الدكتور هيثم الشيباني
خبير في البيئه
الغذاء الملوث موت ومرض يجب التصدي له
1.المقدمه:
نشرنا في شهر شباط عام 2018 مقالا بعنوان كارثة الجوع في العالم , وهو هاجس عالمي مخيف , لكن القليل من يهتم بسؤال جوهري وهو ما فائدة توفير الغذاء اذا كان ملوثا ؟.
من الأمثلة الناجحة في كيفية الاستغلال الأمثل لمساحات الأرض بكسر حاجز الخوف,هي عندما خططت اليابان ذات المساحة المحدودة,لإعادة تدوير تربة محطة فوكوشيما النوويه , ثم استخدام تربة المحطة من أجل إحياء المناطق الخضراء في اليابان , وهذا دليل على براعة واقتدار كبير على وضع السلامه والأمان والوقاية من أية مخاطر قد يتعرض لها الانسان والبيئه.
تمثل فوكوشيما أسوأ حادث نووي حصل في مارس/آذار عام 2011 , منذ كارثة تشيرنوبيل عام 1986. وذلك عندما ضربها زلزال وموجات تسونامي قاتلة أدت إلى انطلاق الإشعاع , كما أُجبر 160 ألف شخص على الفرار من ديارهم .
لقد اقترح الفريق الاستشاري لوزارة البيئة في اليابان إعادة استخدام التربة الملوثة , كجزء من مدافن النفايات المخصصة للاستخدام العام في المستقبل.
كما شددت الوزارة في اليابان على الحاجة إلى استحداث منظمة جديدة تعمل على تثقيف المواطنين حول إعادة التدوير الجديدة , وقررت الوزارة إعادة استخدام التربة الملوثة بتركيزنضير السيزيوم المشع , ضمن الأشغال العامة مثل الطرق على مستوى البلاد .
تعرضت اليابان في الحرب العالمية الثانية في/ أب /عام 1945 الى ضربتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي من قبل أمريكا. و كنا قد نشرنا في مقالات سابقه عن الدمار الذي يحدثه السلاح النووي على البشر وكل عناصر الحياة والمدنيه. الا أن اليابان نهضت وهي الان في مقدمة أمم المعمورة في التقدم والرقي . وهذا المثال ينطبق على ألمانيا بعد الحرب العالميه .
فاليوم يجد العراق نفسه مطالبا من أجل الحاضر والأجيال القادمه والتأريخ كي ينهض من جديد,وهو قادر على ذلك.
أن معظم الأعداد البشريه الكبيرة في العراق , التي أصابها المرض ووقعت فريسة الموت , هي ضحية مجمل أنواع التلوث البيئي والأمراض الخبيثه مثل السرطان والأمراض المعديه مثل التدرن الرئوي ,والتسمم الكيمياوي , وعفونة مصادر الغذاء وغيرها من الأسباب , تعود الى وصول هذه العناصر الى الجهاز الهضمي أو التنفسي أو بقية أجزاء الجسم للأنسان والمواشي التي يعيش عليها الانسان.لقد تصاعدت أرقام هذه الخسائر بشكل متسارع خلال الأعوام الأخيرة منذ حرب عام 1991 على العراق وحتى يومنا هذا.
نشرنا في مقالات سابقه معظم ما مذكور أعلاه , وسوف نطرح اليوم موضوع تلوث الغذاء.
لقد عرفت أرض الرافدين على مدى التأريخ وحتى وقت قريب بأنها أرض السواد , بسبب كثافة النخيل فيها وغابات البساتين المطرزة بمختلف الأشجار المثمرة والحمضيات ومحاصيل الخضروات الموسميه التي تكفي حاجة العراق والتصدير الى الخارج .لكن الكوارث البيئيه والحروب والاهمال قلبت هذه الصورة , وهي اليوم بأمس الحاجة الى العودة كما كانت في تمام صحتها وعافيتها.
ان الغذاء السليم هو أحد لبنات بناء البشر ,الذي يأخذ حاجاته من كل مصادر الحياة كالحيوانات والمزروعات والماء الصافي والهواء النقي وعناصر البيئه بصفتها الأم الحنون التي تمدها بأسباب الحياة. وعليه فان منظمة الغذاء والزراعه التابعة للأمم المتحده , وضعت من أهم أهدافها وفرة الغذاء الكافي وضمان قيمته الغذائيه بأفضل الشروط الصحيه.
2. كيفية الاهتمام بالغذاء :
أن تلوث الغذاء يعني احتواء الطعام أو الماء على ما يجعله غير صالح للاستهلاك الآدمي أو الحيواني , وما يدعى بالتسمم الغذائي , بمواد كيماوية سامة أو كائنات دقيقة ضارة, أو مواد مشعه , فيؤدي الى الاصابة بالمرض وربما الموت. ان من أبرز عوامل تلويث الغذاء هي إهمال الطرق السليمه لتداول الغذاء , أو التغاضي عن بعض أساسيات التصنيع الغذائي .
تتلخص الأخطاء الشائعه بما يلي:
• اهمال تبريد الأغذية بطرق صحيحه .
• ضعف الرقابة على الغذاء .
• غياب تصنيع الأغذية بالطرق السليمه.
• تلويث الأغذية من قبل الأشخاص أثناء النقل والخزن وكافة مراحل التداول.
• فقدان التوعيه حول خطورة الأمراض التي ينقلها الغذاء.
• ممارسة بعض العادات الشخصيه وغياب الضوابط الصحيه السليمه واهمال نظافة المعدات أثناء العمل.
أما ملوثات الغذاء الطبيعية فهي مكونات الطبيعه الغريبه التي تتواجد في الغذاء فتسبب خطورة على صحة المستهلك ,
ومن أمثلة هذه الملوثات هي التي تصل إلى الغذاء أثناء النمووالحصاد مثل الحشرات والمعادن والحجاره وغيرها. أو التي تصل الى الغذاء خلال عمليات التصنيع والتداول , وأثناء عملية التعبئة والتوزيع .
وعلى سبيل المثال فان الشعر في الطعام يعتبر من المواد المرفوضه في معظم المجتمعات, لذلك يطالب العاملون في كثير من الدول تغطية رؤوسهم أثناء اعداد الطعام , على العكس من برامج بعض الفضائيات التي يرفرف فيها شعر مقدمة البرنامج فوق قدور الطعام , متوهمة أن هذا مظهر أنيق.
3.الملوثات الأحيائيه:
تشمل ملوثات الغذاء الميكروبية, كل الميكروبات المرضيه والفيروسات والطفيليبات والفطريات المضره , والتوكسينات التي تصيب الانسان عند تناوله الغذاء الملوث , وتؤدي الى التسمم الغذائي.
كما تشمل أيضا التلوث البكتيري حيث تكون البكتيريا على شكل كائنات حية متناهية في الصغر لا يمكن رؤيتها إلا بالميكروسكوب.
ان المواد الغذائيه الأكثر عرضة للتلوث بالبكتيريا الضارة هي اللحوم ومنتجاتها, كذلك الأسماك و الدواجن والألبان ومنتجاتها ,والمعجنات , والأغذية المصنعة والمطبوخه , والمعلبات الفاسدة, والوجبات السريعه مثل الكشري والباذنجان المقلي والهامبرغر.
أما الفيروسات فهي عبارة عن أجسام دقيقة جداً, فمنها ما تنتقل إلى الغذاء فتسبب الإسهال وتكون منقولة بالحشرات, و هناك فيروسات تسبب الانفلونزا والحصبه والجدري والتهاب الكلية وشلل الأطفال والحمى الصفراء, وبعض الأمراض النباتيه, التي تنتقل الى الإنسان مع الطعام.
ان أحد الملوثات الجديه للغذاء هي الفطريات التي تشبه
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA
البكتريا مع كبر حجمها نسبياً, كما وأن أغلب أنواع البكتيريا لا تقدر على التغذية الذاتية, لذلك تنمو فوق المواد العضوية. تنتشرفطريات العفن في الهواء والماء والتربة ,حيث تقوم بإتلاف المحاصيل وتعفن المواد الغذائية المخزونة. ان بعض الفطريات التي تنتج السموم المسرطنة كثيرة العدد,منها المشوهة للأجنة أو المثبطة للمناعة أو المتلفة للكبد أو التهاب الجهاز التنفسي أو التهاب الكلى أو الجهاز العصبي.
ومن أشهر الفطريات هي ذات الطبيعة السمية والملوثة للغذاء أفلاتوكسين , والتي غالباً ما تلوث الحبوب والدرنات والبذور الزيتية وبعض الفواكه خاصةً في جنوب شرق آسيا ووسط أفريقيا. واتضح أن معدل تناولها في الطعام يتناسب طردياً مع معدل انتشار سرطان الكبد للإنسان والحيوان. تتكاثر معظم الفطريات الى أعداد كبيرة جدا , حتى صارت مشكلة عالمية , نظراً لانتقال الحبوب الملوثة بهذه الفطريات من مكان الإنتاج إلى مكان الاستهلاك بسبب طول فترة النقل وتهيئة الظروف المسببة لتكاثرها وإفراز سمومها .
أما الفطريات الملوثه للغذاء فتشمل الكائنات الفريدة التي تعيش في مختلف أنسجة الإنسان , لأن الطفيل كائن حي ينشئ رابطة فسيولوجية مع أنسجة كائن حي آخر , أما على سطحه أو داخله, وذلك عند توفر الغذاء و فرصة العيش والتكاثر, مما يجعل الطفيليات من أهم المشكلات الصحية خاصةً في المناطق الفقيره وذلك لشحة مياه الشرب النقية والجهل
4.التلوث الأشعاعي:
أما التلوث الاشعاعي فانه موضوع متشابك ومعقد للغايه , واشتهر تحت عنوان سلاح اليورانيوم المنضب , الذي قتل الاف البشرفي العراق معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال , وأصاب من بقي حيا بأمراض وأورام سرطانيه وتشوهات خلقيه , بشكل لم يشهد العراق مثله الا بعد الحرب عليه في عام 1991.من خصائص هذا السلاح البشع أن له عمر نصف يفوق أربعة مليارات سنه (عمر النصف مصلح فيزياوي يطلق على العناصر المشعه وهو المده الزمنيه التي ينخفض بعدها النشاط الاشعاعي للنضير المشع الى نصف قيمته الأصليه) , فيمكن تصور الزمن الطويل لبقاء اليورانيوم المنضب فعالا ومؤثرا , واضافة الى التأثير الاشعاعي لليورانيوم المنضب فانه مادة شديدة السميه.
تناول الكاتب هذا الموضوع في مقالات كثيرة سابقه .
ان الكارثة المضافة لليورانيوم المنضب هي أنه انتشر على أرض العراق بالاف الأطنان ,وتسلل الى مياهها وتربتها وبالتالي الى كل المزروعات كالخضروات والفواكه والحبوب بلا استثناء , والى أثمارها وغلاتها الزراعيه ونخيلها.
لم تتخذ حتى يومنا هذا اجراءات منظمة مدروسة مخطط لها , ولم تتواجد جهة مركزيه تتولى عملا مؤسسيا , على غرار ما قامت به منظمة الطاقة الذريه في عام 1966 عندما حصلت حادثة مفاعلات تشيرنوبيل النوويه في الاتحاد السوفياتي السابق , وانتشر التلوث الاشعاعي الى معظم أرجاء المعموره , وكان العراق أحدها.
لقد تعاملت المنظمة فورا مع الموضوع بطريقة مهنيه , مستعينة بملاكاتها الفنية وأجهزة الكشف والاستطلاع ومختبرات التحليل الطيفي الاشعاعي لديها من قبل فريق فني متخصص , يرأسه كاتب المقال في حينه .لقد استفاد رئيس الفريق من تعامل دولة بلجيكا مع هذا الحادث بعد حصوله , من خلال زيارة علميه رسميه, ثم أعدت تقارير فنيه متكامله رفعتها المنظمه الى المراجع. قررت الدوله في حينه اخضاع كافة المنتجات الغذائيه المزروعه والمعلبات حتى المستورده الى الفحص والتحليل المنظم في مختبرات منظمة الطاقة الذريه. كذلك القرار على الجرعة الآشعاعيه المسموحه للوجبه الغذائيه.
بعد أن اطلعت الوكالة الدوليه للطاقة الذريه , على اجراءات منظمة الطاقة الذريه العراقيه السليمه؛ اعتبرت أن هذه الاجراءات مثاليه واعلنت العراق مرجعا لكافة دول المنطقة في هذا النشاط من الاجراءات.
ان للأشعاع فوائد بالنسبة للغذاء حيث تم تطوير تقنية تشعيع الغذاء في سبعينيات القرن العشرين في منظمة الطاقة الذريه العراقيه, لغرض ايقاف التعفن وقتل البكتريا ,و ذلك بتسليط أشعة كاما من مصدر مشع بجرع دقيقه محسوبه . من الجدير بالذكر أن العالم قد نجح في حفظ الأسماك لمدة شهر بحالة جيدة بواسطة هذه التقنيه.
لقد تعرضت هذه الطريقة الى انتقادات , خوفا من مخاطر الاصابات بالسرطان, أو تحطيم الفيتامينات دون اثبات علمي .وقد تركت المسألة الى قناعات المستهلك.
ونحن نرى أن الاشعاع المؤين خطر يجب تجنبه بأكثر قدر من الحذر الشديد.
5.الملوثات الكيميائيه.
تضم الملوثات الكيميائية الصناعية بقايا مواد التنظيف والتطهير والزيوت والشحوم والسولار والكيروسين والأمونيا والمبيدات الحشرية, والتي يجري التعامل معها من خلال عملية تصنيع المواد الغذائية أو خلال تداولها وحتى التوزيع النهائي لها, وتتصف هذه المواد بسميتها في تركيزاتها المرتفعة.
يتطلب الحذر من المواد المضافه إلى المواد الغذائية مثل المواد الحافظة لزيادة فترة الصلاحية, أو لتحسين الطعم أو الرائحة أو اللون , وهناك ملوثات كيميائية سامة تفرزها عملية تصنيع المواد الغذائية مثل الهيدروكربونات العطرية أثناء الطبخ أو الشواء.
ان ملوثات المعادن الثقيلة ذات الطبيعة السامة مثل الزئبق والزرنيخ والكادميوم والألومنيوم واليورانيوم المنضب تصيب الإنسان بالتسمم لأنها تتركز في جسمه, نتيجة تناوله أطعمة نباتية أو حيوانية تعاملت مع مياه أو غذاء ملوث بهذه المواد.
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%84%D9%88%D8%AB_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7%D8%A1 - cite_note-38
لقد اعتادت الدول على رش المحاصيل الزراعية بالمبيدات الكيميائيه بواسطة الطائرات لغرض زيادة الإنتاج النباتي والحيواني والسمكي , الا أنها مضرة للصحة , وقد وضعت الجهات الوطنية المعنية والهيئات الدولية الحدود القصوى المسموحه لاستعمال هذه المواد ,وهذا ينطبق على بقايا الأسمدة الزراعية كالنترات والفوسفات , و بقايا الأدوية البيطرية واستخدام الهرمونات لتسمين الدواجن وتربية الثروة السمكية.
تتدخل منظمات السلام الأخضر في الدول المتقدمه للحد من استخدام هذه المواد.
ان الملوثات الكيميائية للغذاء غير الجرثومية , هي تلك التي تصل إلى الغذاء أثناء عملية الإنتاج أو التداول أو تضاف إلى الغذاء لغرض حفظه, أو قد تتواجد طبيعياً في الغذاء, وهي خطرة على صحة المستهلك بكل الأحوال. وربما أن التلوث الكيميائي وتلوث الغذاء من نتائج الانفجار الصناعي , والذي ازداد في السنوات الأخيرة , حيث ينتشر بطيئا مع الهواء أو الماء أو التربة بجانب الغذاء .
وتكون الملوثات الكيميائيه الغذائيه اما زراعيه أو صناعيه أومضافه في المواد الغذائيه أو السامه التي تفرزها عمليات التصنيع أو المواد المعدنيه الثقيله.
6.التعديل الوراثي
ان الأغذية المعدلة وراثيا هي الأغذية التي تم إنتاجها من خلال تغيير مورثات الكائن , بهدف إكسابها سمات مختلفة عما كان عليه الآباء بحيث تكون أكثر جودة وأكثر مقاومة للعوامل البيئيه والأمراض.
وقد حدث جدل عالمي كبير وواسع مستمر حتى اليوم , بشأن ضرر هذا النوع من الأغذية أو فائدته, بالنسبة لصحة الإنسان أو البيئة .
لقد تم حتى الآن تعديل عشرات من مورثات الكائنات الحية (نباتية أو حيوانية) أشهرها : الذره وفول الصويا وزهرة الشمس والبطاطس و الأرز والترمس والقرع وقصب السكر واللفت و البندورة (الطماطم) واللفت والشمندر , و من الأشجار الحمضيات والتفاح , ومن الحيوانات الأسماك و الأرانب والأبقار والطيور وغيرها.
وأنتجت طماطم تساعد على خفض نسبة الكوليسترول في الدم , أو تقاوم الأمراض التي تصيبها أو تزيد من لونها الأحمر.
تعتبر منظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن الهندسة الوراثية وعملية التعديل الوراثي مهمتان لإنتاج الغذاء الكافي للعالم. كما تقدر المنظمة إن العالم يجب أن يرفع نسبة الأغذية إلى 70% في عام 2050 بسبب زيادة عدد السكان.
7.الأمراض
تقسم الأمراض التي تنقل عن طريق الطعام الملوث إلى
أولا. أمراض معدية عن طريق الغذاء, ومن أهمها أمراض الحمى المالطية والكوليرا.
ثانيا.مسممات الطعام, وهي أمراض التسمم الغذائي الشائعة
التي تحدث بسبب نمو الميكروبات المسببة للسموم . ومن أشهرها مسببات مجموعة سلمونيلا (الالتهاب المعوي) .
8.استنتاجات مهمه:
من أهم اسس الامن الغذائي عند الدول المتقدمة هي وفرة الغذاء والسلامه الصحيه ,بمعنى لا يكفي أن تغرق الاسواق من أصناف الاغذيه ,دون أن يكون ما يدخل الجهاز الهضمي مفيدا وخاليا من التلوث.
دأبت بعض الدول والشركات الى اتباع طرق غير سليمه ليكون المنتج الغذائي كبير الحجم وجذاب اللون باستعمال الهورمونات أو الهندسه الجينيه, فكثيرا ما نشاهد الطماطة الحمراء كبيرة الحجم و الخيار والقرع والبطيخ والركي واللوبيا والفلفل...الخ , كبيرة الحجم ثقيلة الوزن , الا أنها مختلفة عن الطعم الذي نعرفه , وبالتالي فان الفائده قليله.
أما اذا استعملت الأسمدة الكيمياويه المخلوطه بمعادن ثقيلة مثل الرصاص وغيره فتلك كارثة , لانها تتلف الكثير من أعضاء الجسم وأجهزته, خصوصا أنها تتراكم على المدى الطويل.
تحرص الدول المتقدمه على تأسيس أنظمة رقابيه صارمه معززة بأجهزة تحليلية مختبريه, تدار من قبل أشخاص فنيين مدربين جيدا, تخضع لمعايير السلامه الصحيه.
تكون النظم الرقابية في الدول الفاسده سهلة الرشوة من قبل التجار , فيتسلل الغذاء الملوث السام الى الأسواق ثم الى موائد الطعام , فتكثر الحالات المرضية والوفيات.
ان العالم المتقدم ليس نزيها حاليا , ولا يخلو من الرشوه.
من أجل ذلك فان مؤسسات البحث العلمي أمامها واجب وهدف علمي وطني لملاحقة الاباده البشريه على يد التجار الجشعين.
ينطبق نفس الحوار على ماء قناني الشرب والعبوات البلاستيكيه التي تنتجها الشركات.
كذلك موضوع الانتاح الحيواني من اللحوم والألبان.
هناك بعض الناس يفضلون امتلاك مزارع خاصة بهم لتربية المواشي وزرع الفواكه والخضروات والاعتماد على الأسمده والعلف الطبيعي دون اضافات كيمياويه.
9.التوصيات
• يتطلب الاسراع في وضع استراتيجية فورا , وخطط تنظيميه وتخصيصات ماليه , وتوحيد الجهود المشتته في وزارات الدوله , مثل الصحه والزراعه والتعليم العالي والتكنولوجيا , ورسم خارطة التلوث الاشعاعي في عموم العراق , وتحديث مستشفيات علاج السرطان , واستكمال كافة المستشفيات التي عرفت بكفاءتها عالميا في العراق , وايقاف مهزلة تلقي العلاج في الهند وايران .
• يتطلب اعادة تشكيل وزارة البيئه التي دمجت تحت خيمة وزارة الصحة المرهقة أصلا. علما أننا أطلقنا هذا المقترح أكثر من مره.
• يتطلب تفعيل الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعيه , بشكل يضاهي ما موجود في العالم المتقدم.
• يتطلب استثمار كافة الفرص المتاحه للتطوير والحصول على الدعم من الوكالة الدوليه للطاقة الذريه وبرنامج حماية البيئه للأمم المتحده ومنظمة الصحة الدوليه. كان العراق عضوا فعالا في هذه المنظمات الدولية وعنده حقوق وفرص للأستفادة منها جميعا , وذلك في الحصول على الخبرات والاستشارات الفنيه وأجهزة الكشف والاستطلاع والمنظومات المختبريه ومشاركة ملاكات العراق في الدورات المتخصصه وحضور الندوات والمؤتمرات الدوريه والطارئه. علما أننا لا نؤيد أن يحتكر موظفوا الصف الأول في الوزارات , والهيئات المستقله لحضور الايفادات في المواضيع المتخصصه.
• يجب اتباع طرق وقائيه لحماية الغذاء من التلوث , مثل غسل الخضروات والفواكه جيدا , وتغطية الطعام .
• يجب عدم استخدام المواد الخطره على الصحة والبيئه , وايقاف استخدام الأسمده الكميائيه والمبيدات الحشريه في الزراعه والتعويض عنها بالأسمده العضويه .
• يجب استخدام مياه الري النظيفه لسقي المزروعات , كذلك ذبح الحيوانات في الأماكن البيطريه المخصصه لها. ويجب توفير مياه شرب نظيفه صالحه للشرب وتعقيم المياه بشكل مستمر, مع اجراء الفحص الطبي والمختبري لعمال تصنيع الغذاء.
• يجب استخدام الحاويات البلاستيكيه وأكياس النايلون لحفظ الطعام , وأن لا تكون من النوع المعاد.
• ضرورة غسل الأيادي قبل تناول الطعام لمنع انتقال التلوث اليه , كما يجب اتباع طرق وقائيه لحماية الغذاء من التلوث , مثل غسل الخضروات والفواكه جيدا , وتغطية الطعام , وغسل اليدين قبل الطعام وبعده.
ان الغذاء وسيلة سهلة لنقل الميكروبات المرضية, مما يتطلب منع تلوث الطعام والماء بالميكروبات, للمحافظة على الصحة العامة في أي تجمع بشري, وذلك بإتباع عدة طرق وقائية لحماية الغذاء من التلوث .
• يجب اعداد دراسة منفصلة لكل منتج غذائي قبل السماح بالإنتاج أو بالاستخدام لمعرفة التأثير على المدى البعيد, ونظراً لأن معظم الأبحاث تتم في الدول المتقدمة, في حين أن الدول الفقيرة تكون في حاجة أكبر إلى التقنيات التي تزيد من إنتاج المحاصيل وزراعتها, لذلك نرى أن تستفيد الدول الفقيرة من هذه التقنيات.
وعليه يجب أن ألا نتناول أي غذاء نعرف بأنه معدل وراثياً حتى يكون مصادقا عليه من قبل هيئات ومنظمات صحية رسميه مخوله.
• تتوفر في الوكاله الدوليه للطاقة الذريه امكانيات فنيه من ضمنها مختبرالقياس الاشعاعي , حيث يركز المختبر على قياسات النشاط الإشعاعي ورصده وتقييماته . ومن مهامه أيضا استخدام النويدات المشعه للنمذجه والتقييم , وتقديم الدعم والتدريب للدول الأعضاء (العراق من ضمن الدول المؤسسه للوكاله)في مجال نمذجة تعقب مسار وانتقال النويدات المشعه في البيئه. يقوم المختبر بمساعدة المختبرات في جميع أنحاء العالم على كيفية تقديم بيانات موثقه . ويمكن استخدام المواد المرجعيه التي يصدرها المختبر لأغراض ضمان الجوده. كما يقوم المختبر بمراقبة التغيرات المناخيه.
1769 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع