باب بلوات من عهد شلمانصر الثالث ملك آشور

                                              

                         د.صلاح الصالحي

باب بلوات من عهد شلمانصر الثالث ملك آشور

تقع خرائب بلوات الحديثة (Balâwâ) قديما مدينة إمكور-انليل (Imgur-Enlil) الاشورية في منطقة سهلية في قلب بلاد آشور إلى شرق من نهر دجلة حوالي 27 كلم جنوب شرق الموصل و 16 كلم شمال شرق نمرود (كالخو القديمة)، ولا تبعد سوى أربعة كيلومترات عن مدينة قره قوش (Qaraqosh)، اكتشفت الابواب البرونزية لبلوات عام (1876)ميلادية بالقرب من موقع العاصمة كالح أو كالخو ( نمرود)، وهي مصنوعة من خشب الأرز ذو الرائحة الزكية، ومغطاة بأشرطة من البرونز وأحيانا من الفضة والذهب، ووضعت الابواب في مداخل القصر أو المعبد، صنعت الأبواب في عهد شلمانصر الثالث الملك الاشوري ( (848-858ق.م، وتضم الباب المكتشفة (13) شريط (افريز) برونزي شكلت جزءا من زخرفة الأبواب، واحتوى كل شريط على موضوعين نفذا بالزخرفة، عدد الأبواب والنقوش البرونزية غير معروفا تماما، وهناك أبواب أخرى في قصر آشور ناصربال الثاني (Ashurnasirpal) والد شلمانصر الثالث نفذت بنفس الطريقة، بالإضافة إلى الأشرطة البرونزية التي تم تثبيتها عبر الأبواب وحول مداخلها الضخمة، كان هناك غلاف من البرونز يمتد من أعلى إلى أسفل الحافة لكل الأبواب، وهناك نقوش مفصلة حول الحملات ضد بابل في السنوات 8 و 9 من حكم شلمانصر الثالث، ومن المحتمل أن الأبواب لم تقام إلا بعد السنة الحادية عشرة من حكمه، إحدى هذه الأبواب الاصلية موجودة في متحف الشرق القديم في اسطنبول وهناك نسخة طبق الأصل من المتحف البريطاني.

                                        

شكل 1: باب بلوات في متحف الشرق القديم في إسطنبول
ان النصوص المختلفة الموجودة على أبواب شلمانصر الثالث تتكون من نص طويل واحد وعدد من النقوش القصيرة، والنص الطويل نقش مرتين، أما النقوش المسمارية البرونزية الملصقة في صفوف أفقية على الواح البوابات، فقد تم نقشها في أواخر عام 850 ق.م، فقد ذكرت الحملات العسكرية لفترة وجيزة ضد المدن الحاتتية في سوريا وعلى الساحل الشرقي للبحر المتوسط في عام 858 ق.م، ومملكة اوراراتو في 856 ق.م (شرق تركيا الحالية) ، و بيت ادني (Bit-Adini) إحدى القبائل الكلدية في 855 ق.م (جنوب بابل)، وتنتهي بمزيد من سرد مفصل للحملتين البابليتين في 851-850 ق.م ، والملاحظ ينتهي النص فجأة، ولا يوجد وصف لعمل وتركيب الابواب في مدينة إمكور–انليل Imgur-Enlil الاشورية، وتضم باب بلوات سبعة عشر نقشا في ثلاثة عشر شريطا نحاسيا ثبتت أفقيا، تذكر الحملات العسكرية للملك شلمانصر الثالث يحكي كل شريط قصة حملة مختلفة عن الأخرى.
جدول يضم 13 حملة عسكرية نقشت على اشرطة نحاسية وضعت على الباب في مدينة امكور-انليل (Imgur-Enlil) أو موقع بلوات (Balawat)

   

ترجمة النقوش
1- الشريط الأول العلوي: (لقد وضعت صورة على شاطئ بحيرة ﭭان (Van) لقد قدمت تضحيات لآلهتي)، و(استولت على سوجونيا، مدينة آرامي أرمينيا)
2- الشريط الثاني العلوي: (هاجمت بلاد أرمينيا)
3- الشريط الثالث العلوي: (تلقيت هدايا من صور وصيدا) و(هاجمت مدينة هزازو)
4- الشريط الرابع العلوي: (هاجم دابيكو، مدينة أحني، ابن عديني)
5- الشريط الخامس العلوي: (استلمت هدايا من اونكينس (Unkians) (Unku)
6- الشريط السادس العلوي: (استلمت هدايا من سانجارا (سنجار)، وكركميش)
7- الشريط السابع العلوي: (استولت على مدينة آرامي، الأرمنية) و (استلمت هدايا من جيلزاني)
8- الشريط الثامن العلوي: (استولت على أوبرن، مدينة أنهيتي شوبريا)
9- الشريط التاسع العلوي: (استولت على مدينة بارغا، وأدا، وهي مدينة أورهيني في حماة، واستولت على كركر، ومدينة أورهيني في حماث)
10- الشريط العاشر العلوي: (لقد قبضت وأشعلت النار في كوليزي، مدينة موتزواتا الملكية، ودخلت منابع نهر دجلة، وقدمت تضحيات إلى آلهة، واقمت صورتي الملكية)
11- الشريط الحادي عشر العلوي: (استلمت هدايا بيت-أديني، ابن داكوري الكلدي)
12- الشريط الثاني عشر العلوي: (استولت ... agdâ ، مدينة أرني Arame ، ابن-كوزي Gusi)
13- الشريط الثالث عشر: (استولت على أشتاماكو، مدينة إيرهولني الملكية في حماة إلى جانب 86 مدينة)

                 

شكل 2: باب بلوات نسخة طبق الأصل في المتحف البريطاني في لندن، اكتشفت عام (1876) ميلادية في موقع العاصمة كالح أو كالخو أو نمرود ومصنوعة من خشب الارز، وهناك اربطة من البرونز نقش عليها بالنحت البارز صور حملات الملك الاشوري، في بعض الأحيان بدلا من البرونز توضع اربطة من الفضة أو الذهب، وتزين أبواب القصور والمعابد، وهذه الاربطة يبدأ تسلسل الاحداث من الأعلى الى الأسفل، تم اعادة الاربطة على الباب كما هو في شكلها الاصلي.

              

شكل 3: مشهد من باب بلوات من نمرود الشريط الأعلى الملك شلمانصر الثالث يقف وبيده القوس ويحي باليد الاخرى وخلفه ثلاثة خصيان احدهم حامل مضلة ومن خلفة اثنان من حملة الاقواس ورموز الملك، وجندي من الحرس الامبراطوري ، ثم حصان الملك، أمام الملك رجل يقبل الارض عند اقدام الملك الاشوري ربما ملك مدينة استسلمت له ويقف اشوري يقدم الاشخاص بأسمائهم للملك وكل واحد يتقدم يسجد ويقبل الأرض بين قدميه، وينتهي المشهد بجنديين اشوريين لغرض الحراسة والمراقبة والاعدام اذا امر الملك، الشريط الاسفل تقدم موكب الملك العربات الحربية في الأمام ثم مجموعة من الفرسان بملابسهم الحربية يليهم المشاة من حملة الدروع والسيف القصير، المشهد يصور مسيرة الجيش الاشوري بتشكيلاته كافة والفنان الاشوري اختصر الاشكال بعدد قليل من الجنود.

   

شكل 4: أحد مشاهد الاربطة البرونزية على باب بلوات، من مدينة كالح (نمرود)، في اعلى اليمين الملك شلمانصر الثالث يقف عند باب مغارة في منطقة ينبع منها نهر دجلة، وقدم الملك اضحية حيوانية للمغارة ولنهر دجلة، والجنود ربطوا الثور لغرض الذبح، في اعلى اليسار جنود اشوريون من حملة الرماح والدروع خلف عربة الملك شلمانصر الثالث وهو في حالة تقدم ، الشريط الاسفل مشهد عسكري لمسيرة مشاة واحدهم يمسك بزمام حصان ربما ولي العهد أو أحد ابناء الملك الاشوري لان الملوك كانوا يأخذون أبنائهم الامراء في الحملات العسكرية لغرض التدريب على شؤون الحرب .

    

شكل 5: مشهد من باب بلوات جنود اشوريين يمسكون الاعداء ويتم فرض العقوبات عليهم لتمردهم، فتقطع الارجل والأيدي أو الخوزقة أو قطع الرؤوس أو سلخ الجلد وهو حي، ويتم عرض الجثث والرؤوس والجلود البشرية على عامة الناس حتى لا تتكرر حالات العصيان والتمرد، وفي اليمين مدينة وضعت الرؤوس المقطوعة على الاسطح حتى يراها الجميع.

      

شكل 6: مشهد من باب بلوات في الاعلى يجلس الملك تحت سقيفة وخلفة حامل مظلة وأمامه حامل مروحة لأبعاد الذباب والحشرات وامامه جنديان يحملان الاقواس وهما يطلقان السهام وفي الخلف اربعة من الخصيان حاملين سيوف قصيرة، ثم جنود من الحرس الامبراطوري يليهم عربة الملك، المشهد يصور مراقبة الملك شلمانصر الثالث سير المعركة واصدار التوجيهات، اما الشريط في الاسفل مدينة محاصرة (اقصى اليمين) وكبش لتدمير الاسوار ورماة السهام يرتدون ملابس مدرعة وهم يطلقون سهامهم ضد المحاصرين وقد جلس الملك على كرسي خلفه خمسة من الخصيان لغرض الحراسة ونقل الاوامر احدهم حامل مضلة والاخر مروحة، ويقف امام الملك ضابطين يقدمان الموقف العسكري، وفي اقصى المشهد جندي يمسك بزمام خيول على الارجح العربة الملكية، أن وقت الحملات العسكرية قديما كانت في الصيف دائما بعد انتهاء الحصاد، لان ملابس وتجهيزات الجندي تكون خفيفة، والنوم في العراء، بينما في الشتاء الملابس سميكة والنوم في العراء صعب، ولهذا دائما الحروب في الصيف وانقلابات العسكرية في العراق في شهر تموز وآب .

    

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

3158 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع