طارق رؤوف محمود
رجال من زمن الخير – إسماعيل الشيخ احمد
هذا الرجل ابن الشيخ احمد خضير ياسين احد تجار مدينة العمارة المعروف بتقواه وتفقه بالدين الإسلامي الامر الذي اطلق عليه أبناء المدينة صفة (الشيخ) تقديرا لسلوكه الذي يخدم أبناء العمارة .
للشيخ احمد اربع أبناء إبراهيم كان ملاك وتاجر أراضي في بغداد وحمودي تاجر في البصرة وإسماعيل في العمارة وطه قائد في الجيش العراقي .
إسماعيل رحمه الله تمسك بالعمل التجاري كوالده واصبح من أهم التجار في المدينة ، يعمل من خلال مكتبه التجاري الواقع على الشارع الرئيسي لنهر دجلة واخر مركز تجاري (خان) في السوق الكبير يستورد الكثير من البضائع التي تمول أسواق العمارة ، كذلك يصدر البضائع والحبوب الى المحافظات العراقية وخاصة البصرة عن طريق وسائل النقل النهري ( الدوب)
كان هذا الرجل يعمل باصله وخلق ونزاهة عائلته في التعامل التجاري بامانة وإخلاص بعيدا عن الغش والحرام ، كان يتعامل مع العاملين معه بشعور اخوي كواحد منهم يتفقد كل احتيجاتهم وعوائلهم ولا يبخس بشئ نحوهم وبالمقابل احبوه واخلصوا له ، كان يتابع المعوزين من ابنا المنطقة ويقدم العون لهم مما رزقه الله وبنفس أسلوب اباه واعمامه يتكفل الايتام ويقدم السلف للشباب لايجاد عمل لهم ولهذا لقب أبو صمد أي ( قاضي الحاجيات ) وبنفس الوقت كان صابرا محتسبا على البلاء حينما احترق ابنه ومات ، وهو صابر أيضا عند احتراق مركبه محمل بالبضائع ولم ينطق بكلمة تغضب ربه – غير الحمد لله ، له ولدان اسعد دكتور واحمد مهندس زراعي مفقود في حرب ايران واربع بنات هن فائزة ودوسر وانيسه وفاتن. وقبل وفاته امر زوجته بحرق كل مستمسات ديونه لاعفاء المدينين له وبراءة ذمتهم .
كان هو وزملائه من التجار يساهمون مساهمة جدية في الاعمال الخيرية والمشاريع والمناسبات الدينة والاجتماعية كالزواج ومعاونة أبناء المتوفين بالمال والجهد ، وان اغلب العاملين في الصناعة والتجارة في ذلك الزمان أناس يحملون قيم الإنسانية والشرف حريصون على وطنهم وشعبهم .
اننا نذكر هذا الرجل كمثال لمئات او الاف من الرجال على شاكلتة في زمن الخير ، وكيف كان عملهم الإنساني نحو أبناء شعبهم وتقديمهم العون والمساعدة لكل معوز ، بالمقارنة مع زمننا الاغبر الذي نعيشه مع اشباه الرجال حيتان المال الحرام الذين سرقوا أموال الشعب وكل شيء طوال اكثر من عشر سنين يتلذذون بانين الفقراء والجياع ، وليس من شيمهم انفاق قرش واحد لمساعدة أبناء جلدتهم من الجياع والمحرومين، بل يسرقون حتى رغيف الخبز من فم الجياع ،يتسابقون نحو الشروالسرقة والجريمة 0نشروا الفساد في وطننا ..الفرق واضح بين الشرف والرذيلة.؟
773 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع