د.فاضل البدراني
برامج تلفازية تقليدية
حالة مرفوضة في أدبيات الإعلام الهادف، وبعيدة عن مضمون رسالته الارشادية الحقيقية، أن تكرر الفضائيات، عرض الوجوه السياسية في مقابلات تقليدية على العائلة في شهر رمضان الفضيل، إنما هي عادة سئم الجمهور منها ومن السياسة وويلاتها، فالجمهور بحاجة لإجازة أو وقت من الهدوء بعيدا عن الصخب والضجيج، لمراجعة ادوات التفكير الذاتي ،والتخلص من الرتابة والملل الذي هو فيه بشكل مؤلم أفرز أمراضا وعقدا نفسية مخيفة بحسب المؤشرات التي ترصدها الجهات المختصة…ومن القضايا التي كفلتها القوانين الدولية المعنية بحقوق الانسان ،أن تمنح الجمهور استراحة زمنية ،يمكن أن نسميها ” استراحة محارب ” فالجمهور بات مريضا ومأزوما ،وفاقدا للثقة بالرسالة الإعلامية لأنها من وجهة نظره أصبحت تعكس صورة السياسي التي يعرفها عنه. ومن وجهة نظر إعلامية متخصصة فأن مبررات الاعتراض تنطلق من التساؤلات الآتية :
-1ما مبررات توظيف الشاشة التلفازية لمصالح السياسيين، في مقابلات لا تكشف إلا الفشل والفساد بشهر الراحة والمغفرة؟
-2ما الجديد الذي يقدمه السياسي للجمهور عندما يأخذ وقتا ثمينا، في مقابلات معروفة اجاباتها مسبقا ،ولا يقول فيه أكثر مما قال ؟
-3ما الهدف الذي تبحث عنه الفضائيات عندما تخصص مقابلات مع سياسيين، يتذكر الجمهور بأنهم تقدموا بألف وعد، وفشلوا في الف وعد ؟
-4ما جدوى التركيز على السياسيين وانتزاع اتهامات منهم ضد آخرين، بينما سنوات من الاحباط والمعاناة والنكسات يعاني وطأتها الجمهور المتفرج ؟
-5ألا يستحق الجمهور، أن تمنحه الفضائيات راحة نفسية بهذا الشهر الفضيل بعيدا عن نفاق السياسة والسياسيين ودهاليزها ؟
-6متى تلجأ الفضائيات الى اتباع منهجيات إعلامية ذات ممارسات احترافية، تخدم الجمهور فيها ،ببرامج تنطوي على توجه جديد من الوعي الإعلامي؟
التوصية لوسائل، يكفي منح السياسة وتلاميذها من الراسبين والفاسدين فرص الظهور الاعلامي ، فأن الظهور قد يزيد من الغرور وبالنهاية يكسر الظهور …
843 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع