مؤيد عبد الستار
من هو الحازم والقوي ومتى يلتف حبل الجماهير حول اعناق الفاسدين
في الوقت الذي تأمل فيه الاحزاب القابضة على السلطة تراخي نشاط المتظاهرين بسبب الحر اللاهب لتموز ، واساليب القمع والتضليل وملاحقة الاعلاميين ومنعهم من نقل نشاطات المتظاهرين وتقديم فتات من الوعود التي كذبوا بها كثيرا على ابناء الشعب حتى تركوه بلا امل ولا مستقبل ، تسود البطالة بين شبابه وشاباته وينخر الخراب في المدن بسبب المقاولات الوهمية ونهب الاموال العامة والملايين من الدولارات بواسطة بيع العملة وشركات التصريف والكومشن وهو ما اعترف به اكثر من نائب ونائبة ومارسه اكثر من مكتب من مكاتب الوزارات على رؤوس الاشهاد .
بعد كل تلك المصائب التي عانى منها شعبنا تاتي حزمة وعود من رئيس وزراء منتهية ولايته ، رئيس وزراء تصريف اعمال ، لايريد الاعتراف بهذه الحقيقة ، بينما في الوقت الذي كان رئيس وزراء كامل الصلاحيات لم يفي بما تأمله منه الجمهور ، والمرجعية التي يدعي اليوم انه يسير وفق مطالبها وانه نفذ مطالب الجماهير وهي ما زالت حبرا على ورق .
في اخر خطاب باسم المرجعية القاه ممثلها يوم الجمعة الحالي 27 تموز طالب باختيار رئيس وزراء حازم قوي ، فسارع مكتب العبادي يعلق على هذه الخطبة ببيان يوحي بانه هو الشخص المطلوب والمقصود ، وفي نظرة سريعة على عبارة الحازم القوي التي وردت في خطبة المرجعية نعلم ان الموجود في الساحة لا يمتلك هذه الصفات ، والمرجعية محقة في اشارتها لانها في اوائل عهد رئيس الوزراء اشارت عليه ان يضرب الفساد بيد من حديد وساندته الجماهير مطالبة بهذا الامر ايضا ولكنه استمرأ المنصب واعطى للمطالب اذنا من طين واخرى من عجين ، حتى اتى على اربع سنين عجاف جف فيها الضرع والزرع وبهت الناس لما رأوه من فساد وخراب في مدنهم ونهب لاموالهم فاستشاطوا غضبا ونزلوا الى الشوارع يهتفون بسقوط الاحزاب التي تسلطت على مقاليد البلاد وعاثت فسادا في شؤون الناس والعباد .
ان الجماهير لن تقف مكتوفة الايدي الى الابد ، وكلما كان الظلم شديدا ياتي احتجاجهم اشد وليذكر الساسة كيف اقتحمت الجماهير المنطقة الخضراء في الاحتجاجات السابقة وهم لن يتقاعسوا عن القيام بذلك مرة أخرى اذا استمر الساسة في تسويف الامور في محاولة لسحب البساط من تحت ارجل المحتجين .
ان اولى الخطوات التي عليهم القيام بها كي يتجنبوا عاصفة الجماهير القادمة هي المبادرة باخلاء المنطقة الخضراء وانتقال السياسيين والاحزاب الى مناطق سكناهم الاصلية ، وتوزيع بيوت ومقرات المنطقة الخضراء على الدوائر الخدمية للمواطنين من وزارات ومستشفيات ومدارس وجامعات ودور ثقافة ومسارح وسينمات ودور عجزة لكبار السن وحدائق عامة مثلما فعل خوسيه موخيكا رئيس الاورغواي والا فان حبال المحتجين ستلتف حول اعناقهم في اقرب فرصة يتمكن فيها الناس من كسر حاجز الخوف من العساكر التي تحرس المنطقة الخضراء ولن تنفعهم السفارات الاجنبية ولن تحميهم لانها ادركت الخطر وبدأت تشد الرحال لتخرج باسرع وقت وسترونها خالية على عروشها بين ليلة وضحاها وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .
960 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع