علاء کامل شبيب
الحديث عن أزمات و مشاکل النظام الايراني المستعصية هو حديث ذو شجون، ذلك انه قد صار بمثابة حديث الساعة او المادة شبه الرئيسية لوسائل الاعلام المختلفة، ولئن کان النظام يقر رغم أنفه بالمشاکل و الازمات المستعصية، لکنه في نفس الوقت کان يؤکد بأن ليس هناك من قوة سياسية معتبرة معارضة له على الساحة الداخلية خصوصا بعدما قام بإقصاء و إبعاد او تحديد إقامة کل معارض"شکلي"له من داخل النظام نفسه.
إيران بين وخامة أوضاعها السياسية و الاقتصادية و الامنية و الاجتماعية و عدم وجود حلول لها، وبين الرفض الشعبي الکبير لها، تعيش مرحلة جديدة من تأريخها المعاصر، وإذا ماعلمنا بأن وخامة الاوضاع تلك تعود الى السياسات المشوهة و المشبوهة للنظام، فإن الرفض الشعبي للنظام هو بالضرورة نتاج و رد فعل لمقاومة ضروس مستمرة تقودها منظمة مجاهدي خلق منذ أکثر من ثلاثة عقود ضد النظام ولاسيما عندما کانت المبادرة من بين جميع القوى و الاطراف السياسية الايرانية الى إعلان رفضها لنظام ولاية الفقيه الذي إقترحه خميني في البداية، وهذا الرفض الذي کلف المنظمة الکثير من التضحيات و جعلها تدفع ثمنا باهضا جدا، أثمر في نهاية الامر عن إبقاء شعلة الرفض و المقاومة الشعبية بوجه نظام الملالي و إذکائها، وعلى الرغم من أن النظام الايراني قد إدعى مرارا و تکرارا بأنه قد قضى على منظمة مجاهدي خلق و لم يعد لها من وجود، لکنه على الدوام ظل يربط بين أي تحرك جماهيري او شعبي ضده و بين المنظمة، فإن الاخيرة ظلت تؤکد و على الدوام بکونها متواجدة و باقية في الداخل بين أوساط الشعب الايراني وانها تراقب الامور عن کثب.
التقرير المصور الاخير الذي بثه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي تم إلتقاطه من داخل العاصمة الايرانية طهران نفسها، حفل بصور للسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة معلقة في أماکن مختلفة من العاصمة إضافة الى شعارات مرفوعة بالموت لخامنئي و الإشادة برجوي او شعارات من قبيل"رأينا إسقاط النظام تحيا رجوي يحيا جيش التحرير الوطني الايراني"، او"مريم رجوي رئيستنا"، يؤکد مرة أخرى الدور الحيوي و الحضور الاستثنائي لمنظمة مجاهدي خلق في الساحة الايرانية و تأثيرها الکبير على إتجاه و سياق الاوضاع في إيران، خصوصا وان التقرير قد تم تصويره خلال الايام القليلة الماضية من الشهر الجاري.
تواجد منظمة مجاهدي خلق داخل إيران و الدور الحيوي و الحساس الذي لعبته و تلعبه، رافقه تطور مهم آخر تجلى في إعادة تأسيس جيش التحرير الوطني الايراني في مختلف أرجاء إيران و إستعداد هذا الجيش لحمل لواء المواجهة الحاسمة ضد النظام و تحرير إيران من رجس و ربقة هذا النظام الاستبدادي و إقامة نظام ديمقراطي ينعم في ظله الشعب بالحرية الحقيقية، وان العالم عندما ينقل تقارير عن الاوضاع بالغة السوء للنظام فإن ذلك وجه او جانب واحد للحقيقة، أما الوجه و الجانب الآخر للحقيقة فإنه يتجلى في الدور المؤثر و الفعال لمنظمة مجاهدي خلق على الساحة الايرانية و کونها تمثل البديل الواقعي القائم للنظام و حاملة راية الحرية و الامل و الکرامة الانسانية للشعب الايراني.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1196 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع