كلمة رثاء في صديقي الصدوق بهرام شيخ محمد هارون

                                                  

                      بقلم لواء الشرطة الحقوقي
                       محي الدين محمد يونس

           

    

كلمة رثاء في صديقي الصدوق بهرام شيخ محمد هارون

الأخ القدير...

أخي وعزيزي بهرام ألا تتذكر تاريخ صداقتي وعلاقتي الأخوية بكم... إنها تعود لنهاية السبعينيات من القرن الماضي... علاقة اتسمت بالمحبة والاحترام إلى يومنا هذا... يوم رحيلك المفاجئ لقد نويت أن ازورك وفعلاً حضرت مع أصدقائي إلى هولندا وفي عصر يوم الثلاثاء 20 آب 2019 حاولت الاتصال بكم دون جدوى ولستة مرات لاستفسر منكم عن عنوانكم دون أن تجيب وقلت مع نفسي لماذا لا يجيب الشيخ... ليس من عادته أن لا يجيبني ربما هو نائم أو مشغول بالعلاج وشعور غريب انتابني وكدر على مشاعري... لا...لابد أن الشيخ في وضع صحي غير مستقر ...

كانت المفاجئة في اليوم التالي عند سماعي نبأ رحيلك عن هذه الدنيا وبالرغم من كوني كنت ألتقيك باستمرار وفي أوقات متباعدة نسبياً إلا أنني أصبحت اليوم أشعر بفراغ كبير لفقدانك وجوارحي تبكيك وعيناي أولى بالدمع مقلة وتخاطبني وتقول لا تتدخل في ارادتي فأنا ابكي عليه وكيف لا أبكي ومن يستحق البكاء أكثر منه ولست الباكي الوحيد... الكل يبكيه.
أخي... لا أدري فهذه تلال قرية ملا أومر وبيوتها وأشجارها تبكي أيضاً ولا تستطيع فراقك وحزن ملا أومر بهذا المصاب لا يضاهيه حزن فقد جعلتها قرية أكبر من حجمها ووزنها الاعتباري مقرونة باسمك الذي تجاوز مساره الشخصي والعائلي والعشائري والعرقي.
أخي... لقد تركت أصحابك ومحبيك ولكن كيف طاوعك قلبك أن تترك ضيوفك الذين جاؤوا من تكريت والرمادي وبغداد وغيرها من مدن العراق وحطوا الرحال عندك في قلعتك الحصينة وجعلتهم يشعرون بالأمان وعزة النفس وصيانة الكرامة ومن حقهم أن تدمى قلوبهم وتملأ دموع الحزن عليك, حيث فتحت لهم قلبك العامر بالعطف والمحبة.

   

أخي... اسألك بالله عليك لمن يلجأ صاحب الحاجة ومن تكدرت به السبل لحل مشكلة أو نزاع... لقد كان بيتك العامر الملاذ الآمن والذي يشعر قاصده بالإطمئنان والثقة عند وصوله إليك, لقد كنت أشاهدك وأنت تجمع المتخاصمين وتجتمع بهم وتناقشهم في مسائل الخلاف بينهم لغاية ما كنت توصلهم إلى القناعة وكان هذا ديدنك في أغلب الأيام وربما في اليوم الواحد تنظر في أكثر من مشكلة أو خلاف وتبقى لساعات متأخرة من الليل وعندما كنت استفسر منك ... ألا تتعب من هذا الوضع الذي أنت فيه ولجسدك حق عليك وكنت تجيبني: ((نعم أخي لا أخالفك الرأي في ثقل هذه المسؤولية ولكنني لا استطيع أن أصف لك شعوري عندما أصل إلى غايتي ومبتغاي في حل مشكلة بين طرفي نزاع وأكون سبباً في إعادة الوئام والنأي بالمتخاصمين عن طريق ما لا يحمد عقباه وحينها أشعر بالسعادة والارتياح وأذهب لأخلد للنوم وأنا بانتظار يوم آخر حافل بالتفكير لإيجاد مخرج عادل لمشاكل أخرى بين الناس))

                                

أخي... لقد سبقتنا ولا بد أن نلحق بك عاجلاً أم آجلاً وسنحدثك عن ما جرى بعد رحيلك من هذه الدنيا, عندما عم الحزن والأسى على فراقك غير المنتظر... الناس جميعاً ومن مختلف المشارب والألوان وقلوبها تنهج لك بالدعاء من الباري عزت قدرته في أن يكافئك بالمغفرة والرحمة وأن يدخلك الجنة جزاء ما قدمت للناس من عمل الخير والإحسان, يا لك من سعيد وأنت تحمل معك كل هذا الحمل الثقيل من الثناء والشكر والدعاء من الذين كنت سبباً في رفع الضيم والحيف عنهم.

   

نم قرير العين فقد تركت أشقاء وأبناء وأبناء أشفاء, قد تعلموا منك الخصال الحميدة وإنهم سيسيرون على نهجك وخطاك وإذا كنت أنت بهرام فليكونوا جميعهم بهرام ويرفعوا رايتك التي حافظت عليها دون كلل أو ملل مرفوعة بشموخ...
((اللهم أغفر له وارحمه واعف عنه وأكرم منزله... اللهم أجزه عن الإحسان إحساناً وعن الإساءة عفواً وغفراناً... اللهم اسكنه فسيح الجنان مع النبيين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا...))

  

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

4754 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع