربي بعراقنا الحبيب ُ
فما له سواك ربُ رحيم ُ
عراق
الدنيا وأيامها تدور ُ
لا .. حزن يبقى ..لا.. فرحُ يدوم ُ
ستنهض ُ يا عراق عملاقاً جسورُ
تعيدُ لأهلك مهابة ً حضورُ
بين الأمم والشعوب ُ
سلام ٌ خيرٌ عزم ٌ تسود ُ
كتبت على وقع الدمار اليومي في العراق
2012 م
الرحمة والغفران لشهداء العراق والشفاء والعافية لكل أهله الكرام
1198 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع