زيد الحلي
رسالة الى الحكومة العراقية الجديدة !
بعد اشهر من الانتظار ، اعلنت " البشارة " بالموافقة على تولي رئيس وزراء جديد ، ووزراء جدد مهام امور البلد ، في ظرف ضاعت فيه الاموال، وظهرت جائحة كورونا ، وتدنت اسعار موردنا الاول " النفط " وها نحن نقترب من منتصف شهر ايار، وملايين المتقاعدين لم يستلموا رواتبهم ، وهذا أمر يحدث للمرة الاولى في تاريخ العراق الحديث ! ..
وفي ضوء هذه الصورة غير البيضاء ، لي كلمة من مواطن ، اود قولها عبر رسالة ، يمثلها هذا العمود الصحفي للسياسيين ، عن الوعود التي يلوحون بها ، وهي ان لا ينسوا ان السلالم صُنعت للصعود ، لكنها تؤدي مهمة الهبوط ايضا ، اقول ذلك ، فانا استمع واشاهد يوميا مئات المواطنين على شاشات الفضائيات ، يقولون بصوت مبحوح وبصدمة عدم الثقة ، ان الكثير ممن يحبون الظهور الاعلامي من المسؤولين ، يتحدثون عن وعود بتحقيق الحلول لمشاكل المجتمع ، لكن بمرور الايام ينسون وعودهم ، فيصغرون في عيون الشعب !
ان الوعد دين في رقبة من يطلقه على نفسه .. ومع الاسف ، اجد ان ظاهرة اطلاق الوعود ، اتسعت في المدة الاخيرة وزادت مساحتها بشكل طاغ على الجو العام في البلاد ، لكن تنفيذها ، اقترب من الصفر.. وقد فات على هؤلاء ، ان " الوعد " مثل كل نبات يزرع في ارض غير ارضه ، او في وقت غير وقته ، اما ان تأباه الارض فتلفظه ، او ان يتشبث بها ، فيفسدها ، لذلك اتمنى على رئيس الوزراء السيد الكاظمي والوزراء الابتعاد عن اعطاء الوعود ، فالشعب ، نفد صبره ولم يعد يؤمن بأي وعد ، وبات يبحث عن الصدقية الملموسة فقط ..!
بربكم ، كم مرة سمعنا وقرأنا عن وعود حول الكهرباء ، وان حل ازمتها تنتهي في سنة 2010 ، لكن الوعد بقى مجرد كلام حتى الان ، وان مشكلة الاسكان وبناء الدور واطئة الكلفة للمواطنين ، والقضاء على العشوائيات ، ستكون محلولة نهائيا في سنة 2016 ثم تبين ان الامر مجرد وعد لتخدير المواطنين .. وان الدولة ستوقف منح اجازات فتح كليات ومدارس اهلية لأنها ستشرع بتطوير الكليات والجامعات والمدارس الحكومية ، بحيث لا يسعى اولياء الامور الى البحث عن كليات ومدارس اهلية ، لكن واقع الحال يؤكد ان الامر لا يتجاوز مجرد ( الوعد ) .. فها هي الكليات والمدارس الاهلية تتسع رقعتها .. وتصل الى الاقضية والنواحي !
اما الوعود ، بالقضاء على البطالة ، ومنح الخريجين حقوقهم في الحصول على الوظائف ، فهي هواء في شبك ، ووعد تسعير الادوية مثل السراب ، ووعد تحديد اجور العمليات في المستشفيات ، نسمع به ، ولا اثر له في الواقع ، ووعود تعبيد الطرق الرئيسة في بغداد والمحافظات ، فهي محط تندر المواطنين ، اما وعد ايقاف استيراد البيض والدجاج والفواكه والمواد الانشائية ، لتوفر انتاجها في العراق ، فهو ( وعد ) عرقوب !
ووعد معالجة الاختناقات في الشوارع ، بسبب سيل الاستيراد العشوائي للمركبات ، فهو مثل ( وعد ) انشاء مجازر صحية ومكافحة الذبح غير الصحي للحيوانات في المناطق السكنية الذي ينتشر الان ونراه في تحد سافر قرب المؤسسات الصحية !
ويبقى الوعد ( الأبرز) قائما ، مثل سارية عالية ، هو تعديل رواتب المتقاعدين والموظفين ، فالراتب الان ، مثل ذبابة لا يمكنك مسكها والقضاء عليها ، وتستمر بالدوران حول اذنيك بطنين لا يقاوم ، فهو مستنزف بين اجور المولدة ، وغلاء اسعار مائدة البيت ، واجور كارتات الشحن ، بعد ان غاب الهاتف الارضي ، ومستحقات اقساط الدراسة الاهلية ..
بعد كل ذلك ، اقترح على السيد الكاظمي انشاء دائرة ، مهمتها احصاء الوعود التي اطلقتها الحكومات السابقة ، شرط ان لا يرأسها .. مسيلمة الكذاب !
3807 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع