الغذاء .. وفقر الدم

                                             

د مازن سلمان حمود-ماجستير تغذية علاجية -جامعة لندن


الغذاء.. وفقر الدم

فقر الدم من الأمراض الشائعة في العالم، لأن المسببات الرئيسية لفقر الدم كثيرة مما يجعل الشخص معرضاً للإصابة بفقر الدم في جميع مراحل حياته.

ويعرف فقر الدم بالحالة المرضية التي تجعل تركيز الهيموجلوبين في الدم أقل من المقرر بالنسبة للذكور والإناث.
ويعتبر الرجل البالغ مصاباً بفقر الدم إذا كان تركيز الهيموجلوبين أقل من 5 .13 غم/100 س.س دم، وللمرأة إذا كان تركيز الهيموجلوبين أقل من 5 .11 غم/100 س.س دم.
ويعتبر الأطفال مصابين بفقر الدم إذا قل تركيز الهيموجلوبين عن المعدل الطبيعي المذكور في الجدول التالي:
الأطفال أول يوم من الولادة 5 .14 غم/100 س.س
أول أسبوعين 0 .13 غم/100 س.س
2 - 3 أشهر 9 غم/100 س.س
1 - 6 سنوات 0 .11 غم/100 س.س
6 - 14 سنة 0 .12 غم/100 س.س
أسباب فقر الدم
هناك ثلاثة أسباب رئيسية للإصابة بفقر الدم:
1- فقدان الدم من الدورة الدموية - أي النزف الخارجي أو الداخلي حيث إن النزف الدموي الخارجي أو الداخلي يؤدي إلى فقر الدم. والنزف الدموي يكون إما وقتياً وحاداً مثل الجروح الخارجية، أو مزمناً مثل الأمراض المزمنة التي تؤدي إلى نزف مستمر بدرجة قليلة.
والنزف الدموي يؤدي إلى نقص في كمية الحديد الموجود في الدم فيدعى هذا النوع بفقر الدم الحديدي.
2- نقص في تكوين الكريات الحمراء:
تتكون الكريات الحمراء في النخاع العظمي. وهنالك حالات من فقر الدم تأتي نتيجة نقص في تكوين كريات الدم الحمراء في داخل النخاع لسببين:
أ- اختلال عمل النخاع العظمي بسبب نقص في المواد المكونة للكريات الحمراء مثل نقص الحديد أو نقص فيتامين B12 أو نقص فيتامين فوليك أسيد أو نقص فيتامين ،2 أو نقص البروتين.
ب- اختلال عمل النخاع العظمي بسبب وجود بعض الأمراض المؤثرة على عمله لصنع الكريات الحمراء مثل الالتهابات أو هبوط عمل الكلى أو هبوط عمل الكبد أو الأمراض السرطانية.
3- زيادة تكسر كريات الدم الحمراء:
بعض الأمراض تؤدي إلى تكسر الكريات الحمراء وتصيب الشخص بفقر الدم مثل اختلاف في تكوين الكريات الحمر وسببه يكون عاملاً وراثياً، حيث يختلف شكل الكرية أو مكونات البروتينات فيها.
والأسباب الأخرى التي تؤدي إلى زيادة تكسر الكريات الحمراء قد تكون نتيجة الالتهابات أو بعض الأدوية أو الحروق أو الأمراض السرطانية.
وأغلب أنواع فقر الدم حدوثاً هما النوعان الأولان:
* فقر الدم نتيجة نقص الحديد (فقر الدم الحديدي).
* فقر الدم نتيجة نقص فيتامين B12 أو فوليك أسيد أو فيتامين C.
فقر الدم الحديدي
يتكون فقر الدم الحديدي نتيجة نقص تجهيز الحديد إلى النخاع العظمي لصنع الهيموجلوبين إما نتيجة نقص خزين الحديد في الجسم، أو عدم تناول الشخص للحديد في غذائه.
أسباب فقر الدم الحديدي:
هنالك ثلاثة أسباب رئيسية لنقص الحديد في الجسم.
1- زيادة حاجة الجسم إلى الحديد: ويحدث هذا في فترة نمو الأطفال لتعويض النقص الحادث جراء النزف الدموي الشهري أو في فترة الحمل عند النساء لحاجتهن إلى كمية عالية من الحديد لتكوين دم الجنين.
2- النزف الدموي:
الحديد موجود في الهيموجلوبين بنسبة 60 - 70%، فالنزف الدموي يؤدي إلى نقص الهيموجلوبين والحديد والإصابة بفقر الدم الحديدي.
والنزف الدموي إما أن يكون خارجياً كالجروح، أو داخلياً نتيجة لنزف الدم من البواسير، قرحة المعدة والاثني عشر، سرطان المعدة، والأمعاء، والقولون. ونزف المعدة من كثرة تناول الاسبرين وحبوب الكورتيزون أو حبوب علاج الروماتيزم، وكذلك قرحة القولون، وبعض أنواع ديدان الأمعاء التي تمتص كميات من الدم مسببة فقر الدم الحديدي.
3- قلة تناول الحديد في الغذاء:
يفقد الشخص يومياً من الحديد بحدود 1 ملغم وذلك نتيجة لموت الكريات الحمراء ومدة حياة الكريات هي 120 يوماً.
وكذلك ما يفقده الشخص من الخلايا الميتة الحاوية على الحديد وهي خلايا الجلد والأمعاء.
والمعدل اليومي لفقدان الحديد يكون بحدود 1 ملغم، فيجب تناول 11 - 12 ملغراماً يومياً من الغذاء الحاوي على الحديد لتزويد أو تعويض الجسم عما يفقده من الحديد اليومي لأن نسبة امتصاص الحديد من الأمعاء تكون بحدود 10% فقط من الكمية المتناولة عن طريق الغذاء، فيجب تناول يومياً 12 ملغراماً من الحديد عن طريق الغذاء حتى يحصل الجسم على 1 ملغم من الحديد وهو ما يحتاجه الجسم لتعويض ما فقده.
علامات فقر الدم الحديدي
1- ضعف عام والشعور بالتعب لأقل مجهود عضلي.
2- اصفرار لون البشرة خصوصاً الوجه وجفن العين ،اليدين والأظافر حيث يزول اللون الأحمر منها ويحل محله لون أصفر مائل إلى البياض.
3- خفقان القلب.
4- ضيق في التنفس عند أقل مجهود عضلي.
5- فحص الهيموجلوبين في الدم مختبرياً يبين نسبة النقص أقل من 0 .13 غم/100 س.س وعند النساء أقل من 5 .11غم/100س.س.
علاج فقر الدم
يجب معرفة الأسباب الحقيقية لنقص الحديد والسيطرة عليها لمنع تسرب الحديد ونقصه وعند السيطرة على مصدر النقص يتم معالجة نقص الحديد بطريقتين:
1- الأدوية: إعطاء حبوب تحتوي على مادة الحديد أو حقن للتعويض السريع لنقصه.
2- الغذاء: التعويض الحقيقي لنقص الحديد يتم عن طريق تناول مواد غذائية تحتوي على نسب عالية من الحديد.
والمصادر الغذائية للحديد إما أن تكون حيوانية أو نباتية.
المصادر الغذائية الحيوانية
أهم المصادر الغذائية الحيوانية هي:
الكبد 0 .6 - 0 .14 ملغم/100 غم من المادة
اللحوم 0 .2 - 3 .4 ملغم/100 غم من المادة
السمك 5 .0 - 0 .1 ملغم/100 غم من المادة
البيض 0 .2 - 0 .3 ملغم/100 غم من المادة
الحليب 1 .0 - 4 .0 ملغم/100 غم من المادة
المصادر الغذائية النباتية:
الباقلاء والفاصوليا والعدس 9 .1 - 0 .14 ملغم/100 غم من المادة
الخضراوات الخضراء 4 .0 - 0 .18 ملغم/100 غم من المادة
الفاكهة 2 .0 - 4 .0 ملغم/100 غم من المادة
الحنطة 0 .2 - 0 .4 ملغم/100 غم من المادة
الأرز 0 .2 ملغم/100 غم من المادة
والحديد الموجوة في المواد الغذائية النباتية يدعى الحديد الأيوني وهو متحد مع البروتين والأحماض الأمينية ويكون على شكل فرك (Farric) ولا يمتص من قبل الأمعاء إلا بعد تحوله إلى حالة الفروس (Ferrous).
وهنالك عوامل عديدة تساعد تحول الحديد إلى حالة الفرك وإلى حالة الفروس مثل وجود فيتامين C، وكذلك توفر حامض المعدة HCL، وعند عدم توفر هذين العاملين يبقى الحديد على هيئة الفرك ولا يتم امتصاصه من قبل الأمعاء، ولذلك تكون نسبة امتصاص الحديد الموجود في المواد النباتية بدرجة قليلة جداً.
كما أن وجود الفوسفيت Phosphate والفايتيت Phytete في الحبوب مثل الحنطة والشعير والرز والذرة يمنع امتصاص الحديد.
ومن هنا تأتي أهمية تناول فيتامين C بكمية جيدة حتى نزيد من نسبة امتصاص الحديد الموجود في المواد الغذائية النباتية.
أما الحديد الموجود في المواد الغذائية الحيوانية فيكون على هيئة هيم Haem Iron ووجوده بهذه الهيئة يمنحه نسبة عالية للامتصاص من الأمعاء، ونسبة امتصاصه لا تتأثر بوجود فيتامين C أو حامض المعدة، فنسبة امتصاص الحديد الموجود في المصدر الحيواني تكون بحدود 10% - 20% من الكمية المتناولة بينما نسبة امتصاص الحديد الموجود في المصدر النباتي تكون بحدود 1% - 8% فقط.
فلذلك وجب تناول كميات من اللحوم أو الكبد أو السمك يومياً حتى نستطيع تعويض النقص الحاصل من الحديد اليومي والذي هو بحدود 1 ملغم.
فقر الدم نتيجة نقص فيتامين B12 وحامض الفوليك:
يحدث فقر الدم نتيجة نقص فيتامين B12 في حالات نادرة لكون هذا الفيتامين متوفراً في المصدر الحيواني وكذلك خزين الكبد من B12 ويكون بنسبة عالية تكفي الجسم لمدة طويلة.
أما السبب الرئيسي للإصابة بفقر الدم فيكون بسبب نقص في وجود العامل الداخلي وهو العامل المساعد الموجود في المعدة والذي يساعد على امتصاص B12، فعند عدم وجود هذا العامل يصاب الشخص بفقر الدم.
وهنالك حالات أخرى للإصابة بفقر الدم نتيجة لنقص B12 مع وجود العامل الداخلي في المعدة، فعند إصابة الشخص بالدودة الوحيدة أو التهاب الأمعاء والاسهال المزمن تظهر أعراض فقر الدم.
وهذا الفيتامين موجود في المواد الغذائية الحيوانية ولا يوجد في المواد الغذائية النباتية، فتناول كمية من اللحوم والسمك والبيض والحليب يمنح الجسم ما يحتاجه من فيتامين B12.
أما فقر الدم نتيجة نقص حامض الفوليك فيكون أكثر من فقر الدم لنقص B12 لكون خزين الجسم من حامض الفوليك قليلاً قياساً لخزين B12.
وهنالك أسباب عديدة لنقص حامض الفوليك منها:
1 - فترة الطفولة:
الأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي والذي لا يوفر لجسم الطفل الكمية الكافية والضرورية لعمل النخاع العظمي فيؤدي إلى نقص حامض الفوليك وإصابة الطفل بفقر الدم.
2 - مرحلة الحمل:
في الأشهر الثلاثة الأخيرة لفترة الحمل تصاب المرأة بفقر الدم من جراء نقص حامض الفوليك وذلك لزيادة الحاجة إلى صنع كريات دم الجنين.
فلذلك ننصح الحامل في الفترة النهائية للحمل بتناول كميات من حبوب تحتوي على حامض الفوليك لتعويض النقص الحادث من قلة تناوله عن طريق الغذاء لكون المواد الغذائية لا تمنحها الكمية المطلوبة في هذه الفترة من الحمل.
3 - الإصابة بالتهاب الأمعاء المزمن:
الإسهال المزمن يؤدي إلى كثرة إفراز حامض الفوليك إلى الخارج لعدم استطاعة الأمعاء امتصاص هذا الفيتامين المتوفر في الغذاء.
ويعوض نقص حامض الفوليك بواسطة إعطاء حبوب تحتوي على حامض الفوليك لتعويض النقص في الجسم.
أما المواد الغذائية الحاوية على حامض الفوليك فهي الكبد والسبانخ والفستق والكلى وهي تشكل أعلى نسبة من فيتامين حامض الفوليك.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1496 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع