كيف ينظر الاخرين الى العراق بعد عشرة سنين

                                         

في لقاء جمعني مع ثلاثه من الاجانب ومن اديان مختلفه في احد فنادق العاصمة اللبنانيه بيروت على هامش مؤتمر منظمه عالميه تعني بحقوق الانسان والبيئه وكانت تعقد حلقات نقاشيه من زمر صغيره لاشباع المواضيع التي تعني بها المنظمه من المعلومات وبالرغم من اني لست من اعضائها ولكنهم عندما عرفوا اني عراقي ومسلم دعوني للمشاركه معهم في اوقات الفراغ للمناقشه العامه والمفتوحه حول القضايا التي اشرت اليها في اعلاه ..

كانوا هم ثلاثة اشخاص رجلين وامرأه وهم في العقد الخامس من العمر تقريبا ومنهم كما علمت لاحقا اثنان من الديانه المسيحيه والثالث على الديانه البوذيه واصبحت انا الضلع الرابع على الديانه الاسلاميه وكنا نناقش مواضيع عامه حول حقوق الانسان والحريات والمرأه والاغتصاب والتعذيب وكان طموحهم كبيرا في اصلاح الدول التي تعاني من تردي في هذه الجوانب ولكني شعرت ان هناك شبه تحاشي التطرق الى العراق خلال سوق الامثله من دول العالم ولذلك فقد بادرت بالسؤال قائلا :

كيف تنظرون الى العراق اليوم بعد سقوط الديكتاتوريه واحلال النظام الديمقراطي حسب ماتقول امريكا من انها قد حررت العراق وبالمصادفه كانت تمر ذكرى مرور عشرة سنوات على احتلال العراق فكانت الاجابات كما يلي :

تحدث الرجل الاول وهو نرويجي قائلا لقد كنت من المؤيدين لازاحة نظام صدام حسين وتغيره الى نظام ديمقراطي واشاعة الحريه ورفع الظلم الذي طالما كنت اقرأ عنه من خلال الكتاب الشيعه والكرد وبالرغم من ان الحرب تتعارض مع مبادئي ولكني اقنعت نفسي بان لاضرر منها طالما انها ستحقق الحريه والديمقراطيه والعداله لشعب مظلوم ولكن اكتشفت لاحقا بعد ان استلم الشيعه الحكم في العراق وكنت اتوقع انهم سيكونون اكثر عدالة وحفاظا على البلد حتى فوجئت بانهم قتله بدون قيود ولصوص لاموال الناس والبلد وانهم يتهافتون على بيع انفسهم كعملاء للاجنبي وكانت هذه صدمه كبيره لي ,,,,

وتحدث المرأه وقالت لم اتوقع ان الامور سوف تكون بهذه الدرجه من السوء لقد ذهب الكثير من الابرياء ضحايا الانتقام وهدرت الكثير من الاموال واصبح العراق من اكثر الدول دموية وفسادا بل واكثرهم تخلفا عما كان وهضمت حقوق المرأه التي كانت بحال افضل بكثير مما هي عليه اليوم ونحن نسمع عن اغتصاب معتقلات واطفال وتعذيب واعتقالات عشوائيه وغياب القانون .. انه امر مؤسف حقا .. لقد خاب ظني بمن كنت اعتقد انهم مخلصين لوطنهم وانهم سوف يبدأون فور وصولهم الى السلطه باصلاح الاوضاع ,,,,

ونظر الرجل الاسيوي الي وهو يبتسم قائلا هل بقي شيء اضيفه فأبتسمت تشجيعا له ان يتحدث فقال

انا مولع بالتاريخ واعرف عن العراق الكثير وهو صاحب حضاره عريقه وشعب اصيل وفرحت عندما عرفت ان المجتمع الدولي قد حشد لازالة الديكتاتوريه من العراق واستبدالها بنظام ديمقراطي فيه الحريه والعداله ولكن فوجئنا جميعا اننا قد تخلصنا من نظام ديكتاتوريا لنحصل بالمقابل على مجموعه فاسده لم تقدم للبلد أي شىء ونهبت اموال البلد وشجعت على الارهاب والقتل والتناحر حتى اصبح بلدكم يضرب به المثل بكل شيء رديء وسيء وأسف على ذلك ,,,,

نظر الجميع نحوي وهم ينتظرون ان اقول شيئا فقلت لهم .. كنا نتمنى ماكنتم تتمنوه لنا ولكنا خسرنا القانون والنظام والمؤسسات والتلاحم الشعبي واصبحنا اليوم مهيئين للتقسيم ينهش بعضنا بعضا ويقتل بعضنا بعضا والسبب هو ان من جاء مع المحتل في سفينة الاحتلال من أي اتجاه كان وتحت أي

عنوان كان تبين انه لايحب العراق وحاقد على العراق واهله وناهب لامواله وقاتل وفاسد وغير قادر ان يدير قريه صغيره وليس دوله مثل العراق فهل من المعقول اننا ومنذ عشرة سنوات لم نبني مدرسه واحده ولا مستوصف ولم نعبد شارع ولم نتمكن من رفع النفايات ولم نؤمن ماءا صالحا للشرب ولارعايه صحيه ولالالالا ..... الم يحن الوقت لكي نضع هذه الاحزاب وخاصة الدينيه منها والسياسيين الفاسدين بدون استثناء على الرف ونبدأ ببناء البلد واعادة التلاحم بين مكونات شعبنا وان ينعم الناس بالامن والامان والرفاهيه التي فقدها منذ سنين طويله ولدينا من الخير مايكفي ويزيد ..

في تقرير رفعته وزارة الخارجيه الامريكيه الى بوش الصغير بعد الاحتلال باشهر قليله جاء فيه

( لقد خذلنا المجتمع الدولي الذي ساندنا لاسقاط الدكتاتوريه وحققنا ذلك بنجاح ولكنا لم نجد واحد من العراقيين الذي كانوا معنا من المعارضين قادرا على ان يكون وطنيا ومخلصا لبلده على الاقل كما هو مطلوب من الرجال في مثل هذه الاحوال )...لك الله ياعراق المساكين

صديق المجله \ بغداد

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

911 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع