من ظرفاء بغداد .. الشيخ عبد الله الخياط

                                             

                              عبدالكريم الحسيني

كانت بغداد ايام زمان تضم العديد من الظرفاء وكان هؤلاء يحظون بمكانه خاصه في المجالس البغداديه ولدى كبار القوم لما فيهم من سرعة البديهيه وحاضرة النكته والطريفه والتي يمتاز بها المجتمع البغدادي في تلك الفتره وفي احلك الظروف التي مرت بها بغداد وظلت النكته مرافقه لهؤلاء الظرفاء الذين كانوا من علية القوم ومن ابسط الناس ومن الفقراء والاغنياء لافرق في رواية النكته او عمل الظريفه او النادره ..

لقد ضم المجتمع البغدادي العديد من الظرفاء وكان لهم حضور دائم في مجالس الادباء والسياسين ورجال الدين ومن هؤلاء الظرفاء الذي ذاع سيطه وكثر الحديث عنه وريت نكاته حتى ان البعض شكك في وجود مثل هذه الشخصيه ولكن وجودها حقيقة ثابته وادنا تعريف لها :

                                  

هو الشيخ عبد الله الخياط بن جاسم القرغولي من مواليد بغداد /محلة سوق الجديد بالكرخ وسكنها حتى وفاته وكان يعتبر بلبل المجالس والظرف طبيعه في نفسه وليس متصنعا وكان يضفي على المجالس الكثير من الانس والراحه والتلطيف وخاصة في الايام الحزينه .

كان عبد الله الخياط يمتهن الخياطه ( خياطة الملابس ) وكان من ملازمي مجالس الآلوسيين والسويديين وآل الشواف وكان له مجلس في داره يختلف اليه العلماء والادباء وكان من اصحابه العلامه المشهور محمود شكري الآلوسي وكان كلما رآه وجه له اللوم بعدم الصلاة ويقول قولته المشهوره (من تقرب لي شبرا تقربت اليه ذراعا ) حتى اصاب عبد الله الملل من تريد العلامه لهذا التوجيه كلما رأه ولذلك قرر ان يؤدي الصلاة واخبر العلامه محمود شكري الآلوسي بذلك وقال امهلني يوما او بعض يوم .........

ذهب عبد الله الى السوق واشترى حذاء (يمني ) احمر لماع وملابس جديده وولبسها وتوجه الى نهر دجله للاغتسال وخلع ملابسه بالكامل ووضعها على الجرف قريبة منه ونزل الى النهر للاغتسال واثناء ذلك مر زورق بخاري واحدث موجه جرفت الملابس الى النهر وعبد الله لايعرف السباحه وذهبت الملابس وخرج عاريا يندب حظه ورفع رأسه الى السماء وهو يقول ان الآلوسي يدعونا الى الصلاه ( احنا بعدنا بالوضوء والملابس راحت لعد اذا خشينا للجامع نصلي شراح يصير ؟ ) .

ومن ظرفه انه كان يتحمل من زوجته الكثير من الملامه والكلام وفي يوم من الايام عاد الى البيت راكضا ودخل غرفته وقال لزوجته غطيني بكل ماعندك من الاغطيه حتر لاتراني الحكومه فقالت له وماذا تريد الحكومه منك قال انها تجمع الحمير فضحكت وقالت ( ليش انت حمار ) فرفع الاغطيه ونهض واقفا وقال لها ( شلون مو زمال واني متزوجج صار عشرين سنه ) ..

هذا هو عبد الله الخياط وكان الجميع يحاول ان يضعه في موقف حتى يكون له رد ظريف وفي احدى الايام كانت زوجته زعلانه في بيت اهلها وكان جوعان وشغله ليس على مايرام فقرر ان

يصطاد بضع عصافير ويعمل منها (يخني عصافير ) وصعد الى السطح ونصب (جزوه) وتمكن من اصطياد بضعة عصافير وذبحها واقترض قليلا من الحمص والبصل والزيت والملح واشعل نارا فوق السطح ووضع الخليط على النار حتى نضج وذهب لكي يأتي باقراص من الخبز ؟؟؟

وكان هناك جماعه من الشباب يراقبون عبد الله في ما يفعل واغتنموا فرصة ذهابه حتى نزلوا الى السطح ورفعوا القدر وصبوه في قدر اخرى وغسلوا الاول ووضعوه على مكانه وعليه غطائه ؟؟؟ حتى عاد عبد الله ومعه الخبز ورفع غطاء القدر فلم يجد شيئا وتلفت يمينا ويسارا ولم يجد احد ثم رفع راسه الى الاعلى فشاهد الشباب فقالوا له مالك ياعبد الله ؟؟ فقال لهم ( يابه هسه اكثر من عشرة عصافير وذبحتهن ونتفتهن وسويت يخني واستوى وهسه اشو ماكو كل شي ) فرد عليه احدهم قائلا ( يحي العظام وهي رميم ) فرد عبد الله قائلا ( ونعم بالله صحيح والله يحي العظام وهي رميم وارجع الروح للعصافير وارجع لهم الريش وطاروا بس اسألكم بالله الحمص والبصل والدهن وين راح بروح ابهاتكم ؟؟؟ )

ويحكى انه ركب حماره وتوجه الى الاعظميه صباح يوم الثلاثاء وصادفه احد معارفه وقال له الى اين انت ذاهب ياعبد الله فرد عليه وقال ( رايح للامام الاعظم اصلي الجمعه ) فضحك الرجل وقال اليوم ثلاثاء ؟؟ من هسه رايح تصلي الجمعه ؟؟ فقال عبد الله ( اي مدشوف الزمال شلون مسلوع وضعيف وعلى هاي الحطه لو نحصلنه ركعه من الجمعه لو لا ) ..

توفي عبد الله الخياط في عام 1307 هجريه 1889 م ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي وقد قام بعض اصدقائه بكتابة نوادره ولكنها لم تظهر لحد الان ..

مع تحيات ...عبد الكريم الحسيني

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

573 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع