د.صلاح الصالحي
مدينة غزة في حوليات ملوك آشور
تجلاتبليزر الثالث وسرجون الثاني
لوح حجري عليه نقش بالنحت البارز من قصر تجلاتبليزر الثالث في كالخو (نمرود)، يظهر فيه الملك الاشوري على جهة اليمين يحمل رمح رأسه نحو الأرض، وخضوع ملك أجنبي محتمل هو حنونو (حنون) ملك غزة وهو يقبل قدم الملك الاشوري، ويقف على اليسار وزير ربما تورتان (جنرال) في الجيش الاشوري، المتحف البريطاني تحت رقم WA 118933
رحلة حنون أو حنونو (Hanûnu) إلى مصر
استطاع الملك تجلاتبليزر الثالث (بالآشوري توكلتي-أﭙلِ-ايشرا) (Tukultī-apil-Ešarra) (745-727) ق.م من هزيمة مدينة غزة وملكها حنون أو حنونو أو حنو(Hanno)، وقد وردت بعض التفاصيل في ثلاث نصوص موجزة من حوليات كالخو (Kalḫu) (موقع نمرود)، وجاء في النسخة الأكثر تفصيلاً فيما يلي:
(...حنونو (حنون) ملك غزة، كان يخشى أسلحتي القوية فهرب إلى مصر... مدينة غزة... أنا استوليت عليها، X طالنت من الذهب، و 800 طالنت من الفضة، وشعبها مع ممتلكاتهم، زوجته (بمعنى زوجة حنونو)، وأبنائه، وبناته ... وممتلكاته (وآلهته)، أنا استوليت عليها، أنا صنعت تمثال يحمل صورة الآلهة العظام، سادتي، وصورتي الشخصية الملكية أنا صنعتها من الذهب ووضعتها في قصر غزة بين آلهة بلادهم، هناك ... وضعتهم ، أما بالنسبة له (بمعنى حنونو Hanûnu)، فقد حلق مثل الطائر عائدا من مصر... لقد أرجعته إلى منصبه ملكا ... وحولت غزة إلى محطة تجارية آشورية (بيت كاري) (bit kāri)، وأقمت مسلتي الملكية في مدينة بروك (بروك تعني نهر مصر، أي وادي العريش في شمال سيناء) في مصر، ومن مجرى النهر استوليت... من ... X+100طالنت من الفضة، أنا أخذتها ونقلتها إلى آشور، ... لم يقدم مثلها إلى الملوك أسلافي، ولم يرسل أي رسالة سابقا، لقد سمع الاستيلاء على بلاد ... و... الرعب وعظمة آشور، سيدي، فاستولى عليه الخوف، فأرسل لي رسله ليقدم ولائه).
يقدم النص فكرة عن سياسة مصر الدولية، لا سيما ونحن نفتقر إلى الأدلة في الوثائق المصرية، وبذلك فان رواية تجلاتبليزر الثالث تجعل من المستحيل صياغة الأحداث وفق تفاصيل دقيقة، ولكن ما هو مؤكد في عام (734) ق.م، مع تقدم الجيش الآشوري نحو غزة هرب ملكها حنونو إلى مصر، ربما عن طريق البحر، فقد كانت العلاقات وثيقة بين غزة ومصر، ومحتمل طلب حنونو المساعدة العسكرية ضد تجلاتبليزر الثالث من حكام الدلتا، ومن خلال النص يظهر أنه لم يأخذ عائلته معه، وحتى لم يرسلهم إلى مكان آمن، ويبدو أن حنونو كان يبحث عن منفى خارج نطاق السيادة الآشورية وحتما هي مصر، وفي كل الاحوال لم يحصل على المساعدة، فنهب تجلاتبليزر مدينة غزة، واستولى على العائلة المالكة وأقام رموز التفوق الآشوري في قصر حنونو.
ويختم الملك الاشوري النص اعلاه بعودة حنونو من مصر مستخدما تعبير (مثل الطائر)، وهو تشبيه يستخدم في كثير من الأحيان في النقوش الملكية الآشورية للدلالة على ضعف الأعداء وهزيمتهم، وبعدها تم اعادته ملكا على عرش غزة، وتحويل المدينة إلى محطة تجارية آشورية (bit kāri) ، كان بيت كراني (bit krrāni) (جمع بيت كاري) في العصر الآشوري الحديث يمثل مؤسسات اقتصادية أو المالية تقام في الموانئ أو المحطات التجارية من أجل التبادل التجاري، وقد منحت الامتيازات التجارية لملك غزة ولتجاره، ويمكن القول ان تصرف تجلاتبليزر الثالث اتجاه حنونو يبدو غريبا! فالمعروف عن هذا الملك الاشوري استبداله الحكام المتمردين بالحكام الاشوريين، ولكننا نراه يعيده الى ملكه ربما لأن حنونو لم يتحدى بشكل علني آشور، فاختار الهروب بدلاً من المواجهة المسلحة، وحتما كان تجلاتبليزر يتوقع محاولة حنونو اقناع المصرين بتقديم دعم عسكري له، ولكن يبقى السؤال لماذا هذا التساهل الغير عادي الذي ابداه تجلاتبليزر الثالث؟ هناك عدة احتمالات
1- أحد الاحتمالات هي عودة حنونو كانت مرتبطة بـ (بيت كاري)، الذي أنشئ لتكون مدينة غزة مركز تجاري يربط مصر بالجزيرة العربية.
2- الخوف من دمج غزة بالنظام الإداري الآشوري.
كما نستنتج من النص بأن تجلاتبليزر الثالث لم يطارد حنونو في مصر، على الرغم من ان النص كان يوحي بوجود فرصة مناسبة لدى الملك الاشوري لغزو منطقة الدلتا (عندما يتفرع نهر النيل إلى فرعين دمياط والرشيد ويصبان بالبحر المتوسط فالمنطقة المحصورة بينهما تسمى الدلتا)، من المحتمل لم يكن مستعدا لمواجهة مصر على الرغم من وجود انقسام سياسي في مصر لكن سمعتها ما زالت قوية في الخارج، وعوضا عن مطاردة الهارب عزز الملك الاشوري السيادة الاشورية في المناطق المجاورة لغزة فأخضع عسقلان (Ashkelon)، عاصمة ميناء فلسطين الوحيد ووادى العريش، لفرض السيطرة على طرق التجارة البحرية والبرية بين مصر وفلسطين، كما اننا لا نعرف ماذا جرى قبل عودة حنونو إلى غزة، فلابد ان نستبعد تسليمه إلى تجلاتبليزر من قبل المصريين، فمثل هذا التعاون حدث فيما بعد في عهد سرجون الثاني (Šarru-ukin) بالآشوري (شروكين) (721-705) ق.م، عندما هرب يماني (Iamani) حاكم مدينة اشدود (Ashdod) (في فلسطين) إلى مصر في عهد الاسرة الكوشية (Kushite) (تأسست هذه الاسرة في شمال السودان وثقافتهم مصرية) طالبا المساعدة العسكرية، ولكنه عاد ليسلم نفسه لسرجون، ومع ذلك، فإن إمكانية طرد المصريين أو تدخلهم في اجبار عودة ملك غزة يجب ان نضعها في الاعتبار، والاحتمال الكبير بأن عودة حنونو كانت قد سبقتها مفاوضات مع تجلاتبليزر، ربما من خلال حاكم الدلتا كوسيط.
هناك اسطر في النص أعلاه تذكر سفارة من ملك اسمه لسوء الحظ فيه تشوية لوجود كسر في اللوح، إذا كان كذلك، فإن ذلك الملك هو بالفعل شيشنق الخامس (Shoshenq) أو اوسركون الرابع (Osorkon) الحكام الليبيون في تانيس (Tanis) (حاليا صان الحجر إحدى مدن محافظة الشرقية)، وبوباسط (Bubastis) (حاليا تل بسطة على اطراف مدينة الزقازيق محافظة الشرقية) في الدلتا، ويعتقد أن رحلة حنونو كانت الدافع لوجود مبادرات دبلوماسية تهدف إلى تهدئة التهديد الآشوري لا سيما وان تانيس وبوباسط تقعان في الجزء الشمالي الشرقي من الدلتا، أو ربما محاولة لكسب حليف قوي مثل الاشوريين يستفاد منهم في الاوضاع السياسية الغير مستقرة في صعيد مصر، سواء ضد السلالات المحلية الحاكمة في الاقاليم أو الملوك الكوشيين الذين سيبدؤون في الوقت المناسب مسيرتهم المنتصرة نحو الشمال .
وهناك احتمال آخر من الممكن أن يكون الحاكم المجهول الوسيط هو ملك الكوشيين ويدعى بيي (Piye) أو بيعنخي (Piankhi) (751-716) ق.م (الأسرة الخامسة والعشرين الكوشية) الذي فرض سيطرته على كوش وأجزاء من صعيد مصر بما في ذلك مدينة طيبة (Thebes) ذات الأهمية الثقافية، ويشير النص الاشوري أيضا وبشكل محدود إلى عدم وجود اتصال دبلوماسي سابق (لم يرسل أي رسالة سابقا)، ونفس الادعاء أدلى به سرجون الثاني حول الملك الكوشي الذي سلم إيماني ملك أشدود إلى الاشوريين، وعلى العكس لدينا الأدلة الواردة في قوائم نمرود للنبيذ التي تسجل وجود النوبيين في البلاط الآشوري، كما ورد في قوائم الخيل للملك تجلاتبليزر الثالث وجود مدربين كوشيين في كالخو، وهي أدلة على العلاقات الدبلوماسية / أو التجارية بين أشور وكوش (يطلق على الاسرة 25 التي حكمت مصر بالسلالة الكوشية) وانها كانت موجودة منذ عهد تجلاتبليزر الثالث أي منذ عام (732) ق.م، ولكننا لا نعرف هل تلك العلاقات كانت نتيجة اتصال بدأه الملك بيي (Piye) منذ هزيمة حنونو على يد تجلاتبليزر الثالث أم لا؟ لسوء الحظ هذه الفرضية جميلة لكنها مجرد فرضية لان النص أعلاه مجزأ وهناك تشوه في اللوح، وليس لدينا أدلة عن العلاقات الدبلوماسية من مصر الكوشية.
تحالف حنونو (حنون) مع مصر
عاصر حنونو حكم تجلاتبليزر الثالث ومن بعده ولده شلمانصر الخامس (شلمان-اشرد) (Šulmanu-ašarid) (727-722) ق.م، ولكن الاوضاع السياسية سارت باتجاه آخر فمع بداية حكم سرجون الثاني عام (721) ق.م اسقط عن عرش غزة، ربما كان ما يزال يتألم ويندب حظه من استيلاء تجلاتبليزر الثالث على غزة وترحيل أسرته وآلهته الشخصية، فقد استغل حنونو حالة الفوضى السياسية التي ولدتها ثورة عنيفة في آشور أدت إلى عزل شلمانصر الخامس وصعود نجم سرجون الثاني الذي استلم عرش آشور، عندها تشكل حلف ضد الآشوريين بقيادة (يلو-بيدي) (Ilu-bi’di) ملك حماة (حماث Hamath) ومعه مدينة قرقار (Karkar)، ومدينة ارفاد (Arpad)، ودمشق في سوريا، والسامرة في فلسطين وانظم لهذا التحالف حنونو ملك غزة، وصف سرجون الثاني هذا الحدث التاريخي في نصوص خرسباد (Khorsabad) عاصمته الجديدة ، فذكر بانه في السنة الثانية من حكمه حطم التحالف الرهيب بقيادة حماة في مدينة قرقار، عندها زحف سرجون ضد حنونو فدحره ومعه حلفائه المصريين في مدينة رافيهو (Rapihu) (بمعنى مدينة رفح عند حدود صحراء سيناء) كما هو في النص :
(حنونو(Hanûnu)، ملك غزة، جنبا إلى جنب مع ريي (Re'e) قائد الجيش (بالأكدية تورتان turtānu) من مصر، ساروا ضدي لخوض الحرب، وفي معركة رافيهو ألحقت بهم هزيمة ساحقة، والتورتان ريي(Re’e) أصابه الخوف من ضجيج اسلحتي، فهرب، ولم يعثر على مكانه، وقد أسرت بيدي حنونو ملك غزة)، هذا النص بالتأكيد مختصر لنص ورد في بداية حوليات خرسباد لكن للأسف مجزأ إلى شظايا، وتشمل الفقرة التالية:
[...] قال انه وضع، أعطاه ريي (Re’e)، تورتانه له (بمعنى حنونو) ليساعده، وسار لخوض الحرب، ويدخل في معركة ضدي، و بقيادة آشور، سيدي، ألحقت بهم الهزيمة، وعندها هرب ريي (Re’e) لوحده، مثل الراعي الذي سرق منه قطيعه، واختفى، وأسرت حنونو ورحلته إلى مدينة أشور، مدينتي، مكبل بالأصفاد، واستوليت ودمرت وأحرقت رافيهو، ورحلت (9033) فردا من سكانها مع ممتلكاتهم بعيدا).
أن اسم ريي (Re’e) هو النطق الأكدي لاسم رايا (Raia)، وهو اسم مصري يعود إلى عهد المملكة الحديثة ( الملاحظ هناك عدة اقتراحات احدهما بان ريي هو الفرعون شبتاكا (اسمه دد كاو رع) الملك الكوشي)، أرسل هذا القائد العسكري إلى جانب حنونو من قبل حاكم مصري لم يكشف عن اسمه، ولكن يعتقد أنه أسمه تفنخت (Tefnakhte) حاكم سايس (Saïs) في غرب الدلتا (حكم 10 سنوات وأسس الأسرة الرابعة والعشرين) ، وقد توسع تفنخت من دلتا وحتى مصر السفلى جنوبا باتجاه صعيد مصر نحو المناطق التي يسيطر عليها الكوشيون، وكان بيي (Piye) في وقتها يشن حملة ضد مصر السفلى في عام ( 728) ق.م، وعندما عاد بيي إلى كوش لم يعين حكام فترك فراغ السلطة في الدلتا، فاغتنم تفنخت الفرصة لاستعادة السيطرة، وتلقب بلقب الأمير الوراثي وحاكم بلدة (نترت تفنخت) ، ومن بعده حكم ولده بكنرف أو بوخاريس (Bakenranef) (720-715) ق.م، وفي نهاية المطاف حل محله شبتاكا (Shabako) الكوشي خلال إعادة فتحه لمصر.
ما الذي أدى إلى التحالف بين حنونو وتفنخت؟ عندما زحف سرجون الثاني نحو غزة كان الهدف المشترك بين غزة ومصر هو الحد من التأثير الآشوري، ولهذا هرب حنونو نحو مصر لأنها الملجأ الطبيعي له، فعلى عكس السلالات الحاكمة في الدلتا وكلها كانت غير مهمة بشكل كبير، بينما أثبت تفنخت أنه حاكم داهية يمتلك قوة عسكرية كبيرة، كما يتضح من توسعه المثير للإعجاب في مقاطعته سايس (Saïs)، ومن المرجح أن يكون الدافع وراء تورط تفنخت في السياسة السورية-الفلسطينية لها شقين:
1- مواجهة التوسع والسيطرة الآشورية، وبشكل خاص الطبيعة التقليدية للحياة في الشرق وفلسطين فقد كانت مصر تمد المساعدات العسكرية للمدن الفلسطينية قبل تحالف عام (720) ق.م ضد سرجون الثاني، وربما كانت تلك العلاقات تم التوصل إليها اثناء هروب حنونو إلى مصر عام (734) ق.م عندما سعى ملك غزة طلب المساعدة ضد تجلاتبليزر الثالث.
2- كسب حلفاء لمساعدته في الأوضاع السياسية المصرية، أو لحماية موقعه من التهديد الخارجي (وبالتحديد من كوش في الجنوب) أو للمساعدة في التوسع مستقبلا.
لا شك أن إشارة سرجون إلى ريي/ رايا (Raia/ Re'e) تعني أن تفنخت (Tefnakhte) لم يكن قائد القوات التي أرسلت إلى غزة، بينما نحن نعرف بان الملوك الآشوريين كانوا يميلون إلى قيادة الجيش الاشوري بأنفسهم اثناء الحملات العسكرية، وهذا يجعلنا نعتقد بأن تفنخت على استعداد لمساعدة حنونو لكن في نفس الوقت غير مستعد لمواجهة سرجون شخصياً، أو ربما لا يعتبر أن تمرد حنونو كبير بما يكفي ليهتم به شخصيا، لأنه ركز اهتمامه على تهديد الكوشي من الجنوب، أو ربما لم يتمكن تفنخت من مغادرة مقاطعته سايس، إما لانشغاله بالشؤون المحلية أو سوء صحته، ومن المرجح أن يكون عام (720) ق.م قد وضع نهاية لعهده.
كانت معاملة سرجون لحنونو أقل تساهلا بكثير من معاملة تجلاتبليزر الثالث لأنه في هذه المرة كان ملك غزة قد انخرط في تمرد ضد آشور، ومع ذلك، فبينما يتباهى سرجون بتدابيره العقابية ضد قرقار (المدينة المفضلة) لـ(يلو بيدي) (Ilu-bi’di) الذي سلخ جلده ، وقتل المتآمرين معه على الفور، فإننا لا نسمع عن حنونو بعد ترحيله إلى آشور، لأنه لم يقتل فوراً في غزة فالاحتمال تم ترحيله إلى آشور (المركز الديني والسياسي للآشوريين) حتى يتم عرضه في الاحتفال بالانتصار العسكري ويؤدي قسم الولاء (adê) .
إن قسم الولاء والتبعية الذي فرضه تجلاتبليزر الثالث على مجموعة من القبائل في سيناء واضح من حوليات هذا الملك فقد ذكر شمسة أو (بالآشوري شمشة) (Šamši) ملكة العرب، التي قطعت عهدها إلى شماش (Šamaš) إله العدالة عند الاشوريين، يبدو أن غزة نفسها هي الأخرى قدمت قسم الولاء والطاعة وبذلك حافظت على استقلالها ولم يتم ضمها رسمياً إلى الإمبراطورية الآشورية، وهذا يعكس الأهمية الاستراتيجية لمدينة غزة بالنسبة للتجارة في سيناء وفلسطين، ولهذا تردد سرجون في معاداة المدينة وحلفائها، ومثل تجلاتبليزر الثالث، لم يستغل سرجون الثاني هزيمة التورتان ريي المصري كمقدمة للهجوم على مصر، حيث اختار بدلاً من ذلك زيادة الوجود الآشوري من خلال إعادة التوطين وتنظيم التجارة، ومع ذلك شكلت المواجهة المباشرة بين قوات ريي (Re'e) المصري وقوات سرجون الثاني خطوة أخرى نحو التحدي الصريح لآشور في معركة التقية (Eltekeh) (Al-ta-qu-u) بين سنحاريب من جهة وتهرقا (نفرتم خو رع) ملك الكوشيين من جهة اخرى.
1004 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع