أ . د . حسين حامد حسين
يا"منقذ" العراق ...يا عادل عبد المهدي...اكشف لشعبنا ...من زور الانتخابات وحرق صناديق الاقتراع..وهل سيتم استيزارهم ؟؟؟!!!
في جنوب العراق هناك طائر صغير معروف للجميع يتسم بالذكاء والعبث يسمى "ملهي الرعيان". فالطائر هذا يحط على الارض قريبا جدا من رعاة الغنم مغريا إياهم بمسكه، ولكن عندما يهم الراعي لمسكه، فان الطائر يطير لمسافة متر او مترين ليحط على الارض ثانية ، فيسارع الراعي لمسكه ثانية، لكنه يطير مرة اخرى . وهكذا يستمر الراعي في ملاحقة الطائر الذي يطير ويحط على مسافات مغريه، حين ذاك ، يغفل الراعي ويبتعد عن غنمه فتأتي الذئاب وتهاجم القطيع!!!
في عراقنا هناك فئات سياسية من هؤلاء "ملهي الرعيان" متخصصون في عملية الهاء شعبنا وحرف انتباهه عندما تكون هناك ازمات وكوارث سياسية واخلاقية حادة تفرض نفسها على الجميع ، فتفجر ازمات جديدة في عمق المجتمع، فيأتي دورهؤلاء ،لالهاء الشعب عن الازمة القائمة من خلال وعود وتبريرات والتظاهر بالحماسة المفرطة من اجل الوطن بغية امتصاص نقمة وغضب الشعب. وما المجيء بالسيد عادل عبد المهدي سوى ذات "الطريقة " التي اصبحت "اسطوانة" مشروخة ، ولكن اعيد تقديم مقدماتها بتزويقات لفظية ووعود ونثر تفاؤلات وحشد منظم للتأثير على عواطف شعبنا . ولكن ، سيرى شعبنا قبل اقل من سنة من الان، ان السيد عادل عبد المهدي سيصبح "مشكلة وعبئ كبيرين" على شعبنا . حيث ان هذه الافواه بشعاراتها المدوية من اجله ألان، سوف لا تلبث ان تتحول تدريجيا من مسارها الحالي الى سكة جديدة ليسير عليها القطار العراقي نفسه ، فتعاد عمليات التمييع ونسيان الوعود وتحل محل الوعود والعهود من جديد وسائل الفحشاء والمنكر وتعود الاوضاع الى ما كانت عليها قبل مجي "المنقذ" هذا .
السيد عادل عبد المهدي سياسي محترف من بين "نبذة" من هؤلاء السياسيين العراقيين الذين لا يزالون يمثلون "الاحتياطي المضموم " يدخره هؤلاء "ملهي الرعيان" من اجل الازمات العراقية المتوقعة. فالسيد عادل عبد المهدي،لا يبالي ان فشل أو نجح في مهمته الجديدة ، فهو "منسلخ" من كل الانتماءات السياسية والاحزاب التي ادركت مقدار مطاولته السياسية وقدرته على الطاعة من اجل تبؤه الجاه والسلطان.
وهكدا ، وجدنا كيف أصبح الدكنور عادل عبد المهدي "المنقذ" الوحيد ، لعراق فيه من الخيرين والشرفاء والوطنيين ممن تأبى نفوسهم الخنوع للذلة والانتهازيات بمستوى عادل عبد المهدي ، الذي جيئ به "كبطل وطني" عندما اشتدت ازمة الوطن ، على أمل أنه سيكون ذو فضل على هؤلاء أصدقاؤه القدامى ووفقا لنفس النهج الاجرامي لهؤلاء "ملهي الرعيان" . فعادل عبد المهدي، وهو الذي انتمى لجميع الاحزاب ، وكان لديه القدرة على البقاء "صديقا" لهؤلاء جميعا . (وكما شهد على اخلاقه العالية السيد صلاح عمر العلي ، كونه كان بعثيا ولكنه ذو اخلاق عالية) . لذلك كان من الضروري استخدامه كورقة لحقبة جديدة وجعل العراقيين يأملون بواقع جديد لشعب تائه .
إذ لم يكن الضحك على شعبنا شيئا جديدا ، بل كان ميزة لسياسيين باعوا ضمائرهم ، واستخدموه شرورهم ضد مصير شعبنا من خلال تطبيقهم للنظرية النفسية لعالم"ثورندايك" من خلال "التجربة والخطأ" . وحيث لا يزال هؤلاء أنفسهم "كمليهي الرعيان" ، يقهقهون على عقولنا المخدرة بسموم دعاياتهم ووعودهم الجبانة وسفالتهم كسياسيين أنذال.
كمواطن عراقي ، فاني اطالب السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بالكشف لشعبنا عن الجهات التي قامت بتزوير الانتخابات ومن ثم أحرقت صناديق الاقتراع، وكشفها امام شعبنا ؟؟ فان لم يفعل ذلك ، فسنتأكد ، ان الرجل جيئ به من اجل ان يسير وفقا لاهواء الكتل السياسية كما كان الحال دائما. أما التحجج واللوذ بنظرية "عفا الله عما سلف" وعدم اعطاء شعبنا جوابا عادلا لما حصل من تزوير الانتخابات وحرق صناديق الاقتراع ثم ، تشكيل رئاسات ثلاث وفقا للاهواء ، فهذا شيئ يجب ان يرفضه شعبنا باقصى درجات الشدة والرفض . و سندرك ما يجب على شعبنا أن يتوقع من امور فضيعة قادمة تسير بشعبنا في متاهات جديدة ، وسيتحمل عبئ نتائجها الكارثية ، كل من ساهم في التطبيل والتهليل لعادل عبد المهدي "كمنقذ" لعراق يعاني من مليون مشكلة..
وأعود ثانية للتأكيد ، على الرغم من ايماني بالديمقراطية ، ولكن تحت ظروف شاذة ومتشابكة ومعقدة كهذه في العراق ، فاني اعتقد وبكل تواضع ، ان من كان يريد ان يعيد لعراقنا وشعبنا الحياة والكبرياء والرفعة من اجل ان يعيد امجاده ، فعليه استخدام حد السيف ولكن من خلال تطبيق مباديئ الحق والعدالة.
لقد برهن التأريخ ان العراقيين لم ولن يحترموا سوى الحاكم القوي . فالقوة هي "مركب النقص" في سايكولوجية الشعب العراق . والقوة وحدها ، هي الرمز للكرامة والقوة وهي معيار القائد القوي اذا ما رافقتها العدالة في حقوق الناس .
فبدلا من المجيء بعادل عبد المهدي من اجل "انقاذ" العراق، كان الاجدر الاخذ بما طرحه السيد اياد علاوي قبل فترة بوجوب فرض الاحكام العرفية وتطبيق قانون "مارشال" من اجل استباب فوضى الحياة السياسية . ولكن ذلك المقترح لم يؤخذ به وتم الوقوف بوجهه على الرغم من وجوهه العملية ، لان الفاسدين يعلمون ان في تطبيقه نهايتهم. وان السياسيين الاذلاء لا يريدون لانفسهم نهاية وراء القضبان. إذ لو كان كان هناك رجلا عسكريا عراقيا قوي الشخصية ، قد فرض الاحكام العرفية ، وفي نفسه تعتمل نوايا الخير للقضاء على الفساد والمحاصصات التي يقوم بها نفس اللصوص ، اذا لتمت محاكمة جميع هؤلاء السياسيين اللصوص والخونة ومن لهم ولاءات للانظمة العربية وغير العربية ، ولأعطي كل ذي حق حقه .
أقولها مرة اخرى وللاسف، أن عراقنا هذا سوف لن تقوم له قائمة إلا بحد السيف. "والديمقراطية" التي يدعيها العراق هي مجرد "ملهي الرعيان" لا اكثر ولا أقل . فالجميع قد ادركوا حتما الحقيقة أن الشدة والقوة هي وحدها من سيقوم باصلاح الاوضاع ، وبغير ذلك ، لا يستطيع لا عادل عبد المهدي ولا غيره من اعادة عراق سليم واخذ مكانه بشرف وكبرياء بين دول العالم.
فتطبيق سياسة "القوة والعدالة معا"هو الطريق الوحيد لانقاذ العراق من هذا الهوان ، وبعكسه ، سيستغيث السيد عادل عبد المهدي ممن جاؤا به ان هو لم يحقق مصالحهم. كما وان هؤلاء ممن يثنون عليه الان ، سينقلبون عليه لاحقا. فهذا هو العراق وهذا شأنه دائما ، ولا اصلاح جديد متوقع ، والذي لم يتعلم شيئا بعد عن ما يجري في العراق من تناقضات الحياة ، فعليه أن يشرب من ماء البحر.
حماك الله يا عراقنا السامق...
10/7/2018
767 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع