الطاف عبد الحميد
لغيرك سؤال ...سؤال قاطر وسؤال مقطور... بيني وبين زميلي حوار ... اليك بيننا
مادار، ممهدا لزميلي تمهيدا سابقا للسؤال ، أهلا صديقي ، انا أسال وأجيب أنا ، إن تعذر عليك الرد ، او تصنعت اللافهم تحايلا أو خضوعا تحت وطأة غسيل الامخاخ وفوبيا الزمان والمكان ، أو أن تلوذ بصمت لايصلح حاضرا ولا يستقدم يوما من ايام زمان ، لا أقر لك الضرب نفاقا على دفوف السلطان ، لك أن تجيب أو لاتجيب ، سيان عندي فالصمت فيك أحيانا أبلغ تعبيرا من الكلام .
عامدا متعمدا( فلان قتل فلان) بلاذنب او لخلاف في الرأي اوقال فيه قول يقال...هذا خطأ ذاك صواب ...اليس من العدل ان يجرم القاتل اذا كان عاقلا راشدا اجيب عنك لبساطة السؤال.. نعم يقتل القاتل لكي لايقتل مرة ثانية ، ففي القصاص حياة بعد ان تحتويه محكمة حكيمة ومحاكمة عادلة يتساوى فيها الانسان والانسان ، تتناظرمع ألتقييس الانساني في مثل هذه الحالات المؤلمة التي لايمكن تقويم أخطاءها بعد نفاذ الحكم فيها .
سأرفع وتيرة السؤال : اذا كان القاتل مدرس او وجيه والمقتول فلاح ...فهل يقتل القاتل؟
أجيب عنك : نعم فكلاهما إنسان... لذاك ما لهذا ضمن دائرة الوطن أو الدائرة الكونية حيث تعتبر جريمة القتل جريمة شنيعة تقتضي إنفاذ القتل بالقاتل لاستدامة الصلاح والاصلاح وتبعيد الخلق عن شرائع الغاب و المخالب وألانياب .
على سلم أسئلتي رافقني تسلقا ، او إن شئت فتثاقل في المكان : اذا كان القاتل وزير والمقتول عامل نظافة فهل يقتل القاتل؟
أجب لاتتردد ..سأجيب عنك واكفيك الرد ...باستطاعتك رده علي إن جانبت عدلا او أسرفت غائرا في اللامعقول مما لايقال .
لا.. لا سأجيب أنا : القانون الانساني المتحضر يسمو على هذه الشكليات الوظيفية.
احسنت ..اليك السؤال المستهدف المحجوب بالاستار...اذا كان القاتل ملك أو أمير أو رئيس والمقتول من عامة الناس ..عامل تنظيف أو فلاح او سياسي قال رأيا ناصحا او ناقدا او شاتما أو فاضحا أو كاشفا عن خفايا هابطة تعيب خافيها وتكشف مظالم طمست معالمها زجرا ، وتهاوي الفضيلة في تقصيها ورفع التحصين عنها لتتعرى امام رائيها فهل يحاسب الرئيس عن فعله الشائن ؟
انت لاتجيب ...وأنت محق بعدم الاجابة ولكني ساشرح لك المغزى منه فانا اشفق عليك وعلى نفسي لاننا ننتمي في وطننا العربي الكبير الى عالم الخرفان المعاد هندستها جينيا ، لايقاف نمو القرون فيها وإستبدال الثغاء بالدعاء للحاكم راعي الرعية ، لنسمع بسمعه ونتحرك بهش عصاه ضمن زريبة الدولة المسماة وطن،السؤال صادم مداهم وسأقوم بتقريبه اليك لكي يمكن تصور مغزاه..اذا كان المعدوم او المغدور إبنك أو أخوك وقد قتل بذنب لايستوجب ركلة قدم أو صفعة من راحة يد ، ولا يوجد للذنب قانون في القانون ، فهل ترى ان الحاكم الجليل قد ارتكب جرما يجب ان يعاقب عليه ، الا يقال ان الجميع دون القانون وان القانون فوق الجميع متربعا على عرشه وهو صناعة الضعيف لينتصف من القوي ، لان القوي لايخضع لقانون الا اذا كانت قوته دون قوة القوة الزاجرة له .
انت لاتجيب لان الجواب يحتاج الى عقل تفاعلي وبحثي يتقمص الحدث تماما كما تتقمصه الممثلة المحترفة في مشهد تمثيلي على خشبة المسرح عندما تستمطر دموع المشاهدين كمشاركة وجدانية نتيجة لتلقيها خبر مقتل زوجها او ابنها بلا سبب...ربما تسأل هل سبق لملك أو حاكم ان حوكم عن مثل هذا الحدث ؟.
سأقول لك :الرئيس الاسرائيلي سجن بسبب اقل من القتل بكثير، وهو التحرش الجنسي ..الرئيس نيكسون تهرب من المحاكمة واستقال بسبب تنصته على مكالمات هاتفية للمعارضة قبل الانتخابات..مارغريت تاتشر استدعاها البرلمان البريطاني وأنبها لانها استخدمت طائرة في البحث عن ابنها المفقود في الصحراء في احد سباقات سيارات (الرالي) ، الرئيس كلنتون حاكمه الكونكرس بسبب علاقته بموظفة في البيت ألأبيض نتيجة سلوك غير مرغوب لرئيس دولة ولكنه نجا باعجوبة... الرئيس الايطالي برلسكوني حجبت الثقة عنه بسبب علاقات نسائية خارج اطار الزوجية وانهارت وزارته .
سأخفف عنك بالروغان قليلا ولنا عودة على بدء...لماذا لاتدون الدساتير صلاحية الرئيس لكي تكون مستساغة ومحترمة وحقيقية تطاع طوعا وتطاع طاعة . سيخطر ببالك ان بعض الدساتير وخاصة الدساتير العربية الملكية والاميرية التي ترفع من شأن الملك أو الامير فتجعل منه (لابشريا) والادهى من ذلك ان الملك يصدق هذه الكذبة الغبية ويحسب انه فعلا كيان غير بشري وان الناس أشباه بشر أو أقران للبقرلايحق لهم التعالي على العالي العاقل المالك للحكمة والمحيط بمعارف الارض والسماء...سيتقبل الناس هذا الاستثناء لو كان الملك او الامير نبيا او رسولا ، ولكن لانبوءة لملوكنا وأمرائنا المالكين لنا قهرا واغتصابا ... الا تعني الفقرة التي تمنع مسائلة الملك او الامير أو الرئيس ، بأنه فوق القانون ، وأنه أسمى من الشعب فالشعب بمجمله لايملك امره ويملكه شخص واحد ورث الحكم رغما عنا وله إن شاء شطب تولدنا او رمانا طعاما للكلاب او تعلم الرماية باجسادنا ...يتردد اسم (هتلر) كثيرا وقد مضى قرابة سبعون عاما على انتحاره ..لقد كان قويا وصادقا وقاتلا وواضحا وسأروي لك احدى المقاربات لموضوعنا : في نهاية عام 1941 وخلال الاجتماع المسائي لهيئة اركانه طلب الفوهر تحويل جميع الحبوب التي انتجتها اوكرانيا الى المانيا ...احد القادة الحاضرين خاطب الفوهر قائلا (سيدي الفوهر الحبوب غذاء الشعب الاوكراني وان تحويل كامل الكمية المنتجة سيحدث في البلد مجاعة قاتلة) ...التفت الفوهر الى هملر قائد الجستابو أو البوليس السري وقال له :
اعيدوا اسكان كافة اهالي اوكرانيا ..وهذه الجملة الجفرية تعني ابادتهم جميعا ...إلا أن (هملر) الذي إمتهن القتل الجماعي استدرك الامر وقال للفوهر سيدي الفوهر( ان تنفيذ مثل هذا الامر يحتاج الى الاف الرماة وهذا خارج امكانياتي حيث ان عدد الاوكرانيين يزيد عن عدة ملايين)...اوعز هتلر الى وزير الدفاع الذي كان حاضرا في المؤتمر بتسهيل مهمة هملر وتخصيص الجنود او الرماة المطلوبين من القوات المسلحة العاملة هناك ...وزير الدفاع يطلب من الفوهر اعفاء قواته من مثل هذه المهمة حيث تقتصر واجبات العسكريين البروسيين على القتال المتمثل بالفروسية ...التفت الفوهر الى احد ضباط ركنه وقال له صدر القانون التالي ( للفوهر حق منح واسترداد الحياة) الامر الرئاسي اصبح قانونا وهذا ماجرى وابيد على اثر ذلك عدة ملايين من الاوكرانين وعليه فمن الاجدر ان تتضمن دساتير الدول مايجعل الملك او الرئيس خارج اطار المسألة وتنزيهه عن الاخطاء البشرية المعروفة لكونه لاينتمي لأدمنا العاصي المخطىء بإستبداله جنة الله بأرضه ، انه العادل الذي لايحتاج ان يناله العدل الشعبي البليد المتدني الى الدونية الطبقية المتجذرة من الجينات الهمجية والمتوقفة عن التطور عند حدود القرود العليا ، أو التي هوت بتطورها وأمست تثغوا كالخراف الاليفة منزوعة القرون ، وبنفس الوقت سنطلب منه ان يختار دينا يكون فيه جبريلا ملقنا وأمينا ، فلو إختار اليهودية او المسيحية او الاسلام سيترتب عليه ان يعمل بالوصايا العشرة للتوراة او التعاليم السمحة للسيد المسيح في الانجيل او وسطية الاسلام الذي لم يترك شاردة وواردة الا احصاها في كتاب مبين محكم عزيز ولما كان دين الدول العربية كلها الاسلام " عدا لبنان" فعليهم استذكار حجة الوداع وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ) أو إن شاء ان يكون لادين له وهو على االغالب الدين الذي سلكه جل ملوك العرب وامراءهم ورؤسائهم من خلال التحرر من ضوابط الدين التي تساوي بين الناس كألاسنان في مشط الامثال الكاذب ، وسيطلب منه ان يحدد منهجه في دستوره العجيب كما حدد الفوهر هتلر منهجه وأطره بأمتلاك حق منح واسترداد الحياة فكان صادقا بقسوته وبطشه ، اليس هذا افضل لكي تعرف الشعوب مالها وما عليها لتجنيب حكامها ازعاج محاسبتها او ازهاق ارواحها....شريط يوتيوب صور في احدى حدائق الحيوان في الصين يظهر طائر البطريق القطبي وهو يقوم باطعام فرخه ، الا ان الفرخ تردد في تقبل الطعام من السيد الوالد وحاول مرة اخرى دون جدوى فما كان من الاب الا أن يقوم بسحب الفرخ بمنقاره وابتلاعه حيا ...العملية كانت بالصدفة مصورة وقد احدثت شرخا ونقاشا علميا واسعا عن تصرف البطريق القاتل الذي لم تسبقه سابقة ...اقتضى ذلك من العلماء عزل هذا الطائر القاسي الرئاسي والمقلد للبشر ومراقبته في السنة التالية بعد تزاوجه وتفقيس البيضة الا انه لم يفعل مافعله في المرة الاولى ، ولازال الحدث مثار اعجاب ودهشة العلماء ...(ايها القادرون على قتلنا متى تتعبون من القتل) وليكن البطريق قدوة لكم فقد تجاوز سلوكه المشين بؤاد قسوته المجنونة الطارئة .
سأعود مجددا وأقول:ماذا تقول فيما سمعت؟
لاداعي للاجابة تريث اليك السؤال التالي
هل الله سبحانه وتعالى عادلا ام غير عادل ؟
ستجيب عادل بالتأكيد .
ايهما اقرب الى الله ملك فاسق مجرم ام فقير عابد زاهد ؟
ستجيب الزاهد الفقير العابد .
هل توجد اية قرأنية او نصوص سماوية تبيح لراعي الناس قتل الناس ؟
ستجيب نعم فيما يستوجب القتل... كالقتل او الخيانة العظمى او الجرائم التي تعارفت البشرية على اعتبارها جرائم قاتلة .
هل الرئيس او الملك خادما للشعب ام ان الشعب خادما له ؟
يفترض ان يكون الرئيس او الملك خادما لشعبه لانهم انتخبوه- كما يدعي علينا- بالاجماع لصون حياتهم وتأمين العيش الرغيد لهم لاقتلهم في أمة ألنمل وأمة النحل تعتبر الملكة ملكة حقيقية فهي التي تضع الاف البيوض لوحدها وهي السبب الحقيقي في استمرار الحياة في المستعمرة ...تحاط بالتقدير والتبجيل من قبل المستعمرة مادامت منتجة للبيض وعندما تكبر في السن اويقل بيضها تعمل المستعمرة على تنحيتها وتتقبل الملكة ذلك بكل رضا لتموت فداءا لمستعمرتها العامرة ولم يؤشر علميا تعالي المالكة على سكان مستعمرتها وهم بنفس الوقت يعتبرون ابنائها ...رقي بالتصرف للحشرات.. يحسدون عليه ، وبما ان الرئيس او الملك خادما للشعب فالمخدوم اعلى شأنا من الخادم ...اليس كذلك؟..
هو كذلك كما يبدو واضحا ، نخدم الملك لنجعله قادرا على خدمتنا .
نتيجة النقاش يصبح الملك او الزعيم القاتل اقل شأنا من عامل النظافة البريء المقتول،هل يجب تبقى صلاحية القتل منوطة بالرئيس او الملك ؟
من الافضل له ان يدفع بها الى هيئة قضائية عادلة تنجيه من شر مستطير وحساب عسير.
تريث قليلا وأنصت لسؤالي الاخير :اذا قتلك الملك او الرئيس بلا ذنب يستوجب القتل كالمخالفة السياسية المعترضة على الاخفاقات الغبية على الاغلب هل ستطلب من الله ان يغفر له؟
لاتجيب لانك في هذه الحالة ميت وقد لايكون لك قبر او لايعرف لك خبر ولكني سأسأل ارملتك المهدومة اللذة بهادم اللذات .
هل تغفرين لمن قتل زوجك ؟
الارملة تبكي تتطاير من عيونها شهب الغضب ، مستهجنة حماقتي وغبائي
لاعليكي... سيدتي الارملة : لاتجيبي... فهمت الجواب
هل شاهدت انفعالات زوجتك على فقدانك
انت لاتجيب لانك ميت اوغير موجود او تمت اذابتك بالاسيد المذيب لكني سأعود بك الى الزمن الذي كنت فيه حيا .
ماذا تقول فيمن قتلك بلا ذنب ؟
ستجيب قل عني ..قل اي شيء ...قل ماتريد
لا ...قل انت ..قل ماتريد فأنا اسأل وانت تجيب ؟
أقول حسبنا الله ونعم الوكيل
انتهت الاسئلة
4268 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع