الى الشاعر الأستاذ احمد فتحي/ رحمه الله

 

محمد أسعد چرمگا

الى الشاعر الأستاذ احمد فتحي/ رحمه الله

اذ كان الأستاذ الشاعر / احمد فتحي يشكوا من الخيانة والصدود ازاء حبيبته في قصيدته العظيمة

(قصة الأمس)، فأنا ايضا عانيت من نفس تلك الحالة التي خيبت آمال شاعرنا وجعلته يبتعد عن حبيبته ويشمئز منها ويرفض لقاءها ،حتى ولو أخفقت جنان حبيبته في يوم من الأيام وندمت على جنياتها له (ودعته للتصافي) كما جائت في القصيدة اعلاه  وإذا دعوت اليوم قلبي للتصافي لا لا لا لن البي .. في الحقيقة هذه الكلمات الرقيقة والأحاسيس المرهفة والحب الناصع نابعة من اعماق قلب ممزق سطت عليه مخالب الحبيب ومزقته لاسيما قلب احمد فتحي الحساس..
إن قلب حبيبتك يا أستاذ أحمد كان عكس قلبك المرهف الروؤف المفعم بالحنان والمحبة أشبه بزهرة أذبلتها العواصف يوم تكحلت بعطر الندى ..
فكما غدروا بك يا أستاذي العزيز غدروني إذ كانت عيون حبيبتك لن تذرف لك دمعا فها أنا أذرف لك دما ..الله ما أحلى قصيدتك فرحمك الله يا شاعر الكرنك ..

قصة الأمس*:
أنا لن أعود إليك مهما استرحمت دقات قلبي
أنت الذى بدأ الملالمه والصدود وخان حبي
فإذا دعوت اليوم قلبي للتصافي لن يلبي
كنت لى أيام كان الحب لى أمل الدنيا ودنيا أملي
حين غنيتك لحن الغزل بين افراح الغرام الأول
وكنت عينى ، وعلى نورها لاحت أزاهير الصبا والفتون
وكنت روحى ، هام فى سرها قلبى ولم تدرك مداه الظنون
وعدتنى أن لا يكون الهوى ما بيننا إلا الرضا والصفاء
وقلت لي إن عذاب النوى بشرى توافينا بقرب اللقاء
ثم اخلفت وعودا طاب فيها خاطرى
هل توسمت جديدا فى غرام ناضر ؟
فغرامي راح يا طول ضراعاتي إليه
وانشغالى فى ليالي السهد ، والوجد عليه
كان عندي وليس بعدك عندي نعمة من تصوراتي ووجدي
يا ترى ما تقول روحك بعدي فى ابتعادي وكبريائي وزهدي
عش كما تهوى قريبا ، أو بعيدا
حسب أيامي جراحا ونواحا ووعودا
وليال ضياعا وجحودا
ولقاء ووداعا يترك القلب وحيدا
يسهر المصباح والأقداح والذكرى معي
وعيون الليل يخبو نورها فى أدمعى
يالذكراك التى عاشت بها روحى على الوهم سنينا
ذهبت من خاطرى إلا صدى يعتادني حينا فحينا
قصة الأمس أناجيها واحلام غدي وأماني حسان رقصت فى معبدي
وجراح مشعلات نارها فى مرقدي وسحابات خيال غائم كالأبد
أنا لن أعود إليك مهما استرحمت دقات قلبي
أنت الذى بدأ الملالة والصدود وخان حبي
فإذا دعوت اليوم قلبي للتصاق لن يلبي

* غنتها السيدة /أم كلثوم ، وقد أبدع الموسيقار / رياض السنباطي في تلحين هذه القصيدة أيما أبداع وهي من مقام نهاوند

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2239 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع