الامتحانات الوزارية على الابواب

                                          

                           علي الزاغيني

من منا لم يمر بتجربة الامتحان ويتذكر مدى القلق والخوف الذي يرافق هذه الفترة العصيبة من حياته كطالب.

قد لايختلف معنا الكثير ان من اصعب ما يمر به الانسان في حياته هو الفترة الامتحانية وادائه لذلك الامتحان مهما كانت اهميته فكيف اذا كان هذا الامتحان يقررمصير الطالب بعد تعب تلك السنين ويكون سبب كبير في تغيير مجرى حياته وربما عائلته ايضا .

الامتحان الوزاري او (البكلوريا ) كما هو معروف وخصوصا في المرحلة الاعدادية  تعتبر من اهم المراحل واصعبها في مستقبل الطالب وقد تكون سبب كبير لتحقيق طموح الطالب وربما تكون سبب اخر في فشله بالنجاح والحصول على معدل لا يسمح له بتحقيق طموحه وبالتالي يعاني من ازمة نفسية قد تلازمه لفترة طويلة من الزمن وربما يشعر بعقدة الذنب لاهماله في التحضير للامتحانات بالشكل الصحيح .
للاسف البعض من طلبتنا يلجا الى طرق ملتوية من اجل النجاح والجميع يعلم ان طرق الغش والاحتيال غير مضمونة وقد تؤدي الى الفشل الذريع وتجعل من الطالب اكثر اعتمادا على الغش اكثر من اعتماده على اجتهاده وتحضيره للمواد الدراسية وهذا ما يحصل كثيرا بسبب عدم توجيه الطلبة بعواقب الغش ونتائجه وتتحمل ادارة المدرسة والعائلة السبب في ذلك لانها لم تتعاون معا من اجل ان يكون الطالب مواضبا على دراسته بعيدا عن اساليب الغش .
في حقيقة الامر من خلال حديثي مع البعض من طلبتنا الاعزاء عن الامتحانات وعن الاستعداد لها وجدت الفرق كبير بينهم القسم الاكبر والذي يحاول ان يشق طريقه بكل جدارة يسخر من البعض الذي يحاول النجاح بواسطة الغش او اي طريقة اخرى ملتوية  وشعارهم كل يحصد ما زرعه وعلى الطالب ان لا يتامل كثيرا في الغش وانما على اجتهاده وتحضيره للامتحان .
اما القسم الاخر من الطلبة وهو ليس بالنسبة الكبيرة يحاول الاعتماد على الغش وتسرب الاسئلة وهذا ما يدعوا للقلق وهنا تقع على العائلة دور كبير في توعية الطالب بالتخلص من هذه الافكار وتذكيرهم بالنتائج السلبية لها على المجتمع اولا والطالب ثانيا لانها ظاهرة غير حضارية تعود نتائجها السلبية على الطرفين وتبقى مرض خطير لا يمكن الشفاء منه .
الطالب (س) في حديثه معه عن الامتحانات يقول هناك الكثير من الطرق للغش وبالتعاون مع مدير القاعة والمراقبين وليس بادخال ورقة مكتوب عليها مجموعة عدد من الاجوبة التي يعتقد انها مهمة وربما تاتي, هناك قاعات تسمى الذهبية وتكون بالاتفاق مدير القاعة وعدد من المراقبين  باعطاء الطالب المتفق معه ورقة الاسئلة مكتوب خلفها الاجوبة المثالية لثلاث اسئلة وهذا ما يضمن نجاحه دون عناء مقابل مبلغ يصل الى 500 $ لكل مادة .
اما الطالب ( ع) هناك طرق اخرى تكون اكثر طمانينة ودون عناء للطالب وذلك بتديل دفتره الامتحاني بعد حل عدد من الاسئلة وتمزيق الدفتر القديم
اما الطالب ( م) ربما يكون تغير النتائج والتلاعب بها في الكنترول والحاسبة ,
وهناك من يؤمن بالحظ اثناء تصليح الدفاتر الامتحانية لانها تخضع لمزاج المصحح بسبب كثرة الدفاتر الامتحانية .
ولكن انا باعتقادي ان كلام هؤلاء الطلبة ربما غير صحيح لانها مجرد تكهنات بينهم وتتناقل من طالب لاخر وقد تكون مجرد اوهام وقد تكون حقيقة من يعلم ؟
لو اخذنا الامر بعين اخرى من وجهة نظر الهيئة التدرسية لوجدنا الامر مختلف كثيرا وهذا ما يجعل  الامر متفاوت بين رائي الطالب والاستاذ , الاستاذ ( محمد ) مدرس في احد مدارس بغداد  يقول في حديثه الطالب المجتهد ليس بحاجة للتفكير بالطرق الملتوية وانما يعتمد على تحضيره لدورسه واجتهاده وتعاونه مع اساتذته فلا شئ ياتي دون عناء وتعب وايضا لا بد من تدخل الاسرة وتعاونها مع ادارة المدارس ومتابعة ابنائهم وبناتهم وليس تركهم على مزاجهم هكذا ومحاسبتهم على فشلهم فقط دون معرفة اسباب فشلهم .
السيدة ( ام رعد ) لها  ايضا حديث فيما  يخص التدريس والامتحانات  وتلقي اللوم على الوضع الامني وتاثيره النفسي على الطلبة وكذلك سوء التدريس في بعض المدارس واللجوء الى الدروس الخصوصية من قبل الطلبة ارضاء لرغبة المدرسين من كسب المال وتضيف هناك نقص واضح في التدريسين للصفوف المنتهية او قلة كفائتهم وخبرتهم .
قد تكون للتكنلوجيا الحديثة ( النت واجهزة الموبايل وغيرها ) لها الدور الكبير في التاثير على مستوى الطلبة وكذلك عدم ضمان فرص التعين بعد التخرج هي احد الاسباب في تردي المستوى العام للطلبة ولكن يبقى للمدرسة والعائلة الدور الاكبر في تخطي هذه العقبات وتجاوز الامتحان بنجاح .

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1138 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع