د.ضرغام الدباغ
معسكر الاعتقال رافينبروك
KZ. Savenbrück
المراسلات :
Dr. Dergham Al Dabak : E-Mail: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
دراسات ـ إعلام ـ معلومات
العدد : 133
التاريخ : / 8 201
الأرشيف المركزي الألماني
نشرت في الموسوعة الألمانية
ترجمة : ضرغام الدباغ
ـــــــــــــــــــــ
يعتبر معسكر الاعتقال رافينبروك (Konzentrationslager Rafenbrück) وتكتب اختصاراً (KZ. Ravenbrück) ويسمى أيضاً معتقل النساء رافينبروك (Frauen KZ Ravenbrück) أكبر معتقل مخصص للنساء فيما يسمى في دولة الرايخ التي كانت تحت الحكم النازي. وكان هذا المعسكر قد تأسس على أيدي قوات (SS) ضمن بلدية منطقة رافينبروك ( تسمى اليوم مدينة فورستنبيرغ /هافل) شمال ولاية براندنبورغ .
وكان يقع مباشرة في الجوار معسكراً للرجال، ومؤسسات صناعية، ومعتقل آخر بأسم (Uckermark) أوكرمارك، كان مخصصاً للفتيات والشابات، مثلت هذه جميعاً كمجمع معتقلات رافينبروك، وعدا ذلك كان هناك الكثير المعتقلات في الجوار.
وفي نيسان / 1945 تم اقتحام معسكرات الاعتقال هذه من قبل الجيش الأحمر السوفيتي، وتحرير من كان قد بقي على قيد الحياة، وكان يوجد 132,000 من النساء والأطفال، و20,000 رجل، وكان يوجد في معتقلات رافينبروك ومعتقل أوكرمارك نحو 1,000 فتاة شابة، من نحو 40 بلد وشعب. ويمكن التأكيد أن نحو 28,000 شخص قد لقوا حتفهم في مجمع رافينبروك.
وقد أستخدمت مباني مجمع المعتقلات هذه كثكنات عسكرية من قبل الجيش السوفيتي في ألمانيا منذ عام 1945 وحتى عام 1993 . وفي عام 1959 تم تشييد نصب تذكاري بأسم النصب التذكاري لرافينبروك.
في البداية وقبل أن يخصص معتقل رافينبروك كمعتقل، كان معتقل النساء يقع في منطقة (Moringen) مورينغن، وفي معتقل (Lichtenburg)ليشتنبورغ. وبأمر من قائد قوات (SS) هاينريش هملر، بوشر بأستخدام معتقل رافينبروك أبنداء من كانون الأول / 1938 وحتى نيسان / 1945 الواقع على بحيرة شفيتزي في ناحية رافينبروك الذي شيد بعمل سخرة من نزلاء معتقل سكسونهاوزن ليكون معتقلاً خاصاً بالنساء. وحتى المعتقلات من النسوة كان عليهن المساهمة في بناء معسكر الاعتقال. الذي كانت المسافة من هناك حتى مركز مدينة برلين تبلغ نحو 86 كم.
في نيسان / 1941 بوشر ببناء معسكر اعتقال صغير للرجال بالقرب من المكان، وفي حزيران / 1942 تم بناء معسكر اعتقال صغير بالقرب من المكان أيضاً خصص للمعتقلين من الشبان هو معسكر أوكرمارك أودع فيه البنات الصغيرات والشبات، وبلغت المساحة الإجمالية لمعتقل رافينبروك عام 1945 ما قدره 170 هيكتار من الأرض.
وخلال الحرب العالمية الثانية شيدت على الأراضي الألمانية 45 معسكراً أجنبياً، ومن تلك كان على الأقل 31 معسكراً للمعتقلين من للإناث و9 منها للذكور، وهناك حيث ينبغي على المعتقلين العمل بالسخرة، ولا سيما فيما يخص المجهود الحربي. ومن تلك كانت المعتقلات : بارث، وباد بيلتسيغ، دروغن، إيبرفالد، غرونبيرغ، وغليفا الجديدة، وسانت لامبرشت، وفيلتن.
1939
وفي 18 / أيار وصلت أول وجبة بلغ عددها 900 من المعتقلات النساء نقلاً من معتقل ليشتنبيرغ، وأودعن في معتقل رافينبروك. وباشرن على الفور بالمساهمة في بناء ملاحق للمعتقل لإسكان عناصر وضباط الحماية من رجال ال(SS) . ومع نهاية شهر حزيران جئن للمرة الأولى 440 من النسوة المعتقلات من النمسا من الغجر مع أطفالهن. ومع بداية الحرب العالمية الثانية جيئ بنسوة من مناطق بولونيا المحتلة ، ثم توالت الوجبات من سائر البلدان التي وقعت تحت احتلال الجيش الألماني النازي.
1940
وفي كانون الثاني/ يناير فتش هاينريش هيملر قائد الأس أس معسكر الاعتقال وأصدر أوامره الرسمية بفرض العقوبات البدنية على النساء.وفي سياق التحول إلى اقتصاد الحرب، تأسس بتاريخ 21 / حزيران في رافينبروك مؤسسة تابعة لقوات ال(SS)" شركة الصناعات النسيجية والجلدية (Texled) في بلدة رافينبروك. وفي معسكر الاعتقال أنشأ ردهة صناعية وكان على النسوة أن يعملن تحت شعار " المرأة النموذجية " في مجاميع إنتاجية، وفيها كم النسوة يمارسن أعمال نسوية تقليدية، وفي كانون الأول / ديسمبر كان هناك 4200 معتقلة مسجلة في رافينبروك، في المهاجع الستة عشر التي يحتويها المعتقل. وكل واحد من ثلاثة من المعتقلات التي تصل لاحقاُ كن غالباً أعضاء في منظمة بولونية مقاومة، أو منتمين إلى منظمة شبيبة شبه عسكرية.
1941
وحتى نيسان ـ ابريل / 1941 تصاعد عدد المعتقلات إلى 3500. وفي نفس الشهر جرى تسفير 1000 إمرأة إلى معتقل (أوشفيتس) السيئ الصيت ليعملن هناك على بناء أقسام الإبادة. ومن هذه السنة فصاعداً كان هناك دائماً تتم إعدام رمياً بالرصاص. حيث بلغ عدد النسوة والبنات البولونيات اللاتي كن يعدمن بدون إنذار مسبق 143 ضحية. ولاحقاً جرى إعدام رمياً بالرصاص لسيدات وبنات سوفيتيات، وفرنسيات، وبريطانيات، ومن جنسيات أخرى.
ومن عام 1939 حتى عام 1941 كن نسوة يمتن من خلال العمل المرهق الشاق الذي لا يهدف لشيئ (عمل من أجل التعذيب)، ومنذ عام 1941 فصاعداً بدأ رجال ال(SS) يستخدمون المعتقلين في العمل كعمال مزارع، وآخرون يعارون كمربيات في دور الحضانة، أو كعمال في تبليط الشوارع،، وتدريجياً بدأ المعتقلون يتحولون إلى فقرة في الاقتصاد الحربي، ورغم أن بعض المعتقلين والمعتقلات استخدمن كقوى عاملة في أعمال غير إنتاجية، وبعد عام 1942 دخل الجميع في إطار اقتصاد الحرب.
في نوفمبر / تشرين الثاني، وفي إطار الجزء الأول من ما سمي بالإجراء (14f13) وهو ما يعني ما لا يقل عن 330 إمرأة من المعتقل اللاتي يؤشرن بتأشيرة من طبيب ال(SS) فريدريش مينيكه. حيث توجد عبارة معينة تدل على المعتقل لا يصلح للعمل. وإجمالاً قتل أكثر من 1200 معتقلة في المعسكر، ولكن ما لبثوا أن بدأوا يقلصون أعداد (الغير صالحين للعمل) لأن الصناعات الحربية كانت بحاجة إلى المزيد من الأيدي العاملة.
1942
لم يكن بوسع المعتقل بقدراته، مواكبة الأعداد المتزايدة من المعتقلين. وبأمر من هملر (قائد الأس أس) سمح لهم (ادارة المعتقل) بعد تشرين الثاني، استلام الطرود، وبعد 1942 من الثياب، بلوزه، فستان، وجاكيت، وكان معتقل رافينبروك حتى هذا الوقت لم يكن يضم غرفة الغاز (القتل بالغاز)، وفي نيسان ارسل أكثر من 1600 إمرأة نصفهن من اليهود تم اختيارهن من قبل لجنة من النازيين أرسلن إلى معتقل بيرنبورغ (Bernburg) لإعدامهن بغرف الغاز. وبعد تهديم قرية ليديكا (Lidice) الجيكية، وقتل وتشريد سكانها، أرسلن ما تبقى من النسوة وعددهم 182 إلى معتقل رافينبروك.
في 20 / تموز بدأ الدكتور كارل جيبهارت، الطبيب الشخصي لهملر بالعمل في عيادته التي تقع على مبعدة 12 كيلومتراً من رافينبروك في قرية هوهنلايشن (Hohenlychen) وبدأ بإجراء تجارب أدوية المضادات الحيوية (Sulfonmiden)على معتقلات المعسكر، وكان رمز وبطل النظام النازي راينهارد هايدريش (Reinhard Heydrich) قد توفي تحت انظاره، وكان الطبيب جيبهارت يمر في ضائقة كبيرة ، وكان طبيب هتلر الخاص (Theo Morell) ثيو موريل قد وجه له أنتقاداً لاذعاً، بأن هاينريش كان ممكن أن يعيش لو كان علاجه قد تم بأدوية مضادات حيوية. لذلك بدأ الطبيب جيبهارت بإجراء تجاربه الأولى على 15 رجل، و42 سيدة من المعتقلين البولونيين، وذلك بقيامه بإحداث جروح في أبداهم تضاهي جروح الحرب، وبالتالي ليقوم بعلاجهن بالأدوية التي كان يطورها، وكان يدع الالتهاب يحدث في الجروح المستحدثة، وكان يستخدم الورق والقماش وصفائح زجاجية، وما شابه ذلك، ومن ثم حين تلتهب الجروح، يقوم بتجربة أدويته.
وفي إطار تشديد زج واستخدام كافة المودعين في كافة معسكرات الاعتقال في اقتصاد الحرب، وفي الصناعات الحربية، ، أقامت شركتا سيمنس (Siemens) وهالسكا (Halske)أبتداء من شهر حزيران قاعات جاهزة الصنع بالقرب من معسكر اعتقال رافينبروك، وقد أختص معمل سيمنس / رافينبروك بصانعة أجهزة الاتصالات البعيدة (اللاسلكي ــ WWFG ــ WWR) وأجهزة القياس (WWM) . وقد تولى الرائد في قوات الأس أس الرائد غرابو (Grabow) إدارة المعسكر، ويدور العمل في ورديتين عدا نهاية الأسبوع، لأن المعمل كان يضم عمالاً مدنيين، وهؤلاء النسوة العاملات كن في شركة سيمنس وهالسكا بإدارة مهندس يعمل كموظف في المعمل.
وكان قد تأسس في قيادة قوات الأس أس، (WVHA) وهي إدارة أطلق عليها المديرية العامة للإدارة الاقتصادية لقوات (SS) وكانت مكتباً إدارة المعتقلات اقتصادياً، وبمثابة مكتب عمل للتوسط بين إدارة المعتقلات وشركات الإنتاج الحربي. وهناك بيانات لكل سجين (ذكر كان أن أنثى) حول جدوى الاستخدام والقدرة على العمل تثبت لكل ثلاثة أشهر، وبعكسه يثبت أنه لا قدرة عمل لديه ويقتل. ومن أجل زيادة قدرة السجناء على العمل أقيم بالقرب تماماً من معامل المعتقلات مراكز لفحص نزلاء المعتقلات من أجل فحص قدراتهم للعمل، وتوفير في العمل.
في 1 / آب بدأ أطباء ال(SS) بالمزيد من الاختبارات الطبية بنساء ببنية سليمة (خالين من الامراض). وبعد ورود أمر من المديرية العامة لأمن الدولة في برلين، بجعل معسكر اعتقال رافينبروك خالياً من الشباب، عليه تم بتاريخ 6 / تشرين الأول ترحيل نحو600 إمرأة جلهن من اليهود دون استثناء تقريباً، إلى معسكر أوشفتس (Auschwitz) للإبادة . ووفقاً لوثائق معسكرات الاعتقال لا يوجد دليل أن رغبة هملر بإفراغ المعتقلات من اليهود، ولكن تواصل تسفير النساء اليهوديات من المعسكر. وفي كانون الأول لنفس العام كان المعتقل يضم نحو 10,800 معتقلاً من جميع الجنسيات الأوربية.
في 3 أيلول فتش طبيب ال(SS) والشرطة، الدكتور إرنست روبرت غرافيتس المعسكر وأمر بأطلاق طلقات غير مميتة على المعتقلين. وقيم إصابتهن على أنها لدغات بعوض. وجبهارت ابتدأ جولة جديدة من التجارب بتجربة العقارت المضادات الحيوية على 24 من النساء البولونيات. ولم يمنحهن علاج من جروح الطلقات، ولكنه قام بتطعيمهن بعلاج الإصابة من الحريق. توفيت ثلاثة من النساء بحقن العلاج من الحروق، وأصبح المجموع 5 نساء توفين بسبب تجارب الدكتور جبهارت على عقار (Sulfonamid) وأصبح العديد منهم في عداد المعوقين، ويعزي النسبة المنخفضة في وفيات التجارب على فعالية العقار (Sulfonamid) .
1943
في نهاية شهر شباط ورد إلى معتقل رافينبروك أيضاً مجندات من الجيش الأحمر السوفيتي. وبسبب زيادة استخدام سجناء معسكرات الاعتقال في اقتصاد الحرب، فبوشر ابتداء من شهر آذار ببناء ملاحق لمعسكرات الاعتقال، ولم يعد جهد ال (SS) يتسع، فبنيت محرقة للجثث في الخريف لموتي وضحايا المعتقل. وكان رماد الجثث تنثر في بحيرة شفيتسزي (Scheedtsee) . في كانون الأول كان موجود المعتقل وملاحقه يبلغ 15,000.
1944
وفي غضون عام 1944 جيئ بالآلاف من المعتقلين من المدن والموانئ التي تم إخلاؤها في فرنسا المحتلة وتم إيداعهم في معسكرات الاعتقال شرقي ألمانيا وشرقي المناطق التي كان الجيش الألماني يحتلها، على سبيل المثال من معسكر اعتقال ميدانيك (الواقع في الأراضي البولونية).
وبناء على ذلك امتلأت واكتظت المهاجع إلى آخرها، لدرجة أن إدارات المعتقلات وجهت الأوامر في 2/ تشرين الثاني بإقامة الخيم لتستوعب الآلاف من النساء. ونصبت الخيم بين البلوك 24 و26 يقدر طولها 50 متراً. وعلى الرغم من برودة الطقس، لم يكن هناك على الأرض سوى شيئ من القش. وفي شباط 1945، كان ينبغي أن يكون هناك أسرة ذات ثلاثة طوابق، ولم ينج العديد من النساء والأطفال من الموت من برد شتاء 1944 / 1945 .
وبعد التداعيات التي خلفتها انتفاضة وارسو ضد الاحتلال النازي، ساءت الأوضاع في المعتقل بشكل درامي، وفي تشرين الأول تم ترحيل 12,000 بولوني ويهود من النساء والأطفال، وبذلك يصبح مجموع المعتقلين الذين نقلوا من معتقل رافينبروك إلى معتقلات السخرة نحو 40,000 سجين وسجينة، وفي شهر أيار نقل ما مجموعه 2,500 إمرأة إلى معامل التصنيع الحربي(Heinkel) هينيكل في مدينة روستوك شمال ألمانيا، والغابة السوداء، ومصانع سيمنس في سفوداو، ونقل نحو 10,000 من البولونيين واليهود إلى معسكر أوشفيتس ــ بيركناو.
وفي 11/شباط، جيئ بكل من: هيلموت جيمس غراف فون مولتكة، البريشت غراف فون بيرنشتوف، (وهما ضباك وم أسر نبيلة) وآخرون إلى هذا المعتقل، الذين كانوا قد ألقي القبض عليهم قبل بضعة أسابيع بما له علاقة بأكتشاف الغستابو (البوليس السري) اتصالات لهم مع المعارضة. ومولتكة الذي كان حتى ذلك الحين يعامل كسجين بشكل جيد نسبياً، تحول نوع التعامل معه إلى الخشونة بعد محاول أغتيال هتلر والمحاولة الانقلابية في 20 / تموز / 1944، ثم نقل والآخرون في 16 / أيلول1944 إلى سجن الأعتقال في تيغل (ضاحية برلين) بالحبس المشدد تمهيداً لمحاكمته أمام " محكمة الشعب " وأدين بالأرتباط مع الذين قاموا بمحاولة الاغتيال والانقلاب، ولكن دون مشاركة مباشرة في المؤامرة، ثم نقل مرة أخرى مع شخصيات أخرى مثل: اوتو شنيفيند، هايلمار شاخت، تيلو فونفيلموفسكي، وبيتر بيلينبيرغ، من سجن الزنزانات في شارع ليرتر، غلى سجن رافينبروك. ولاحقاً وبعد 22 / آب، وفي إطار حركة انتقاد النظام، جيئ يشخصيات أخرى مثل أدولف لامبه الأستاذ في جامعة فرايبورغ، وكونستنتين فون ديتز وجيرهارد ريتر.
وشمل المعمل الملحق بمعسكر الاعتقال (رافينبروك) عام 1944 إدارة العديد من ورش الخياطة، والنسيج والغزل، وإسكافية، وأخرى، وكانت تتسع باستمرار. وفي تشرين الأول تلقى قائد المعسكر أمراً من قائده هيملر، يأمره بأثر رجعي بأن يموت شهرياً 2000 سجين.
أعياد الميلاد وأس السنة عام 1944 سمح قائد المعسكر بإقامة حفل الميلاد بوجود حوالي 400 طفل وهذا الاحتفال مثل أعمق أشكال التضامن بين المعتقلين في هذا المعسكر.
1945
في أواسط كانون الثاني كان موجود المعتقل مع ملاحقه الخارجية يناهز 46,100 من السجناء من النساء، فيما بلغ عدد السجناء الرجال 7,800. وفي مطلع شهر كانون الثاني يمكن أن تكون القدرة الاستيعابية ل 25,000 امرأة في مساحة تبلغ إجمالاً بالكاد نصف كيلومتر مربع التي يمكن قطعها بخمس دقائق. وفي شهر شباط أرتفع عدد المعتقلين بحلول 11,000 جاؤا من معتقلات أخرى جرى إفراغها. والنقل الأخير من معتقل اوشفيتس قوامه أكثر من 2000 امرأة، أخلوا من هناك إلى رافينبروك.
التنقل من معتقل أوشفيتس جرى إلى معتقل الورود العظيمة (KZ Groß Rosen) ومن هناك إلى معتقل رافينبروك ومعتقل سكسن هاوزن (Sacgsenhausen) وهناك لم تقبل الإرسالية ولم يتم استلامها، واعيدوا حتى 27 / كانون الثاني إلى معتقل رافينبروك.
وكان على النساء والأطفال السير على الأقدام في جو صقيعي شديد البرودة، في غضون أسبوعين مسافة تبلغ حوالي 300 كم.وخلال الشهور الأخيرة من الحرب، اتسعت أعداد السجناء، بحيث أرغمت ستة نساء على النوم في سرير واحد. في معتقل الشباب المعسكر أوكرمارك (Ukermark)، القريب جداً من معتقل رافينبروك، أبتدأ من كانون الثاني / 1945، بدأت السلطات النازية بتطهير المعتقل وكذلك معتقل النساء الخاص أخلي كذلك أيضاً .
وقد أدلى لاحقاً آمر حرس المعسكر يوهان شفارتسهوبر في إفادة رسمية بأنه مع الدكتور ترومر، قد استدعي إلى قائد المعسكر (المعتقل)، سوهيرن " سوهرن قال لنا بأنه قد تلقى الأوامر من قائد ال(SS) الأعلى هينريش هملر بأنه يجب قتل كافة النسوة المريضات، أو الغير قادرات على المسير ".
في شباط 1945، أنشأ في معتقل معسكر رافينبروك مكان للإعدام، وغرفة للقتل بالغاز وفيه قتل وأعدم حتى نهاية آذار / 1945 وحتى 2,300 حتى 2,400 من المعتقلين. وكان المدعو رودولف هويس الذي كان سابقاً مدير معتقل أوشفيتس، وكان متواجداً منذ شهر تشرين الثاني / 1944 كان ينسق ويدير قتل البشر في غرف الغاز.
ومن 5/ نيسان وحتى 26/ نيسان تمكن الصليب الأحمر السويدي بقيادة الكونت برنادوت وبالعمل مع فعاليا الإنقاذ للباصات البيضاء من إخلاء 7500 امرأة من معتقل رافينبورك إلى سويسرا والسويد. واعتباراً من 27 / نيسان كانت الجبهة تقترب أكثر فأكثر، جرى إخلاء المعسكر من قبل ال(SS)، وقادوا النزلاء في مسيرة موت، في الخلف ظل المصابون بأمراض صعبة : 2000 امرأة و300 رجل، وكذلك القائمون على خدمة المرضى من السجناء، ما يشكل مجموعه 3000 شخص.
وفي 30 / نيسان وصلت القوات السوفيتية وحرروا ما تبقى من نزلاء المعسكر. وحسبما تقول الصحفية البريطانية سارة هيلم أنهم اغتصبوا السجناء أيضاً (5)
أما السجناء الذين تم إخلائهم ساروا على أقدامهم في مسيرة الموت، عثرت عليهم القوات السوفيتية وأنقذتهم، بتاريخ 2 / أيار / 1945، ولكن عدداً لا يمكن إحصاؤه من السجناء المحررين كانوا في الرمق الأخير وتوفوا بعد أيام من تحريرهم. (وقد حدث شيئ مماثل لسجناء معتقل بوخنفالد الذين حررتهم القوات الأمريكية توفي أعداد كثيرة منهم خلال التحرير وبعد بأيام / المترجم)
(الصورة : السجينات في عملية الإخلاء أو ... مسيرة الموت)
* أعداد الضحايا من السجناء
بين أعوام 1939 و1945 يمكن إحصاء مجموع من النساء، والأطفال والرجال، 132,000 من النساء والأطفال، 20,000 من الرجال، و1000 من الشباب، ينتمون إلى 30 شعب وأمة، إلى معتقل رافينبروك، ومعسكر اعتقال الشباب أوكرمارك وأعمارهم من 15 وحتى 25، وحتى سن ال40 .
وكان يتولى حراسة هذا العدد من المعتقلين، نحو 1000 من رجال ال(SS)، وحوالي 550 من المشرفين. ووفق المعطيات المتوفرة: أن 28,000 من المعتقلين في هذا المعسكر قد لفوا حتفهم في هذا المعسكر. والكتاب الموجود في موقع المعسكر والنصب التذكاري يضم أسماء 13,161 امرأة ورجل وطفل.
ومع التقارب السريع للجيش السوفيتي الأحمر، في ربيع عام 1945، قررت قيادة ال(SS)، قتل أكبر عدد من المعتقلين، من أجل القضاء على شهود ما حدث من قتل وإبادة عشرات الألوف من البشر.وتذهب مصادر بريطانية حسنة البحث عام 1946 إلى تقدير نحو 92,000 امرأة في معتقل رافينبروك، توفيت، قتلت، أو أبيدت بواسطة غرف الغاز. ومصادر أخرى تعتمد التدقيق والبحث تعتمد على المصادر الموثوقة بأن ما لا يقل عن 25,000 ضحية، و40,000 كحد أعلى. والأبحاث الحديثة التي تمت عام 2008 تتحدث عن 28,000 ضحية. في هذا الرقم يدخل ضمنه الذين ماتوا في مسيرة الموت قبل نهاية الحرب بأيام قليلة.
وقد أنظم الناجون من معسكر اعتقال رافينبروك إلى جمعيات السجون الوطنية، وقد أنشأت منظمة رئيسية تضم جمعيات المعتقلين، ومنها اللجنة الدولية لمعتقل رافينبروك.
* المعتقلين من حيث أصولهم الوطنية والقومية.
اولغا باناريو أودعت في معتقل رافينبروك عام 1939. وعينت من قبل إدارة المعتقل في مهجع اليهود بوصفها الأكبر سناً. وفي عام 1942 وسوية مع رفيقات لها من البنات اليهوديات في معسكر رافينبروك، في إطار (الفعالية 13 ف 14) سيقت إلى غرف الغاز معسكر القتل بيرنبورغ .
ومن ليدكا (القرية الجيكية) كان هناك 195 سيدة. وفي 18 / كانون الثاني/ 1945 جاؤا بالبنات الغير يهوديات من معتقل أوشفيتس إلى رافينبروك.
ومن بين النزلاء في معتقل رافينبروك، كان هناك أربعة بنات عضوات اللجنة التنفيذية للعمليات الخاصة: دنيس بلوخ، كيلسي ليفورت، ليليان رولف، وفيكتوريا سازبو، وكذلك نيت إلزا، و والاميرة الفرنسية البالغة 25 سنة من العمر. آنا دي باوفرمونت كورتيني. وأيضاً كوري تينبوم أسسوا منظمة سرية هولندية من أجل إنقاذ اليهود، كانت سبباً في اعتقالهم.
بعد عملية الاغتيال الفاشلة ضد هتلر بتاريخ 20 / تموز / 1944 القي القبض على يوهانا تيش بتاريخ 22 / آب / 1944 كجزء من العملية وهي في سن 69 عاماً، وأودعت الاعتقال. ولكنها ف 13 / آذار / 1945 وكنتيجة لظروف الاعتقال وسوء التغذية توفيت. وفي البطاقات البريدية والرسائل، التي كانت تخضع لرقابة إدارة المعتقل كانت تواصل الكتابة إلى أهلها من أجل تهدئتهم.
وفي 11 / نيسان / 1942 اعتقلت آنا ماري كمعتقلة سياسية في سجن النساء . وبعد تحرير معسكر الاعتقال في 28 / نيسان / 1945، توجهت إلى بلدتها بالترفايلر، ومنذ تشرين الأول عادت ماري إلى عملها الرئيسي كعاملة اجتماعية، في مكاتب إدارة المنطقة. وقد أدت تجربتها خلال فترة اعتقالها إلى اضطرابات نفسية كما لمعظم السجناء، لذلك اتفقت مع بضعة زميلاتها من المعتقلات بتأسي جمعية معتقلات رافينبروك ومعالجة توابع السجن .
جمعية تيليون كتبت كافة معتقلي رافينبروك المسرحية الفرنسية (aux Enfers) باشرت عروضها في باريس منذ 2007 . (6)
المخرجة لوريت فالس أمضت من عمرها 25 سنة تبحث عن نساء من غرب وشرق أوربا، ليس فقط عن تجاربهن، في رافينبروك، بل وأيضاً وعن عموم مفردات حياتهن، والفلم الذي أخرجته بعنوان : " نساء رافينبروك " منح عام 2006 جائزة أدولف غريم (Adolf - Grimme):
* أوضاع السجينات ـ السجناء.
عندما كان يصل سجناء جدد إلى معتقل رافينبروك، كانوا يحصلون على رقم وعلى علامة (وسم) بشكل مثلث بلون معين يوضع على اللباس. ولون المثلث يشير إلى صنف السجين وحرف داخل المثلث يشير إلى جنسيته. المجرمون يحملون مثلثات بلون اخضر، فيما كان مقاتلة المقاومة وأسرى الحرب السوفيت يحملون مثلثاً بلون أحمر، والمنظمات الدينية بمثلثات بنفسجية، أما من يحمل المثلثات السوداء فهم السجناء الذين لا وضع اجتماعي واضح لديهم (asocial)، السجناء من النساء اليهوديات كانوا يؤشرون بالنجمة السداسية بلون أصفر .
في قواطع العمل، كان على السجناء العاملين أن يعملوا 12 ساعة يومياً في مشغل الخياطة بإنتاج ملابس السجناء. وفيما بعد تعين على المعتقلين إنتاج حاجات ومعدات ذات طابع مدني وعسكري من المنسوجات والجلود. وكان عدد المعتقلين العاملين يتصاعد من 141 في تموز 1941، حتى بلغ ذروته في أيلول 1942 برقم 5000 عامل وعاملة معتقلة، وبغد ذلك بدأت الأعداد بالتراجع.
هؤلاء النسوة اللاتي خصصن للعمل على ماكنات الخياطة ومعدات أخرى، ورغم ما يقدمونه من خدمة وعمل لم يكن ينلن ما يكفي من الغذاء، كما كان يساء معاملتهن ويتعرضن للمضايقات، ولا سيما إذا لم يكن عملهن يصل إلى المستوى المطلوب من الإنتاج. وكانت شركة (Texled) واحدة من الشركات التي عملت برعاية ال(SS) وجنت الكثير من الأرباح.
وقامت شركة سيمنس (Siemens) ببناء قاعات مصنع خاص بها بالقرب من المعسر، وأرغم السجناء على العمل فيه، في صناعة لفافات للجروح. وفي نهاية 1944 قامت شركة سيمنس بتخزين كل إنتاجها من أجهزة اللاسلكي فيما أطلق عليه مخزن سيمنس. الذي كان يعمل به حتى 2400 امرأة، والظروف كانت هنا سيئة لدرجة أن تكدست في أيار / 1945 العشرات من الجثث أمام المهاجع لهذا القسم من المعسكر.
وابتداء من عام 1942 افتتحت في عشرة معتقلات للرجال بيوتاً للدعارة، التي اشتغل فيها نساء من معسكر رافينبروك. وبيوت الدعارة اعتبرت "نظام مكافأة" ومن "حوافز العمل" في المعسكرات التي يديرها ال(SS). وقد اضطرت عدة مئات من النساء العمل في بيوت الدعارة هذه. وغالبية النساء اللاتي أشغلن كن من ألمانيا، وبعضهن من بولونيا، وستة نساء على الأقل من الاتحاد السوفيتي. الكثير منهن طلبوا ذلك بإرادتهن، كن يأملن بفرصة أفضل لإطلاق سراحهن. ولكن هذا لم يكن ليحدث. ولكن الجوع كان أقل في بيوت الدعارة التي أطلق عليها تسمية " المباني الخاصة ". وغالباً كن النسوة يعدن إلى معسكرهن مع ختم (استنفذت) وفي المعسكر تقتل بعد حين.
ماريا ، كان لديها 4 سنوات من العمل الإجباري (سخرة)، عندما استدعيت للإدارة، حيث اختارها الطبيب وقائد ال(SS) معتقل بوخنفالد حيث كانوا يبحثان عن نسوة، لمعتقلهم، يبحثان عن نسوة بصحة جيدة، ويتندران عن الطعام الجيد. (7)
وعندما تصاعد عام 1943 عدد المعتقلين بسرعة في المعسكر، قام رجال ال(SS) عام 1944 ببناء خيم بين المهاجع لإيواء المعتقلين مؤقتاً، وخاصة للنسوة القادمات من أوشفيتس، ووارسو، وهنغاريا، وكان ينبغي حشر 4,000 سجينة في الخيم، وهو ما كان يتسبب في موت العشرات منهن يومياً وعن هذا تكتب يوليا غيوليا وهي شابة هنغارية يهودية، جيئ بها إلى معسكر رافينبروك :
" كانت أرضية الخيمة من الحصى.، ولا يمكننا الحديث عن الجلوس، أو عن الاستلقاء فهو أمر لا يمكن أن تفكر به، وفي المساء كان النوم يتم حسب الحروف الأبجدية للسجينات تلصق على ظهر السجينة.
وكان يصيب النزيلات أنهاك عام، ثم هزال، وضمور العضلات واختفاءها، وتحولات روحية، مثل عدم المبالاة، وفقدان الإحساس (Apathie) والنعاس. وخمول في النشاط، ثم كان رد الفعل الجسدي بطيئاً، وهو ما كان الحراس يفسرونه مقاومة سلبية وينال السجين / السجينة عليه العقاب عليه.
في هذا المعسكر " رافينبروك" وهو أكبر معتقل نساء في الدولة النازية، تبين أن النساء يتصرفن غير ما يتصرف الرجال، حتى تحت الظروف القاسية ، كالصراع القاتل من أجل البقاء في سجون النازية.
وكان على السجناء أن يخاطبوا قائد الحرس بصيغة أنثوية الطبيبة هايدي هاوتفال والسجينة السابقة تخبرنا " أن السجناء كانوا يصبغون شفاههم، لكي يمروا بسلام من الاختبارات، التي كانت تجري دورياً في معتقل رافينبروك. عن السلامة والقابلية للعمل، وإلا فإن الشحوب سيظهر على وجوههم ويصنفون كعاجزين عن العمل، ويرسلون إلى الموت في غرف الغاز.
وكان إطلاق النار على النساء يجري خارج معسكرات الاعتقال في مناطق الغابات المتخمة للمعتقلات. ومنذ 1042 أستخدم الإعدام رمياً بالرصاص، وعند تنفيذ إعدام كان يحضر الطبيب، وطبيب الأسنان، وبعد أن يثبت/ يؤكد الطبيب وفاة الضحية، يقوم طبيب الأسنان بنزع الذهب من أسنان الضحايا، وحتى الجثث كانت تحرق ويستخدم رمادها في تسميد الحقول. ويستخرج الصابون من عظامهم، وغير هذا كثير.
ومن الخصائص الفريدة في هذا لمعسكر (رافينبروك) تكمن في الهيكلية الاجتماعية لنزلاءه. وهنا نشأت ما سميت " العلاقات الخيمية " وكانت السجينات ألكبر سناً يأخذن بأيدي السجينات الشابات، لبواعث قومية أو وطنية، أو التقارب السياسي. والسيدات ضمن هذه العائلات الخيمية يبادرن إلى تقديم الهدايا لبعضهن البعض، وأخريات يكتب القصائد، وبعضهن يحاول كتابة الرواية، مع احتمال حملات التفتيش التي يقوم بها الحراس النازيون، وبعضهن يكتب وصفات طهر وتحضير الطعام، وهناك سيدة جمعت أكثر من وصفة تحضير طعام. وكان المعسكر بقيادة الضابط في الأس أس الكابتن يوهان، شفارتسهوبر، وفي كانون الثاني / 1945 تولى إدارة المعسكر البرت ساور، ولكن كممثل للقائد زوهرن.
في رافينبروك كان هناك الكثير من الموظفات، كمشرفات، وكن متدربات لهذه المهمة. وفي الفترة بين 1939 و1945 تم تدريب أكثر من 3500 سيدة كمشرفات. سيدات من كافة فئات السكان، الكثير منهن كن أكثر بقليل من سن العشرين، كن في هذا المكان كألتزام، أو متطوعات، ومن هؤلاء الفتيات: أيركا بيرغمان(طباخة)، دورثي برونر، كرستينا هولتور، آنا كلاين بلاوبل، يوهانا لانغفيلد، الفريدا مونيك، كارمن موري، روث نويدك، مارغريت رابا، فيرا سالفاكروت، إيدا شرايتر، أويغينا فون سكينا، إلزا فيترمان، إيرنا فاليش، إيما تسيمر.
للاختبارات والاختيارت (تقرير درجة وقابلة السجين للعمل) وللاختبارات الطبية كان هناك مجموعة من الأطباء والطبيبات العاملين في ال(SS) كانوا تحت قيادتين : الطبيب المحلي، قيادة ال (SS) القائد فالتر زونتاغ، (من 2/ أيار / 1940، وحتى كانون الأول / 1941) والرائد في قوات ال(SS) غيرهارد شيلدوسكي، وفي معيتهم الأطباء والممرضين : غيردا غانزر، مارتا هاك، مارتين هيلينغ، ليزبيث أيرتسوغ، اليزابيث مارشال، بينو أوريندي، رولف روزنتال، فالتر زونتاغ، بيرسي ترايت، ريشارد ترومر، غيردا فياند، أدولف فينكيلمان. (8)
* أعمال الموظفين
النساء المساعدات في ال(SS) قامن بواجباتهن بدقة. في الصباح يتركون المعتقلات يتجولون في ساحة المعتقل، وعند إجراء التعداد، تكتب سجينة سابقة " توزع النساء في ارتال حسب طبيعة عملهن، وعندما يقفون لمدة ساعتين في البرد، كن يتساقطن من الضعف، وهنا يدفعن الكلاب على المعتقلة، وإذا أظهرت إحدى المعتقلات التعب، فلا يتورعن الحارسات من استخدام العصي في ضربهن.
ويتذكر أحد المعتقلين كل قيادة كان لديها مراقباتها، وقد تعرفت على الحارسة إيرما فريس، والتقطت شيئاً مدبباً، وبدأت يدي تنزف دماً ولم يكن يزودوننا بقفازات عمل، وهنا قامت هي بقذف سلة على رؤوسنا وركلتنا بحذائها الطويل مع صفعات عشوائية. إيرما غريس كانت جميلة جداً ولكنها كانت سيئة فوق العادة ".
" كانت تسيطر وتهيمن على مجمع مهاجع المعتقلين، والعقوبات كانت تنال المعتقلين ويمكن أن يكون حذاء أو سروال قذر يعتبر مخالفة وسبباً للعقوبة وعقاب المخالفات يكون الضرب بالعصا، أو الضرب 25 ـ 50 جلدة على الأرداف العارية، أو الإيداع في القبو، أو في سجن المعتقل. أو الحرمان من الغذاء، أو الحجر في الظلمة، أو إحالته إلى المجموعة العقابية وهؤلاء لهم معاملة قاسية خاصة، وهو من ضمن نظام المعسكر.
ومنذ البداية، حين تم استلام المعتقل، كان هناك نظام إذلال المعتقل. وكان موظفوا الأس أس يتعاملون الذي يتمثل بالضبط العسكري، والانضباط، وبممارسات تتسم بالعنف والتعسف.، هذا الأسلوب الذي كان يؤدي إلى الإرهاب: الإهانات والصراخ، والشتائم.، تتخللها الضربات. وكانت الهيئة الخارجية للسجينات تتمثل بحلاقة شعر الرأس وشعر العانة، وارتداء ثياب المعتقلين،كانت الخطوة التالية لنزع الهوية الاجتماعية والثقافية للمرأة. وفي نفس الوقت كان في هذه الممارسات إيقاف التطور ونزع الصفة الإنسانية للمرأة للمعتقلة (dehumanisation).
الرسوم والحروف الملونة على هذا الفستان أو ذاك، مسألة يهيمن عليها المعيار العرقي. ومنها يستدل كم تبلغ قيمة المعتقلة. في الجزء العلوي يكتب باللغة الألمانية قيمة المعتقلة : " بولونية "، " مجرمة "، في الوسط كان من يسمون من العرق السلافي، وتحتهم مجهولي الهوية (Asozial)، ثم اليهود، ونساء الغجر". وكانت هناك ملفات شخصية مكتوب فيها سبب الاعتقال، وجهة الإحالة، وهناك فقط علامتين للاستفهام ، أن التعامل والتعسف والسحق لم يبدأ هنا بالنسبة لهذا المعتقل.
وإلى جانب العقوبات التعسفية والعنف كان إجراء التعداد بمثابة أداة تعذيب رئيسية، ولعدة مرات في اليوم الواحد كان على النساء أن يمتثلن لأوامر إجراء التعداد، كان عليهن الوقوف في أجواء ممطرة والريح والانجماد، دون أن يتحركن أو يتحدثن مع بعضهن، في غضون ذلك يجري تعدادهن ومن ثم يوزعن على وجهات العمل. وكان الوقوف فترة طويلة في عملية التعداد والحرمان من الطعام كان رجال ال(SS) يفرضونها كعقوبات جماعية.
معتقلين سابقين مثل: ايرمغارد كونراد، في إجابته على سؤال مهم : لماذا كانت المرأة / الحارس وحشية وقاسية بهذه الدرجة ؟
" أنظروا ... لقد لاحظت على سبيل المثال، المراقبين / الحراس الشباب يبدون بمظهر جيد، يبدون لطيفينـ إنهم ينحدرون من أسر بورجوازية جيدة، ولكنهم يتعاملون مع المعتقلين بقسوة التي لا يمكن مطلقاً تصويرها. كانوا بذلك يشعرون بمتعة وسعادة، ويستمتعون بقتل البشر، تعذيب البشر، كيف يمكن أن يكون البشر هكذا ..؟ ".
سجين آخر يفيد :" لقد علمنا أنهم قد تلقوا تعليماً خاصاً، لقد تعلموا كيف ينبغي عليهم التعامل معنا. كيف عليهم أن يعاقبوننا، كيف يعذبوننا، وكيف يتصرفون معنا بإذلال، هذا ما تعلموه بشكل خاص ".
فقط جزء واحد من موظفي المعتقل يجب أن يقدموا أمام المحاكم كمسؤولين، " ماذا كان بوسعنا أن نفعل ..؟ " هكذا يقول ويسأل الكثير من المشرفين / الحراس السابقين عندما يسألون عن أفعالهم، استقالة بعض المشرفين السابقين تطرح بوضوح أنه كان من الممكن فعل شيئ ..!
* التجارب الطبية
التجارب الطبية التي أجريت في معسكر اعتقال رافينبروك، كانت في الغالب تدور حول بحوث الوظائف الحيوية في ظل ظروف قاسية.، وغالبا بهدف الاستخدام العسكري لعلاج الانجماد، أو الجروح التي تصيب الجنود بعد المعارك والاشتباكات. وهذه الجروح والإصابات هي التي كان يهتم بها من يقوم بالتجارب في المعتقل. وجمعت الإحصاءات والبيانات، والتجارب باستخدام العقاقير، بعد العديد من التجارب في معتقل سكسونهاوزن (الغير بعيد عن رافينبروك)، والآن تجرى التجارب في رافينبروك بأستخدام مضادات حيوية (Sulfonamieden)التي هي كمضاد حيوي (Antibiotika) التي تعالج الجروح بأمل كبير في الشفاء.
وفي الاختبارات أجريت التجارب على السجناء بأستخدام البكتيريا، ومسببات التسوس وشظايا الخشب، والزجاج لتوضع على الجروح، يقلدون بذلك شظايا القنابل، ثم تسجل نتائج الاختبار والعلاج الذي أعطي للضحية، تسجل وتحلل علمياً. توفي الكثير من الضحايا (المعتقلون والمعتقلات) خلال التجارب، وآخرون بعد سنوات نتيجة التجارب.
في كل هذه العمليات التي جرت في معسكر اعتقال رافينبروك، كان المسؤول عنها هو الطبيب كارل جبهارت. وكان مساعداه فريتز فيشر، ولودفيغ شتومفينغر . وهم بمرور الوقت لم يعودوا يحافظون على شروط إجراء العمليات الجراحية، وكانت الطبيبة هيرتا اوبرهويزر تتولى كذلك الكثير من المهام في مساعدة زملائها، ودورها في مواصلة العمليات. ومن ضمن واجباتها انتخاب المعتقلات المناسبات لإجراء التجارب عليهن ومتابعة الحالات بعد العمليات، والتي كانت في معظمها تدهور حالة السجينات/ الضحايا. وكانت الطبيبة هيرتا أوبرهويزر تختار بالدرجة الأولى الشابات البولونيات وخيارها هذا كان لأسباب سياسية.
وبعد العلاج تسببت الطبيبة بموت العديد من المعتقلات، حاولت لاحقاً تبريرها بأنها كعمل إنساني. وخلافاً لزميلاتها الذين بدورهم قتلوا عدة معتقلات بواسطة المحاقن، اختارت الطبيبة اوبرهويزر الحقن بالبنزين، التي يظهر مفعولها بعد 3 أو 5 دقائق. وفي إفادة الطبيبة أوبرهويزر تظهر بوضوح موقفها تجاه المريضات (المعتقلات) التي كانت تتعامل معهم كأرانب وليس كبشر.
واكثر من ذلك قال الطبيب في المعسكر رولف روزنتال بأنه ربما شارك عند اختيار" أرانب التجارب " (هكذا قال حرفياً) دون أن يعلم عما يدور الأمر. ولكنه أقر بأنه في صيف عام 1944 بأنه شارك ومثل الطبيب المساعد في بعض العمليات.
الطبيبة اوبرهويزر لم تشارك في عمليات التجارب الطبية فحسب، بل وأجرت عمليات إجهاض أيضاً، وفي غيرها من التدخلات الجراحية أخرى. والأطباء في حالات الإجهاض الإدغامية، والأطباء كانوا يجرون عمليات الإجهاض لقتل المواليد الجدد، وكانت تقوم بها ممرضة متخصصة بذلك تدعى غيردا كوينهايم. وعمليات الإجهاض القسري كانت تجرى للمعتقلات الحوامل حتى في الشهر السابع والثامن وهذا ما أكده لاحقاً غيرهارد شيدلاوسكي، وهو فعل ذلك ولكن فقط في حالة عندما كان يتلقى أمراً، والطبيبتان اولرهويزر وروزنتال كن يساعدنه في عمليات الإجهاض القسري، ولكن فيما بعد صرن يقمن بهذه العمليات بأنفسهن.
وفي المعسكر جرت عمليات من نوع آخر، عمليات تعقيم للرجال، والتجارب كانت تدور في ابتكار طرق بواسطتها يعقم الرجال بسرعة وبساطة. وفي هذه الاختبارات كانت معدلات الوفيات عالية.
وإلى جانب عمليات الإجهاض القسري بالتدخل الطبي، قتل المواليد الجدد، أمر هيملر قائد ال (SS) إجراء عمليات التعقيم للرجال أو الإخصاء من أجل السيطرة على عمليات الإنجاب والتكاثر الغير مرغوب فيها.
وكان الهدف هو تقيم الرجال سراً وبدون رغبتهم وإرادتهم، ، وبذلك يمكنهم السيطرة على النسوة وأي الرجال للتخصيب. وأدلى شهود بإفاداتهم عن التجارب التي أجريت في المعتقلات بواسطة الطبيب كارل كلاوبيرغ الذي توصل إلى طريقة سميت بأسمه ((Claubeg- Methode .
في شتاء 1944 / 1945 ، بدأ عمليات التعقيم في معسكر رافينبروك حسب هذه الطريقة وبنمط "الغجرية". في محاكمة قضايا رافينبروك، قال أحد المعتقلين : 120 إلى 140 طفل عولجوا للفترة من 4 إلى 7 كانون الثاني 1945، النتائج : 4 وفيات، بعضها بسبب التهاب البطن وأحياناً بسبب الاستعجال، أو بسبب ضعف الحالة العامة أيضاَ.
ويترك الأطفال دون مواصلة العلاج، وتنص وثيقة موجودة في متحف معسكر رافينبروك وفيها إفادة شاهد بأن من 4 إلى 7 كانون الثاني / 1945 بأن أكثر من 100 إمرأة ، فتاة، يهوديات، غجر، جرى تعقيمهن. وبعد التعقيم، وكان معظمهن قد أجريت لهن العملية دون تخدير، كن يعانين النساء والبنات من ألام شديدة.
الفحوصات السابقة واللاحقة وبأستخدام عوامل التباين للأشعة السينية، تظهر أن النتائج لم تكن على ما يرام. وبسبب أن الجيش الأحمر كان يتقدم، واصل الطبيب كارل كلاوبيرغ تجاربه المختلفة من معتقل أوشفتس إلى معتقل رافينبروك مواصلاً بحوثه في 35 إمرأة على الأقل.
وكانت تجاربة القاسية في معسكر أوشفتس قد جعلته معروفاً، فالحراس من رجال ال (SS) أرادوا معرفة ماذا حل بالنساء الذين أجرى لهم العمليات، لأن أصوات صراخهن كان يسمع في كافة أرجاء المعسكر. وبالإجمال قام الطبيب كلاوبيرغ بحوالي 550 ــ 700 عملية تعقيم إجبارية، وكذلك هورست شومان الذي أصيب بجرح، فنقل هنا وأخذ يمارس العمليات بأطفال الغجر.
كانت الطبيبة اوبرهويزر خلال ساعات عملها في معسكر رافينبروك تتعامل ما لا يقل عن 60 ضحية . وعلى عكس زملائها من الأطباء الرجال لم تبعث بنتائج عملها واختباراتها التي كانت تجريها في المعسكر، إلى الجهات العليا. للاستفادة منها بعد الحرب، كانت ترى واجبها هو في العمل في المعسكر فقط، ولكنها كانت على أية حال مساهمة مهمة في التجارب البشرية.
كان الطبيب لودفيغ شتومفيغر تحت قيادة الأطباء: جبهارت، وفيشر والطبيبة أوبرهويزر مشاركاً في إجراء التجارب على البشر (تجارب الجراحة الحربية في إطار جراحة زرع الأعضاء) وكانت تجري بدرجة رئيسية على النساء البولونيات من معسكر رافيبروك. وهنا كانت مشاركة شتومفيغر الشخصية في زراعة العظام والعضلات وقد أستخدم هذه التجربة في أطروحته في الدكتوراه الثانية (B) وتسمى (Habilitation) خريف عام 1944 في الكلية الطبية / جامعة برلين. وكان عنوان أطروحته " جراحة زرع العظام ". ومع تطور التجارب سيصبح ممكناً بيع أعضاء احتياطية للمرضى، وعدا ذلك يمك بعد تحقيق النصر إعادة الصحة والكمال للكثير من الجنود المعاقين.
ويحتفظ الأطباء وموظفوا التمريض بالمعلومات عن نوع الإصابة التي تلحق بالنساء، خلال التجارب، فيحتفظون بها لأنفسهم، وكان سجناء معسكر الرجال يؤخذون إلى معسكر النساء حيث تجرى لهم عمليات العظام والأعصاب، أن ما لا يقل عن أربعة رجال توفوا بعد مدة قصيرة من بين ستة أجريت لهم العمليات.
وأقسى ما تعرض له الرجال والنساء في معسكر اعتقال رافينبروك كان بأنواع متنوعة. المعتقلة فاندا بولتافسكا، أفادت لاحقاً إيجابياً حول الطبيبة اوبرهويزر، بأنها حاولت أن تنقذ الفريدا بروزوفنا (سجينة بولونية)، ولكن عملية نقل الدم لم تكن موفقة إذ لم تكن هناك معدات مناسبة.
وفي معسكر الاعتقال تم العفو عن النساء اللاتي كن قد حكمن بالإعدام، في إطار إنساني، وفي مخيم المعتقل، اعتقدت المعتقلات بعد فترة من الوقت، أن المشاركة بالتجارب الطبية تحميهن من الإعدام. على الرغم من لم يكن هناك تبرير عند التبليغ بالعفو. ولكن عندما قررت عشرة بولونيات الامتناع عن إجراء التجارب الطبية، عندما شككن بكامل الأمر، تم نقلهن إلى مهجع العقاب، ومن هناك أرغمن خمسة من هؤلاء البولونيات على إجراء التجارب في 16/ آب / 1943. وامتناع المعتقلات البولونيات أدى إلى تضامن جميع النساء معهن.
الدراسات التي أجريت بعد الحرب أظهرت أن الطبيبة أوبرهويزر، حاولت بإجراء التجارب، أن تمنح فرصة للحياة للنسوة المحكومات بالإعدام، ولكن هذا يتناقض، إذا كن النسوة يستفدن من العملية، ولكن على الأغلب كن يتوفين أو يتوفين في تجربة أخرى.
* إجراءات قانونية
ابتدأت منذ عام 1946 وحتى 1950 أولى المحاكمات بشأن الجرائم التي حدثت في رافينبروك، وتضمنت سلسلة من المحاكمات التي انعقدت بإدارة محاكم بريطانية وفرنسية. المتهمين كانوا: قائد وعناصر ال(SS)، موظفي المعتقل، والمعتقلين الذين كانوا يعملون في المعسكرات.
المحاكمة ضد الطبيب جبهارت بصدد التجارب الطبية مع معتقلي المعسكرات، ولا سيما معسكر رافينبروك وفي عيادته هوهنلايشن التي تبعد 12 كيلومتر فقط عن رافينبروك، وكان قد عمل في معسكر اعتقال أوسفيتش (معسكر إبادة)، وتمت المحاكمة بتاريخ 8/ نيسان / 1947 في مدينة نورمبرغ، وكذلك معه الطبيبة أوبرهويزر، والطبيب فيشر. والطبيبة اوبرهويزر هي السيدة الوحيدة التي قدمت إلى محاكما نورنبيرغ لمجرمي الحرب بجرائم ضد الإنسانية.
وبين عام 1949 وعام 1950، انعقدت محاكمة ضد منتسبي وموظفي معسكر الاعتقال رافينبروك الذين مثلوا أمام المحكمة العسكرية الفرنسية في مدينة راشتاتن وفي 1950 أصدرت المحكمة حكمها في قضايا معسكر رافينبروك وقضت بإعدام قائد المعسكر فريتز زوهرن، ومدير العمل هانز فلاوم.
ومرافعة أخرى جرت حول معسكر اعتقال رافينبروك عام 1966 أمام محكمة محافظة روستوك (ألمانيا الديمقراطية).
تجدد الاهتمام بعد المحاكمة الثالثة في جرائم معسكر اعتقال ميدانيك (Majdanek) (معسكر إبادة في بولونيا) المرافعة جرت أمام محكمة في دوسلدورف (عاصمة ولاية في غرب ألمانيا) ابتداء من 1976. الاهتمام والإثارة الكبرى حدثت في محاكمة لإحدى حارسات معسكر اعتقال رافينبروك هيرمينه براونشتاينرن التي اكتشفت بعد تعقب وتدقيق.
أيلول / 2006 عاد تاريخ معسكر اعتقال النساء على الظهور إلى الرأي العام، عندما قامت سلطات الولايات المتحدة الأمريكية بطرد الفريدا رينكل التي تبلغ من العمر 83 عاماً، والتي كانت تعيش في ولاية كاليفورنيا منذ عام 1959، وأخبرت وزارة العدل الأمريكية الاتحادية في واشنطن، أنها كانت قد كذبت فيما يخص ماضيها النازي. وراينكل في غضون هذه السنوات الطويلة لم تكن قد تنازلت عن جنسيتها الألمانية، وأعيدت في بداية أيلول إلى ألمانيا، بعد أن علمت السلطات القضائية الأمريكية عن حياتها السابقة مع السلطات النازية، وأمهلتها محكمة أمريكية حتى نهاية الشهر لمغادرة البلاد.
وكانت رينكل كانت تعمل من حزيران / 1944 وحتى نهاية نيسان / 1945 حارسة في معتقل النساء رافينبروك، وأخبرت وزارة العدل الأمريكية أنها كانت خلال قيامها " بواجباتها " تستخدم كلباً مدرباً. وفي معتقل النساء كن الحارسات يرغمن (وغالباً بمساعدة الكلاب) المعتقلات على الأعمال الشاقة. وكن الحارسات (مثل الفريدا رينكل) يلعبن دوراً هاماً في تعذيب المعتقلات غير المذنبات وكن عوناً للنظام النازي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(شنق النساء في المعتقل)
(صورة للذكرى ..........! )
(أفران حرق الجثث)
(ورشة الخياطة)
(الجريمة والعقاب ... الجلادات صرن أرقاماً .......!)
الهوامش
1. معسكر الاعتقال ( Konzentrationslager ) ومختصرها (KZ) ،وهناك نظام خاص للمعتقلات من هذا الصنف، وهي معتقلات بدأ إنشاءها قبل الحرب العالمية الثانية بعد تزايد عدد المعتقلين في العهد النازي بعد عام 1933، والمعتقلين هم الشيوعيين والاشتراكيين، والحركات السياسية الأخرى المناهضة للنازية، وأضيف إليهم اليهود، والغجر والشاذين جنسياً، وبعد نشوب الحرب العالمية الثانية 1939 صارت تساق أعداد بالملايين لهذه المعتقلات، التي صنف بعضها على أنها أقل تشدداً، ولكن كان هناك معتقلات تصفية وإبادة (ثمانية معتقلات إبادة) ، يندر من نجا فيها من الموت، منها معتقلات أوشفيتس وميدانيك، في بولونيا، ومعتقل بوخنفالد في ألمانيا. والمعتقل هو من لم يصدر بحقه حكم قضائيـ وهو غير السجين وإن كانت هذه العبارة تطلق على المعتقلين أحياناً. بلغ عدد المعتقلات بالمئات معظمها في ألمانيا، ولكن البعض الشرس منها في بولونيا، وفي الدول التي سقطت تحت الاحتلال النازي كفرنسا وإيطاليا والنرويج، وغيرها (أنظر الخريطة أدناه)متفاوتة الحجم والسعة والاستيعاب، ما يزال البعض منها قائم حتى الآن للعبرة والاعتبار، وهناك نصب تذكارية لضحايا معسكرات الاعتقال هذه.
المدرسة النازية في تعذيب البشر، هي من أقذر ما أنتجته البشرية عبر عصورها، ربما هم أرادوا أحياء المدرسة الرومانية في التلذذ بتعذيب البشر، حين كانوا يلقون بالعبيد إلى الأسود الجائعة، أو يحرقون من يعتبرونه مذنباً.
الخريطة : العلامات الحمراء (جمجمة وعظمين) تشير إلى معسكرات إبادة، المربعات السوداء تشير إلى معسكرات اعتقال، العلامات السوداء (جمجمة وعظمين) تشير إلى معسكرات حدثت بها مذابح كبيرة، مدن فيها معتقلات ترحيل، الخطوط الزرقاء جهات الترحيل، نجمة داؤود الصفراء تشير إلى مدن فيها منعزلات لليهود.
2. قوات الأس أس (SS) وهي قوات عسكرية تسليحاً وتجهيزاً وتدريباً، ولكنها تابعة لوزارة الداخلية وتحت قيادة القائد الأعلى للأس أس، وهو هاينريش هيملر الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية أيضاً. وقوات الأس أس اعتبرت من قوات النخبة وكانت على درجة عالية من العنف والوحشية في الأداء والقتال.، وكلفت بحراسة المعتقلات والمهمات الخاصة.
3. معسكر اعتقال رافينبروك (Ravenbrück) : هو معتقل يقع شمال العاصمة برلين بأقل من 100 كم وقد أشتهر بكونه المعتقل الرئيس للنساء، (مع وجود النساء في معتقلات أخرى أيضاً) وبقربه تماماً شبه ملاصق، معتقل للرجال، وآخر للفتيان.. وقد ضم المعتقل بين جدرانه مئات الألوف من السجينات والسجناء، وقتل هنا عشرات الألوف منهم. وقتل أطفال دون سن الرشد.
والمعتقل هو غير السجين، وإن ترد أحياناً ضمن التقرير كلمة سجين، إلا أن الموجودين لم يكونوا محكومين (المحكوم من يصدر بحقه حكم من محكمة) أو مدانين بجرائم معينة، في غالبية الموجودين كانوا في إطار تصفيات عرقية أو أسرى حرب، أو اعتقال بالشبهة.
في هذا المعتقل قتل المعتقلون تجويعاً، وتعذيباً، وتشغيل حتى الإرهاق المميت، أو أعدموا شنقاً، أو رمياً بالرصاص، أو داخل غرف محكمة، ثم يطلقون عليهم الغاز القاتل، أو يجرون عليهم التجارب الطبية بأستخدام أو اكتشاف عقاقير، أو يجرون عليهم عمليات تجارب نقل أطراف، أو الإجهاض، أو التعقيم القسري، وغالباً ما كانت هذه العمليات تجري في ظروف صحية سيئة (عدم توفر معطيات طبية)، أو أن المرضى كانوا مرهقين وضعاف ولا تحتمل أجسادهم هذه العمليات الصعبة، فثلثي الذين كانت تجرى عليهم العمليات يتوفون فور أو بعد إجراء العمليات.
قاد هذا الوضع الذي أشتهر، إلى سوق المتهمين إلى المحاكم الدولية ومحاكم جرائم الحرب بملفات اشتهرت بأسم " قضايا الأطباء" وحكم على العديد من بالإعدام.
4. خارطة معتقل رافينبروك:
اللون الرمادي المربع الأول (يسار) مهاجع للمعتقلات النساء
اللون البني الفاتح مباني الأس أس
اللون الازرق مهاجع للمعتقلين الرجال
اللون الاخضر مصانع وورش
اللون الاسود بنايات خدمات
المثلث الاسود خيم نصبت بعد 1944
الحروف (من اليسار)
A قيادة المعتقل الأ اس
B سجن
C محرقة الجثث
D مكان الاعدام
E غرفة القتل بالغاز
F مستوصف
G خدمات
H غسيل
I محجر لعقوبة العزل
J مهجع المرضى
K المدخل (الباب النضامي)
سكة حديد
في اقصى يمين الصورة معتقل للشباب (UCKERMARK)
5. وهو أمر لا يمكن تصديقه لأن المرضى الذين لم يتم إخلائهم كانوا على شفا الموت أو أقرب / المترجم.
6 . (لا أحد ينسى ./ المترجم).
7 . هنا مقاطع شديدة القسوة عن تعامل السلطات مع النساء كحيوانات في العمل، وتماثيل ودمى في الجنس، وبعد أن يدمروهن بدنياً ونفسياً وصحياً ينفذون فيهن الإعدام بغرف الغاز ويأتون بغيرهن / المترجم.
8 . قدم معظم هؤلاء المجرمين للمحاكم ونالوا جزائهم، وطورد آخرون حتى بعد عشرات السنين، ونالوا عقابهم. تعمدنا نكتب هذه الأسماء، لكي يعرف كل مجرم أن أسمه محفور في ذاكرة التاريخ وبلغات عديدة ليكونوا عبرة لمن يريد أن يعتبر / المترجم.
2165 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع