سهى بطرس قوجا
المؤتمر القومي الكلداني العام الذي أقيم في ولاية مشيغان من قبل الأخوة في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد رأيناهُ فعلاً عرسًا مُهيبًا بكل المقاييس وبكل ما كان يحملهُ من وقار وعمل جماعي مُثمر وساعيّ نحو كل ما هو بانيّ، من يوم ما ابتدأ في 15 أيار ولغاية اليوم الأخير منهُ في 19 - 2013.
حضور مشرف ومشاركات فعالة وحية تخللت أيام المؤتمر رفعت اسم الكلدان للأعالي كما هو دائمًا، أجواء كانت مُفعمة بالفرحة والإخوة وبالابتسامات التي كانت تُقابل الآخر مهما كان.
كان الهدف الأول للمؤتمر والمؤتمرين هو الوحدة كما جاء في الشعار الذي من أجله انعقد المؤتمر ( وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية والوطنية)، وحدة الفكر، وحدة الرأي، وحدة الكلمة، وحدة العمل والجهد، وحدة الصف، وحدة الخطاب، هكذا يكون العمل والغاية التي من أجلها يسعى لها والهدف في الطريق الصائب وبخطى ثابتة وبنيان شامخ يحمل في أعلاه راية الحق والحقوق بالرغم من اختلاف التواجد، وأقصد ىها الأرض التي يُقام عليها العمل والتي أعتقد أنها لا تُقدم أو تُؤخر في بزوغ فجر يوم جديد يحمل كل ما من شأنهِ أن يُعطي للعمل أو الجهد المبذول الواعز والدافع لكي يستمر ويأتي بثمار تبهج القلوب قبل الجيوب، وهذا ما يرمي إليهِ كل من يعطي لأرثهِ بتنوعهِ المقام الأول.
خلال تواجدنا في المؤتمر القومي الكلداني الموحد ومن ضمن هيئة قيادة المؤتمر، بالتأكيد كان أول حضور ليّ لمؤتمر، التمست من عمل الإخوة فيهِ كيف أنهم جميعا يدٍ واحدة وفكر واحدٍ متقد وعين وقلب واحد، واحدًا يتسابق مع الثاني من أجل أداء الخدمة المناطة به على أسس ديمقراطية مُستوحاة من عملهم الأخوي والجماعي المبني على أسس آتية من أرثهم الثقافي والحضاري ككلدان حقيقيين مُحافظين على قوميتهم ولغتهم واسمهم ورسالتهم وتجددهم وأصالتهم التي هي باقية وستستمر مدىّ الدهور. عمل ليس محصورًا فقط من أجلهم بل من أجل الآخر على أساس منهجي بعيد عن الانتقاد والتجاذب والتطرف والتعصب، عمل مبني على الاحترام والثقة بتحقيق الشيءٍ وفعلا كان كذلك جنوا ثمار شهور من التعب والتحضيرات خلال شهور خلتْ بما أنجزوا بانفتاحهم واتفاقهم على تشكيل وانبثاق ( ميثاق شرف اتحاد القوى السياسية الكلدانية).
جلسات المؤتمر التي تلت الافتتاحية كانت روحيتها ديمقراطية، تخللت تقديم البحوث التي قدمت من قبل أصحاب الفكر للمناقشة فيها، من وجهات نظر وتوصيات ومقترحات سواء إن كانت تحمل السلبية أو الايجابية والانتقاد، لكنها كانت مصدر ثراء أغنت أفكار الحضور من أجل الوصول إلى عمل وجهد يكون خطوة ايجابية باتجاه مسار العمل القومي الصائب.
نعم، العمل القومي الصحيح والمشترك هو الأساس لنا نحن حاملين الرسالة إلى غدٍ ثاني، غدٍ يجعل شمس الكلدان تشرق على أرث ما زال ينبض في أرض أنبتت كل كلداني ينادي بحقهِ ويحافظ على الواقع المُتجدد، هكذا هو أبن كل كلدان العراق يحمل الأصالة والتجدد في داخلهِ، ليس فقط في العمل بلْ في الروح التي تنبض في داخلهِ وتُحييهِ، كلداني يحمل رايتهِ في يده ويرفعها للسماء مرفرفة، مُنادية بالسلام والنقاء كالأبيض الذي يتضمنها.
نحن الكلدان مدعوون اليوم أن نكون صرحًا قويًا أمام كل من يفكر أن يوجه نظره نحو عزة وبقاء ما زالت أرض الرافدين تحيا بهما. وفي خضم كل ما هو واقع على الساحة أن نحافظ على التجدد بجانب الوحدة، نتجدد لتبقى وتكون الأصالة عنواننا كما كان الحضور في المؤتمر أصيل وشامخ بشموخ أبناء الرافدين الذين رفعوا اسم الكلدان بين أمم العالم وصدعوا به في الأذان ليسمع من هو قريب ومن هو بعيد أن هذين الوالدين الكلدانيين علموا أولادهم البذل والعطاء والمحبة والحق من أجل الآخرين قبل أنفسهم بدون حقد وضغينة وكره كأبناء موحدين كتبوا اسمهم في سفر التاريخ بمجدٍ. ويا حبذا لو تتكرر مثل هكذا مؤتمرات من أجل التجمع الواحد ومواكبة المسيرة وتصحيح مسيرها وتنمية الوعي القومي وجعلهِ في يقظة دائمًا.
وفي ختام حديثي لا يسعني ألا أن أعبرّ عن جزيل الشكر والامتنان للأخوة الأعزاء في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد على الجهود المبذولة النشطة والحيوية والهادفة في سبيل رسم معالم مؤتمر بالصورة المشرفة التي برزّ فيها.
1199 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع