د. طلعت الخضيري
محله راس الساقيه أو محله ألتسابيل
كانت بغداد تفسم إلى محلات مختلفه منها محله باب الشيخ ألمحيطه بمسجد ألكيلاني وهي تنقسم إلى عده محلات صغيره ومنها هذه المحله.
في صباي كنت أزور جدتي ألتي سكنت تلك المحله كما هو الحال لأقاربي ألذين سكنوها منذ عقود وبعضهم منذ قرون ، فكان هناك زقاق واحد تتناثر حوله بيوت عائله الخضيري وغيرهم من سكنه المحله ينتهي بمقى شعبي تتناثر به (ألتخوت) ويلتقي بها ألجوارين وسكان المحله صباحا ومساء كما هي العاده في جميع المدن العراقيه ، وكان أحد أجاددنا قد تبرع بنصب مركز لسقي الماء للماره وغيرهم وأحالها وقف من بعده ولذلك سميت ألمحله بمنطقه ألتسابيل أو رأس الساقيه ، أما بيوتها ألقديمه فكانت على ألنمط ألعراقي ألمألوف وهو طابقين ،ألأسفل للسكن ويمتد من ألباب ألخارجي إلى ممر صغير مظلم يسمى ( مجاز) ثم إلى باحه مفرشه بالطابوق تسمى ( ألحوش) تتناثر حولها ألغرف ومنها غرفه ألإستقبال ثم ألسرداب حوالي متر من العمق تحت الأرض وبه( ألبادكير) وهو تهويه تأتي من السطح ثم ينتهي بحوض من الماء فيترطب ألهواء الجاف ويبرد ، وهكذا يلجأ أهالي بغداد في الصيف للنوم في ألسراديب نهارأ وعلى السطوح ليلا.
أما ألطابق الثاني ألمحاط بشرفه (طرمه) يكون لسكن أهل البيت.
ومن ألذكرى ألجميله زفه العريس في ألمحله حيث شاهدتها ليلا من ألسطح ، وهو ألعريس بملابسه ألبغداديه ألتقليديه و( ألجراوه) على رأسه محاط بزميلين له يطلق عليهم أسم( ألصردوج) وهم يمشون معه بهيبه بملابسهم ألبغداديه و حولهم ألأقارب والأصدقاء أي ( ألزفه).
لقد زالت ألمحله عند تشييد شارع ألجمهوريه كما تلاشت ألمناطق ألقديمه في ألمدن ألعراقيه وممنها ألبيوت ألجميله ألقديمه على ضفاف نهر العشار مثلا في البصره.
ذكريات جميله لماضي ذهب ولن يعود.
711 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع