داود البصري
في يوم الأحد 17 مارس الجاري تكرمت النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين وأرسلت ردا مكتوبا على مقال سابق لي يتعلق بموقف المنظمات المهنية والإعلامية العراقية من محنة المفكر العراقي السيد أحمد القبنجي خلال وقوعه تحت قبضة جلادي فرع قم للمخابرات الإيرانية ،
وقد نشرت ( السياسة ) الغراء ذلك الرد الذي أسعدني كثيرا و أكد تفصيليا على كون الكلمة الحرة لا تضيع هباءا ، وبأن جبهة الأحرار في العراق هي أوسع مكانا وأكثر تجذرا من كل إدعاءات المرجفين من المرتزقة و المنافقين والطارئين على العمل الإعلامي الحقيقي وإنني في الوقت الذي إعتذر فيه من الزملاء والأخوة في النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين على سوء الفهم الذي أبديته تجاههم وأنا مؤازر لهم ولحركتهم التصحيحية و متابع لإبداعات رموزهم و تألقهم في ميادين الفكر و الرأي والتقويم والإصلاح رغم ظروف التسلط الفاشي لعصابات وفرق الموت والإرهاب في العراق ، فإنني كنت أهدف أساسا لدعوة الزملاء في النقابة لمواصلة العمل الحثيث و تصعيد جهودهم وتطهير الجسم الإعلامي العراقي مما علق به من العوالق و الهوائم ومن زمر الطارئين و المتطفلين الذين سطوا في لحظات إنتكاسة العراقيين التاريخية على ميادين الفكر والحرية وتحولوا بأموال أحزاب السلطة الطائفية لأرقام إعلامية هي في حقيقتها صفر على الشمال ، ومتطلعا لأن تكون النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين هي المعبرة عن صوت الإعلام الحر و الراقي و الحضاري في العراق لكونها تمثل الجوهر و المعدن الحقيقي لقيم الخير والحرية و السلام ، لقد أكد رد النقابة على مقالي على قوة اللوبي الإيراني المفجع في الحالة العراقية ، وعلى التواطؤ الرسمي العراقي مع جلادي نظام طهران الفاشي وحيث أصاب الحكومة العراقية بمختلف قطاعاتها بدءا بمكتب الرفيق ( مختار العصر و الزمان ) وليس إنتهاءا بوزارة الخارجية العراقية التي تحولت لشاهد زور و تخلت عن نصرة المواطنين العراقيين في محنة السيد أحمد القبنجي الذي ذهب ضحية تحريض و ( تقرير إيماني ) من أذناب ووكلاء الولي الفارسي الفقيه في العراق! ، ولولا أولئك الأحرار في النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين وضغوط أهل الفكر و الثقافة الحقيقية في العراق لتمت تصفية السيد أحمد القبنجي في سراديب أجهزة الولي الفقيه التي لا تختلف عن سراديب الحجاج بن يوسف أو كل طغاة التاريخ المشهورين ، لاريب في أن قوى الإعلام الحر في العراق تتحمل اليوم مسؤولية تاريخية في التصدي لقوافل و رموز المنتحلين للعمل الإعلامي من الذين كانوا أبواقا بائسة لنظام البعث البائد ومن الذين حولوا البندقية للطرف الآخر بعد تبلور المشروع الطائفي الرث و المريض في العراق ، دون شك فإن أعضاء وقيادات النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين هم اليوم في وضع لايحسدون عليه بالمرة من حيث صعوبة الهجمة الطائفية المتخلفة ، وقلة الناصر و المعين ، وتمكن الطرف المتسلق و المنتحل الآخر من إستغلال العلاقات الإقليمية بما توفره من دعم مادي كبير في شراء الأصوات و محاولة تسيد الموقف رغم أننا نعلم بأن الزبد يذهب جفاءا و ما ينفع الناس وحده من يمكث في الأرض و ان أهل التزييف لايمكن أبدا أن يستمر صعود نجمهم لأنهم لا يستندون لعمق معرفي و نضالي قوي وحقيقي ، بكل تأكيد لقد فتحت قضية السيد أحمد القبنجي وهو من شيعة العراق الأحرار كل الأبواب و النوافذ وأفرزت محنته إصطفافات ومواقف حقيقية وحددت معالم و أساليب النفوذ الإيراني المرعب في العراق والخليج العربي ، قد لا نتفق مع طروحات هذا المفكر أو ذاك ، وقد نختلف جذريا ولكننا ندافع بكل قوانا و إمكانياتنا عن حقه في التعبير عن رأيه والدفاع عن وجهة نظره بعيدا عن محاكم التفتيش وفرق الإخصاء و الموت ، نتطلع من الزملاء في النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين وأنا أعتبر نفسي واحدا منهم رغم انني لا أصل لمستوى عطائهم و تضحياتهم الميدانية وحيث يعملون في ظل أبشع و أقسى ظروف يمكن أن يتصورها بشر ، اقول نتطلع لأن تكون نشاطات النقابة هي المعبر و الصورة الحقيقية عن الجسم الإعلامي العراقي الذي يواكب العصر و يجسد حقيقة المشهد الإعلامي العراقي الذي تكالب عليه الجهلاء حتى حولوا مهنة الصحافة في العراق لمهنة من لا مهنة له بعد أن أضحى ( شعيط ومعيط ) صحفيا!! و تلك وأيم الحق قاصمة الظهر ، معركة الحرية في العراق هي من طراز المعارك الوطنية و التاريخية الكبرى وحسمها لصالح قوى التقدم و الخير و السلام هو الضمان الحقيقي لوحدة وكرامة وعزة العراق.. تحياتي لكل المناضلين العراقيين الأحرار من أجل الكلمة الحرة والكرامة و السمو على الطائفية الرثة و العنصرية السوداء ، وبوركت تلكم الأيادي الحرة التي تصنع و تصوغ قيم الحرية الفكرية في عراق ما زال يكافح من أجل اللحاق بركب الأمم الحرة و المتقدمة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
2188 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع