ا.د. ابراهيم خليل العلاف
أُستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
أخطاء الصحف المطبعية
وكثيرا ما تأتيني ملاحظات من بعض الأحبة عن أخطاء مطبعية ، أو أخطاء في وزن هذا البيت، أو عدم استقامة القول هنا أو هناك .. وأبررها بما نسميه نحن من يعمل في الصحافة الورقية والالكترنية ب( هفوة قلم ) أو ( هفوة لسان ) وسبحان من لايُخطئ .
واقول هناك الكثير مما كتب عن الاخطاء المطبعية في الصحف حتى الرصينة منها ومنها ما وجدته في جريدة (الشرق الاوسط ) في عددها الصادر في 30-10-2005 عن ( الاخطاء المطبعية في الصحف ) ، فالكاتب الراحل انطوان جميل رئيس تحرير جريدة (الاهرام ) المصرية في بداية القرن الماضي وصل اليه نعي أحد الاشخاص لينشر في صفحة الوفيات متأخرا فكتب لعمال المطبعة أسفل النعي ( يُنشر ان كان له مكان ) أي ينشر الخبر اذا كان هناك مكان في صفحة الوفيات .
لكن النعي ظهر مطبوعا في اليوم التالي هكذا ( فلان الفلاني اسكنه الله فسيح جناته إن كان له مكان ) .
ومرة نشر خبر عن الدكتورة حكمت ابو زيد وزيرة الشؤون الاجتماعية في مصر (حكمت ابو زيد تتجول في كفر الشيخ ) لكن ما نشر ظهر ( حكمت ابو زيد تتبول في كفر الشيخ ) ، ومرة جريدة الاهرام نشرت تقول (الاهرام تثني على عمة الشيخ الخضري الكبير ) وهو شيخ الازهر لكن الصحيح هو ( الاهرام تثني على همة الشيخ الخضري).
ومرة نشرت الصحف مانشيتا يقول ( عورة وزير الاوقاف) والصحيح (عودة وزير الاوقاف) ، ومرة نشرت ( الرئيس المؤمن انور السادات ) لكن ما نشر ( الرئيس المدمن ) .. ومرة نشرت مانشيتا اولا يقول ( مصرع السفاح ) وكان هناك قاتلا في الاسكندرية عجزت الشرطة عن القبض عليه وتحته مانشيتا يقول ( عبد الناصر في السودان ) فظهر الخبر هكذا وفي الصفحة الاولى من جريدة ( الاهرام ) ( مصرع السفاح عبد الناصر في السودان ) .
ومرة نشرت خبرا يقول ( انتقل المشير اركان حرب عبد الحكيم عامر بعد المناورة الى تل قريب ) وظهرت تل قريب هكذا (تل ابيب ) ومرة نشرت مانشيتا يقول سقوط عسكري في انقلاب دراجته ( انقلاب عسكري ) ومرة نشرت (عقد مجلس قيادة الثورة اجتماعا ) وظهر الخبر ( عقد مجلس الثور ) بدون التاء (ة) .. ومرة نشرت خبرا (مجلس الوزراء يقرر تحجيم الاسعار ) فظهر الخبر ( جحيم الاسعار ) .
وروى المرحوم الصديق الاستاذ أحمد سامي الجلبي رئيس تحرير جريدة ( فتى العراق ) الموصلية في كتابه الموسوم ( تاريخ الصحافة الموصلية ) وصدر عن (دار الفتى ) سنة 2006 وكان لي شرف تقديمه ، أن الصحف كثيرا ما كانت تزخر بالاخطاء فكلمة (المرحوم ) ظهرت مرة في جريدة (فتى العراق ) الموصلية في الاربعينات من القرن الماضي ( المرجوم ) . ويقول عبثا حاول صاحب جريدة فتى العراق المرحوم الاستاذ ابراهيم الجلبي اقناع عائلة الفقيد بأن الخطأ لم يكن عن قصد أوسوء نية ولكنهم لم يصدقوا هذا ، واصروا على ان الخطأ كان مقصودا ليس الا .
وفي احد اعداد جريدة ( فتى العراق ) الموصلية في مرحلة الاربعينات من القرن الماضي نشرت الجريدة خطاب أحد نواب الموصل في المجلس النيابي تحت عنوان ( خطاب سعادة السيد ) وظهر العنوان بعد الطبع ( خطاب سعاد السيدة) .ومرة كتبت احدى الصحف ان من الضروري رفع معالم الزينة فظهرت ( معالم الحزينة ) .
طبعا الصحف والمجلات كثيرا ما كانت تعتذر من القراء بعبارة إن ( الاخطاء لاتخفى على القارئ اللبيب ) .وحتى في الكتب المطبوعة كانت تقع أخطاء في الطبع مما يضطر المؤلف أن ينظم قائمة يضعها في نهاية الكتاب بعنوان (اخطاء مطبعية ) ويدعو القارئ (اللبيب ) الى تصحيحها قبل الشروع في قراءة الكتاب .
والان وبعد كل هذا التطور التكنولوجي، نرى ان الاخطاء المطبعية تتكرر بسبب العجلة، او بسبب الاجهزة اجهزة الطبع نفسها وحتى في اللابتوب انت تضغط مثلا على حرف (القاف) فلا يخرج أو تضغط على حرف ( الدال) فلا يخرج وتلك واحدة من المشاكل التي نواجهها .
وقانا الله شر الاخطاء الطباعية ، وعلينا ان لانتعجل بالطباعة ، وأن نصحح ونهتم بما نطبع ، ونعيد القراءة أكثر من مرة ، وسبحان من لايُخطئ .
3562 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع