متابعة: رنا خالد
مطاعم الفطور في بغداد وضواحيها تفتح أبوابها للعوائل فجرا !
بعضهم يرتادها ، للتباهي ، والشعور بالتبختر والزهو ، وغيرهم لكسر حاجز الروتين والرتابة ، وبين هذا وذاك ، نجد من يعتبرها فرصة للهرب من عيون الآخرين ، حيث جلسات الهمس ولغة العيون ، والتمتع بالأكل سوية مع يهواه القلب... وإذا لم يكن الأمر ، بهذا التصور ، فهل يمكننا القول بان مرتادي المطاعم الراقية التي انتشرت مؤخرا لتقديم وجبات الفطور تراوح أثمانها بين 6 ـــ 10 آلاف دينار للشخص الواحد، تخلوا بيوتهم من ( القشطة ، أو البيض ، أو الشاي بالحليب ، أو القهوة ) الخ من غذاء الفطور ؟ .. أكيد إن الجواب : كلا ، غير إن النفوس تخفي بين زوايا الوجدان ، مبررات لا تبوح بها !
ليست بغداد وحدها
يزداد يوما بعد يوم انتشار المطاعم التي تقدم الوجبات الصباحية (الفطور) ويزداد مع كثرتها إقبال الناس عليها، ومع الانتشار الواسع لتلك الظاهرة ، قامت فنادق الدرجة الأولى بذات الخطوات ، فشملت أصناف الطعام الذي تقدمه لنزلائها ، إلى الراغبين بالفطور من المواطنين و العوائل أيضا ... وكنت أظن إن الحالة ، منتشرة في بغداد فقط ، غير إن عددا من صديقاتي وزميلاتي من المحافظات أكدن ، إن الأمر أصبح منتشرا في معظم المحافظات .. ويا رب زد وبارك !
** طعام لذيذ وخوف على الصحة من السمنة؟
غالبا ما تخاف النساء تحديد من زيادة الوزن وتقريبا مدة الإفطار الصباحي تستمر بحدود ثلاث ساعات حدثتنا الدكتورة سحر عزيز عبد الحميد اختصاص صحة عامة وتغذية قائله:
تعرف زيادة الوزن بأنها الزيادة الحاصلة في مؤشر كتلة الجسم وتبلغ من ٢٥-٢٩.٩ إما السمنة للشخص للبالغ عندما تبلغ مؤشر كتلة الجسم ٣٠ فأكثر ولقد ارتفعت نسبة زيادة الوزن والسمنة في العراق في السنوات الأخيرة نتيجة للعادات الغذائية الخاطئة وعدم ممارسة الرياضة وقلة النشاط البدني وحسب احصاءيات الإمراض الغير انتقالية في العراق لعام ٢٠١٥ بلغ عدد الذين يعانون من زيادة في الوزن والبدانة في العراق نحو ٢٩ مليون شخص ونسبة السمنة في العراق لعام ٢٠١٥ بلغت ٦٥ ٪ وهي نسبة عالية جداً وان ٩٣٪ من العراقيين لا يتناولون حصصاً كافية من الفاكهة والخضروات وان ٧.٨٪ يتناولون نسباً عالية من الملح فيما يستخدم ٣٩٪ من العراقيين الزيت النباتي في الطعام وان قلة النشاط البدني بلغت نسبة ٧٤٪
تعتبر السمنة من العوامل الخطرة لعديد من الأمراض المزمنة كداء السكر وارتفاع ضغط الدم وإمراض القلب والسرطان وكذلك تعتبر السمنة من العوامل الخطرة لمرض تكيس المبيض والعقم لدى النساء في سن الإنجاب
الهدف هو تناول غذاء صحي متوازن يحوي على جميع العناصر الغذائية بنسب مثبتة اعتماداً على العمر والجنس والنشاط اليومي للإنسان ويجب إن يقسم الغذاء الصحي اليومي إلى ثلاث وجبات رئيسية وهي وجبة الإفطار في الصباح ووجبة الغداء ووجبة العشاء مع وجبتين خفيفتين قبل الغداء بساعتين ووقت العصر
**نتشرت الظاهرة .. فمن يؤيدها ؟
**وماهية أسباب اتساع هذه الظاهرة ؟
حملت هذا السؤال معي ، إثناء معايشتي لتجربة الفطور الصباحي في عدد من المطاعم ، وأجريت لقاءات مع المعنيين فيها ، كما التقيت بعدد المواطنات والمواطنين ، لتكوين صورة بأبعادها الاجتماعية عن الظاهرة .... فكان هذا التحقيق الصحفي..
البداية شملت أحاديث مع أصحاب المطاعم ، لا نحب ذكر اسم واحد من تلك المطاعم ليس خوفا عليها أو منها ، لكن لم يعد هناك ما يتميز به مطعم عن أخر حيث الكل يقلد الكل ، ولم تعد هناك خصوصية في المطعم الفلاني حتى نقول : لنذهب إليه !! فمن تجربتي وأحاديث المقربين ، وجدتُ إن الكل قد خاب ظنه في البحث عن مطعم متميز ..
** سألت احدهم : لماذا الكل اخذ يتنافس بوجبة الفطور الصباحي؟
ــــ الفطور الصباحي من الوجبات المهمة ويجب إن يأكل الشخص هذه الوجبة بشكل يومي وان تكون متنوعة بالنسبة للزبون ، يختار الفطور الذي يناسبه لتعدد الإطباق وتجددها باستمرار وتعتبر وجبة الفطور من الإطباق التي تشكل خسارة للمطعم حيث إن الكثير من الزبائن لم يعرف قدر ما يجب إن يأكله فيسكب الكثير في الصحون ، وكل هذا يشكل خسارة لصاحب المطعم !
** إذا لماذا تقدم هذه الوجبة ؟
ـــ فكرة الإفطار الصباحي أضاف حركة جديدة في المطاعم حيث أصبحت تفتح من الساعة السابعة لاستقبال الزبائن وهذا عامل جيد لجذبهم إلى وجبات أخرى ودخل مادي مهم ولكل مطعم ما يميزه من هذه الناحية...
**كيف؟؟
ـــ هناك أسعار متباينة ، مطعم يقدم الوجبة بخمسة الإلف وأخر بعشرة ألاف دينار للشخص الواحد ، وهنا يأتي اختيار الزبون ، فالكثير من ذوي الدخل المحدود أو الطلبة لا يملكون المال الكافي لذلك يختارون الإفطار الأنسب من ناحية السعر فيما غيرهم يختار المطعم على أساس تجمع نسائي أو عائلي ليأخذ راحته به ، وأيضا حسن الضيافة والمعاملة الطيبة والابتسامة كل ذلك يساعد على جذب الزبائن .
** اليوم لم نعد نشاهد مكان دون وجود (الاركيله )، فهل أصبحت ثقافة مجتمع أم تغيرت العادات والتقاليد العراقية؟
ـــ لا نستطيع إن نفقد الزبائن ، فالكثير أصبح يطلبها لاسيما النساء!! , ربما تغير النسيج المجتمعي بعض الشيء ، فأصبح واقع حال .
ماذا قالوا؟
وإثناء تجوالي ، سجلت هذه الآراء
يمامة نزار تحمل شهادة جامعية وهي أيضا موظفة داخل إحدى الجامعات تقول: الفطور خارج البيت له نكهة خاصة وكسر للروتين وخروج من أجواء البيت المألوفة يومياً . إما من ناحية ربة البيت فهو فرصة للقاء الصديقات والاستجمام في وقت يكون رب الأسرة في العمل والأولاد في المدارس ، بدلاً من الوقوف في المطبخ والقيام بإعمال المنزل ، إما سندس احمد تحمل شهادة جامعية وتعمل مدرسة ، فترى إن في اجتماع العائلة أو الأصدقاء على طاولة الطعام يقرب وجهات النظر للنقاش في مواضيع مختلفة ونوع من التغيير ، سهير محمد ربت بيت قالت : ان الإفطار في المطاعم مكلف جدا ، ففي البيت مهما تنوعت الأصناف لن يكون مثل سعر الوجبة في المطعم وبالإضافة إلى إن الطعام يحتوي على سعرات عالية ...لكن صديقاتي يعجبهم المكان لذلك أكون معهم وأتناول أشياء بسيطة خاصة وان وزني فوق الطبيعي وحسب رأي الأستاذ زياد القيسي ( مدرب تنمية بشرية ) فإن الفطور الجماعي يعتبر تقليداً قديماً متعارف عليه من قبل العراقيين ومنذ عقود سابقة مثل اجتماع الأصدقاء صباحاً لتناول الأكلات العراقية الشهيرة مثل ( الكاهي بالقيمر ) أو (الباقلاء بالدهن ) ومن بعدها الانتقال إلى المقهى لشرب (إستكان ) الشاي الساخن .. أما في الآونة الأخيرة فأن توجه المطاعم الراقية بتقديم وجبات الفطور الجماعي ، فبرأيي إن ذلك يمثل حالة صحية لها سمات عدة منها فوائد اجتماعية تقوية الروابط بين إفراد الأسرة والأصدقاء, ومهنية إذا كان فطور عمل, وكذلك صحية ضمان تناول وجبة الفطور بشكل جيد وبالتالي تزويد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة ثم بدنية نشاط وحيوية طوال اليوم وعقلية استيعاب وتركيز أثناء العمل ونفسية أيضاً لأن الجلسة فيها راحة واسترخاء وكل هذا له انعكاسات ايجابية منظورة وغير منظورة على إنتاجية الفرد في المجتمع...
**أخيرا أقول : كل صباح وانتم بخير !
701 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع