بسام شكري
التخاطر وسيلة الاتصال بين الناس في المستقبل
كثيرا ما فكرنا بشخص ما وبعد دقائق اتصل بنا ذلك الشخص بالتلفون فنقول له فورا انت من قليل كنت على بالي ... او ان نفكر بشخص او نذكره خلال حديثنا وفجأة يدخل علينا ذلك الشخص فنقول له انت ابن حلال من قليل قد ذكرناك في كلامنا , قد يوعز البعض تلك الظاهرة الى التنبؤ او الى قدره خارقة لدى الشخص او قد يقول البعض حسب المفهوم الشعبي ان الأخ مخاوي " أي له اخوان من الجن يخبرونه بالمستقبل " لكن الحقيقة ان ذلك هو احد نشاطات نظامي الشعور والاحساس لدى الدماغ البشري وقد يطلق عليه البعض جزافا الحاسة السادسة لكنه من الناحية العلمية هو نوع من انواع التخاطر وهذا التخاطر يختلف كليا من حيث اليه العمل والأسلوب وأسباب الحدوث عن التنبؤ بالمستقبل والتخاطر هو ثلاثة أنواع الاول تلقائي او عشوائي يحدث عن طريق الطاقة الحيوية المحيطة بالجسم البشري وهي الطاقة الكهرومغناطيسية او الهالة او الكرما كما يسميها الهنود حيث ان تلك الطاقة تتحرك في المكان بمديات مختلفة ولأسباب ومؤثرات مختلفة وعندما تصدم طاقة أخرى لجسم شخص اخر معروف لدينا سابقا تقوم بأرسال اشعارات وذبذبات الى دماغ الشخص الذي خرجت منه فيحصل الشعور ويبدا التفكير بذلك الشخص فمثلا لو كنت جالسا في مقهى على شارع عام وفكرت بصديق قديم لم تلتقي به منذ فترة طويلة وفجأة يظهر ذلك الشخص امامك او يصبح وجها لوجه معك فهذا يعني ان طاقتك الحيوية التي تجول في المكان قد سبقتك والتقت مع طاقته فأرسلت لك رسالة بالشعور به وهذا النوع من التخاطر عادة ما يحصل بين التوائم والازواج وبين الوالدين والابناء وبين زملاء العمل وحتى زملاء السفر عندما يجلسون ساعات طويلة في مقاعد متجاورة في الطائرة وقد كان البشر قبل تكالب التكنلوجيا عليهم وانشغالهم بمتطلبات الحياة الحديثة يتمتعون بتلك القدرات لكن العصر الحديث قد حول الانسان الى اله متحركة بشعور قليل وقد افقده تلك القدرات لكن ظاهرة التخاطر التلقائي مازالت تحدث لدى الكثيرين في الوقت الحاضر وذلك لان طاقتهم الحيوية مازالت تعمل بكفاءة او ان تلك الفترة الزمنية من اليوم قد مرت الطاقة بظروف صحية مناسبة لحدوث تلك الظاهر والمعروف ان للطاقة الحيوية استعمالات كثير لا مجال لذكر تفاصيلها الان مثل قراءة الأفكار وسرقة الأفكار والتعرف على المياه والمعادن تحت الأرض والعلاج بالطاقة , واما النوع الثاني من التخاطر فهي التخاطر الغير مباشر ويتم عن طريق اتفاق شعوري وزمني بين شخصين، على القيام بالتخاطر في وقت يوم معين وساعة معينة ، وللتخاطر طرفان المرسل والمستقبل، والمرسل هو الذي يقوم بإرسال الكلمات او الصور إلى المستقبل، في الوقت والزمن المتفق عليه بينهما باستخدام تقنية الدماغ فقط ، أو بالاستعانة بوسائل مساعدة كالصور، أو قراءة المعلومات المراد إرسالها بتكرار معين، وعندما يتلقى المرسل إليه (المستلم) الكلمات او الصور أو المعلومات يقوم بكتابتها أو رسمها لتساعده على حفظها ولضمان استمرار تدفق المعلومات . ان ذلك النوع من التخاطر قد تم استعماله خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفييتي عندما لم يكن هناك وسائل متطور يمكن ان يستعملها الجواسيس في ذلك الوقت كالكاميرات والاقمار الصناعية والانترنيت والموبايل وقد برع السوفييت بها كثير وذلك لاعتمادهم على التدريب اكثر ولتوفر العنصر البشري الخام القادر على القيام بتلك العمليات وفي اغلب الأحيان يكون المستلم في ذلك الوقت جالسا في غواصة في البحر الأسود والغواصة تحت الماء وذلك لان الماء موصل للموجات الكهرومغناطيسية المستعملة في التخاطر اكثر من الهواء ويكون المرسل جاسوس في أمريكا يتجول بالقرب من قواعد الصواريخ او المحطات النووية ويقوم بأرسال الرسائل الى زميلة في الغواصة. ان هذا النوع من التخاطر يعتمد على عدة عوامل، في مقدمتها نقاط التشابه بين المرسل والمرسل إليه، فكلما كان العرق متشابه، وصنف الدم والعمر ونوع وأوقات تناول الوجبات الغذائية وأسلوب الحياة، والملابس وساعات العمل، والأكل، والراحة، بين الاثنين متشابهة، كلما ضمنا50%من نجاح التخاطر وبقية الخمسين بالمائة تعتمد على التدريب.
النوع الثالث من التخاطر هو التخاطر المباشر ويحصل بين شخصين المرسل والمستقبل ويجلس أحدهما امام الاخر فيقوم المرسل بالنظر الى العين الثالثة للمستقبل وإرسال كلمة او رقم الى العين الثالثة بتكرار معين وعندما يشعر ان المستقبل أصبح تحت سيطرته يقوم بتوجيه سؤال مباشر له عما ارسله له فيقوم المستقبل بطريقة لا شعورية بالإجابة الصحيحة. ويحتاج كل من المرسل والمستقبل الى تدريب خاص على التركيز للتعرف على الية الارسال والاستلام وكيفية تركيز الدماغ وابعاده عن المؤثرات الخارجية كالأصوات والروائح ونظام التركيز هو نظام معاكس لنظام التأمل لكنه باليه متشابهة.
أن أفضل طريقة لتنمية مهارات التخاطر وللبدء بالتدريب على التخاطر هي التدريب مع الناس الأقرب الينا من افراد العائلة والأصدقاء والزملاء وكذلك التدريب مع الحيوانات مثل الكلاب والخيول وذلك لما يتمتع به الحيوان من خزين روحي عال ومن عدم قدرته على التعبير بالكلمات وانما التعبير بالإحساس.
ويجب ان يبدا التدريب على التركيز العالي مع نظام غذائي صحي متوازن، تنعدم فيه كل أنواع المسكرات والمنبهات ليعود الدماغ البشري إلى طبيعته التي خلقها الله وان تكون الحياة قريبة قدر الإمكان نحو الطبيعة كالملابس واثاث البيت واخذ الوقت الكافي للراحة والاتصال بالطبيعة بشكل مباشر ويومي والابتعاد عن التكنلوجيا التي تشتت الدماغ او التي تنقل الى اجسامنا مختلف أنواع الموجات الضارة كموجات الهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر والتلفزيونات وغيرها. ويفضل ان يبدأ التدريب بنقل صورة واحدة ثم كلمة واحدة ويتدرج بعد ذلك إلى منظر لصورة وجملة كاملة. ومن أجل الحصول على معرفة أكبر بآلية عمل التخاطر، من الأفضل أن يتدرب الشخص الواحد على الإرسال والاستلام حتى يتمكن من التعرف إلى كيفية حصول التخاطر في الحالتين وكذلك حتى يتمكن من السيطرة على كل العملية وليقوم بالدورين ومع اشخاص مختلفي الاعمار والاجناس والانواع وحتى يكتسب القدرة على التعرف إلى تقنية قراءة الأفكار أيضا لكي يقوم بالدفاع عن نفسه عند الضرورة. أن إحساسنا المرهف هو أداتنا لنقل رسائلنا الروحية للآخرين خلال المرحلة القادمة، المرحلة التي استنفذ فيها الإنسان كل وسائل التكنولوجيا، وصار حبيسا لمعلومات يحصل عليها جاهزة، معلبة كالأغذية المعلبة، عديمة الطعم، قليلة الفائدة، وقد تصبح فاسدة بتقادم الزمن عليها.
لقد لاحظت في ارياف بعض الدول الاسكندنافية ان بعض الأمهات تمارس التخاطر بطريقة لا ارادية عندما تحتاج لأن تنبه أولادها وهم في المدرسة إلى ضرورة الانتباه إلى المدرس فتقوم بذلك وهي في البيت، أو ترسل غير ذلك من التنبيهات مثل ان ترسل تنبيها الى السائق أو تطلب مربية الأطفال في الغرفة المجاورة الحضور ومن دون كلام، أن ذلك يمكن أن يتطور الى أساليب أخرى تخدم البشرية في المستقبل ليعتمد الانسان أكثر على التخاطر ويعود الى طبيعته الإنسانية الشفافة. وقد قمت خلال مسيرتي التدريبية على مدى ثلاثين عاما على سبيل المثال بتدريب أمهات على ارسال رسائل تخاطريه الى أبنائهم الأطفال لضرورة الانتباه الى دروسهم أكثر او الى نظافة أنفسهم او الى الاستماع الى المدرس بتركيز أكثر وقد نجحت معظم تلك التدريبات والأطفال الذين تمت مساعدتهم عن طريق التخاطر الان هم اباء وامهات ناجحين في حياتهم.
أن الموظف المخلص في عمله ليس من الضروري أن يكتب رسالة إلى مديره يقول فيها انه مخلص في عمله حيث ان من المسلم به أن الذين يتحدثون عن أنفسهم لايعملون، والعاملون الحقيقيون هم الذين لايسمع المدير أصواتهم ولكنه يرى نتيجة أعمالهم بنفسه.
الباحث بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
4741 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع