الكلدان والعلوم - ٢

                                          

                         د. نزار ملاخا


الكلدان والعلوم - ٢

أن الكلدانيين سلالة من سلالات الأمراء، كانوا ملوك الدنيا، أسسوا أعظم إمبراطورية في التاريخ، وهم من بقايا السومريين، وقامت بتأسيس دولة بأسم سلالة بابل الثانية، وبالتأكيد فإنها بسطت سيطرتها على الكثير من المناطق المحيطة بها مثل سواحل الخليج العربي وبعض المدن السومرية والأكدية في وقت كاد الجنس السومري أن يتلاشى أو يذوب في الجنس السامي (الأكدي والبابلي) وهؤلاء هم أجداد الكلدانيين، لذا لا يمكن لأي طارئ على التاريخ أن يلخص مآثر الكلدان بكلمة واحدة وكأنه هو المقرر للتاريخ، أو يجعل من نفسه بطل أسطوري يجمع كلمات من هنا وهناك لكي يحط من قدر الكلدان، فالكلدان أعلى وأعظم من أن يطعن بهم لسان يصول ويجول على هواه، قد يتمشدق أحدهم ويختار من التاريخ ما يعجبه، ولكن هل يرد عليه أحد؟ أنا اقول ابداً، لأنهم يعرفون الوزن والمعدن وسطحية المعلومات، وليس للكلدان وقت يهدرونه هباء وعبثاً، لذا يهملون الخزعبلات دائماً،

الكلدان : هذا الأسم العجيب الذي شع من أور الكلدان وأسس أعظم إمبراطورية، وما زالت آثارهم هناك تحكي تلك القصة التاريخية لكل الأجيال، وما زالت قوانينهم وعلومهم مناراً لدروب العلماء، ودستور حمورابي العظيم الذي أستندت عليه أغلب دساتير العالم.أور التي خرج منها أبونا إبراهيم أبو الأنبياء.

الكلدان عراقيون اقحاح، أختلف العلماء في تثبيت نسبهم، لأن منهم مَن ينسبهم أو يرجع بأصولهم إلى العرب،مثل سبرنجر حيث يقول " إن جميع الساميين عرب، فالآشوريون، البابليون، الآراميون، الفينيقيون، العبرانيون، الآدوميون وغيرهم كانوا يهاجرون من جزيرة العرب" ومنهم مَن يقول بأن الكلدان هم من بقايا السومريين والأكديين أو هم من سلالتهم، ومنهم مَن يقول بأنهم من الآراميين، وآخرين أختلفوا مع الكل، ونحن إذ نستطلع الآراء التاريخية لعلماء التاريخ نقول ما قاله الدكتور أحمد سوسة، حيث يرجع بأصول الكلدانيين وموطنهم الأصلي إلى شواطئ الخليج العربي في جنوب العراق، ثم يقول أنهم قبيلة يعود أصلها إلى إحدى القبائل البدوية السامية، وقد أشتق أسمهم من قبيلة (كلدي)، بينما يقول فيليب ديغورتي بأن أصلهم من شبه الجزيرة العربية، ومنهم الأب انستاس ماري الكرملي حيث يقول : إن مؤسس دولة الكلدان (كلدة) شيخ عربي ينتمي إلى القبائل العربية (لغة العرب 2 : ص578) ويؤكد هذا القول الدكتور جواد علي مستنداً على رأي سترابو بأن مدينة الجرها في السعودية في القطيف هي الموطن الأصلي للكلدان، وديلابورت مع الراي القائل بأنهم آراميين وكذلك يقول الدكتور فوزي رشيد، كما قال ذلك أدون بفن، وهؤلاء استندوا إلى تلك العلاقة القوية بين الكلدان والآراميين، فأعتبروهم قبيلة واحدة، أو لأنهم تكلموا لغة الآراميين، وقد يتصور البعض بأن تشابه اللغة جاء بسبب تشابه العرق، وهذا غير وارد، بسبب سكن الآراميين في الشمال بينما الكلدان سكنوا مناطق الخليج العربي (الخليج الكلدي) ومناطق جنوب العراق، وهناك مَم مزج الكلمتين معاً (الكلدان السريان) مثلما ذكرها المسعودي في كتابه (التنبيه والإشراف ص68) الكلدانيون هم السريانيون،وأبن العبري في كتابه (معلثا) المشرقيون العجيبون (السريان المشرقيون/مدنحايي) أولاد الكلدان القدماء. يذكر قاموس الكتاب المقدس بأن تسمية كلديا تطلق على المنطقة الواقعة في جنوبي شرقي ما بين النهرين، فكان الاشوريون يسمونها بلاد “كالدو” وسماها البابليون “كاشدو” ومنها جاء الاسم العبري “كاسديم” أي “الكلدانيون"، وكان يعيش في نفس المنطقة السومريون والاكاديون، وكان اسم “الكلدانيين” يطلق على جماعة من القبائل السامية التي كانت تعيش فيما كان يطلق عليها “بلاد البحر”

ننتظر الحلقة الثالثة والأخيرة

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

987 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع