خزين ذاكرتي وطريف الحكايات - رب ضارة نافعة

                                                


                       بقلم لواء الشرطة الحقوقي
                        محي الدين محمد يونس

خزين ذاكرتي وطريف الحكايات - رب ضارة نافعة

كثرة تداول موضوع إغلاق منفذ إبراهيم الخليل الگمرگي (الخابور) بين تركيا وكوردستان العراق في معظم وسائل الإعلام أثناء الأحداث التي رافقت إجراء عملية الاستفتاء في إقليم كوردستان بتاريخ 25 أيلول 2017 ذكرني بحدث ذو صلة معي حيث كان من عادتي قبل أن أخلد للنوم في تسعينيات القرن الماضي الاستماع إلى النشرة الإخبارية المفصلة للإذاعة البريطانية (BBC) يومياً في تمام الساعة الثانية عشر ليلاً وكانت نشرة إخبارية شاملة عن كل الأحداث السياسية والاقتصادية الجارية في العالم.

   

وفي منطقتنا وفي إحدى هذه الليالي وعندما كنت استمع للإذاعة المذكورة حيث ذكرت من ضمن نشرتها بأن الحكومة التركية قد قررت إغلاق المنفذ المذكور لفترة غير محددة دون ذكر الأسباب، ومن الجدير بالذكر بأن المحافظات الثلاثة (أربيل، السليمانية، دهوك) كانت تحت الحماية الدولية لقوات التحالف الدولي وخارج سلطة الحكومة المركزية العراقية.

      

في صباح اليوم التالي وكانت الساعة تشير إلى السابعة استيقظت من النوم على صوت صراخ أحد الباعة العارض بضاعته في جوار داري التي كانت تقع بالقرب من سوق (شيخ الله) وبالقرب من نافذة غرفتي التي كنت نائماً فيها، ارتديت ملابسي وخرجت من داري لاستطلع الوضع واعاتب هذا البائع على تسببه في إيقاظي من النوم وازعاجي، وعندما أصبحت بمواجهته وكان قد أوقف سيارة حمل مليئة بصفائح السمن النباتي وهو مستمر في المناداة على بضاعته حيث خطر إلى بالي ما جاء في نشرة الأخبار في الليلة الفائتة وقرار الحكومة التركية عزمها على إغلاق معبر الخابور ونتائج ذلك على أسعار البضائع وخاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية.

  

          جانب من سوق شيخ الله في مدينة أربيل

عدلت عن قراري في معاتبة البائع ودخلت معه في حوار مبدياً رغبني في شراء كمية من صفائح السمن النباتي منه وطالباً مراعاتي في السعر لكوني سأشتري منه كمية من هذه المادة، وبعد الاتفاق معه على شراء مائة صفيحة وضعتها في مخزن داري مع متابعة سعر المادة يومياً بعد أن قامت الحكومة التركية فعلاً في تنفيذ قرارها بغلق منفذ إبراهيم الخليل وقطع حركة الشاحنات بين تركيا وإقليم كوردستان العراق، وكان هذا المنفذ هو الوحيد الرابط والمستخدم في استيراد البضائع وقد أدى ذلك وبعد عشرة أيام إلى ارتفاع أسعار البضائع من المواد الغذائية بنسبة 30% من سعرها قبل غلق المعبر.
تحدثت عن تفاصيل هذه الصفقة التجارية مع أحد أصدقائي دون قصد إلا أنه الح علي في شراء البضاعة وبسعرها في ذلك الوقت وفعلاً تمت الصفقة بيني وبينه وكان مردوده المادي مبلغاً لا بأس به في ذلك الوقت حيث كنت عاطلاً عن العمل ووضعي المادي تعباناً.
أملي في أن تكون الحكاية قد راقت لكم وساهمت في اسعادكم وزرع الفرحة في قلوبكم.

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

3292 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع