عصام أكرم الفيلي
اتفق اهل المذاهب الاربعة على ان اشدهم تزمتاً هو احمد بن حنبل حتى انه يوجد مثل متداول في مصر يقولون فيه للمتشدد ( متبقاش حنبلي بقه ) ! ولكن في نفس الوقت فقد وصلنا من الموروث مثل اكثر شهرة وتداولاً وهو ( لقد قالوا في فلان ما لم يقله مالك في الخمر ) .. إذن ما الذي ميز احكام مالك بن انس بخصوص الخمر ولماذا ضرب المثل .. وما هي علاقته بالاستاذ فؤاد علي اكبر ؟
اختلف مالك عن الاجماع الاسلامي بقوله ان الخمر محرمة حتى على المضطر ولو انقطع بالصحراء ولم يجد سواها واذا مات ( يطبه مرض ) !! وكذلك افتى بأن المسلم اذا اشترى خمراً من نصراني بائع للخمر فأن الذي يضرب هو النصراني !! ، واحكامه المشهورة هذه وغيرها انما افتى بها لأنه يرى ان نجاسة الخمر نجاسة حسية ذاتية، بينما يرى العلماء الآخرون أن نجاسة الخمر معنوية حُكمية وبهذا فقد اختلف مالك عنهم جميعاً .
تذكرت هذا المثل اليوم وانا اقرأ تصريحاً للسيد رئيس الدائرة الانتخابية في مفوضية الانتخابات يعلن فيه فوز السيد فؤاد على اكبر بعضوية مجلس محافظة بغداد بعد مصادقة الهيئة القضائية على الطعون . انتهى الخبر ومعه بدأ شريط الذكريات القريبة يسترسل في ذهني عارضاً الصور تلو الصور لمرحلة الدعاية الانتخابية وما قبلها وحتى ما بعدها وما قاله البعض في السيد فؤاد مما لم يقله حتى مالك في الخمر .
فؤاد علي اكبر ، أمير المحبسين نكرة السلمان وابو غريب ، ذلك الخارج من رحم المآسي الفيلية بعد سجن طال لأكثر من ثمانية سنوات عجاف ، الكاتب والشاعر والتشكيلي والاكاديمي ، حامل الماجستير في تخصص الهندسة الوراثية الجينية DNA، ذلك التخصص النادر الذي لا يحمله عراقي سواه ، ذلك الفارس المطارد والسيف الذي ما استراح في غمده يوماً ، ذلك اللسان الطلق الفصيح المدافع عن قضية اهله الفيليين في شتى اصقاع الارض ، يأتي حفنة من الجهلة ليقولوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر .
لست هنا في معرض توجيه الاتهامات ، ولكن يحق لي ككردي فيلي ان اتساءل .. من هؤلاء الخفافيش !؟ من هؤلاء الذين حاكوا مؤامراتهم في الليل خشية من صباح الحق ونور الحقيقة ، فقالوا عن هذا الرجل المجاهد الصابر المظلوم انه بعثي !! انه جاسوس !! انه عميل !! لا حول ولا قوة الا بالله خسئتم وخاب مسعاكم ايها الملوثون ، لو لم يكن اصحاب هذه الدعايات حمقى لوجدوا سبلاً اخرى من الممكن تصديقها ليشوهوا تاريخ هذه القامة الفيلية الشامخة ، ولكنهم عمي البصر والبصيرة .
بتحليل بسيط سنجد ان الذي يحارب شخصية فيلية بمواصفات فؤاد علي اكبر لابد انه يخاف منه بل من الفيليين عموماً ، ولابد انه يريد محاربة كل الكفاءات الفيلية ووضع العصي في طريقها كي لا تتبوأ منصباً مؤثراً ما ، فمن الذي يحمل مثل هذا الحقد الاعمى سوى البعثيين انفسهم !؟ هؤلاء الحاقدون على الفيليين منذ وقفتهم الرجولية في شباط الاسود 1963 ؟ الصورة واضحة ، لذا نقول لهم اننا ابناء الذين لقنوا اباءكم درساً شباطياً قاسياً قبل خمسين سنة ، ونعلم جيداً ان اولادكم ما زالوا يعشعشون في كل مكان كخلايا سرطانية نائمة احياناً وفاعلة احياناً اخرى ، خلايا تخرج رؤوس افاعيها بين فترة واخرى لتلدغ لدغ الجبان وتعود الى الجحور ، ولكننا نسمو ونلملم جراحاتنا ثم ننتصر ، ويكفيكم ذلاً وصغاراً ان تحاربوا الكفاءات الفيلية من جحور ، ويكفينا فخراً ان فؤاد الشرف الفيلي قد انتصر ورغم انوفكم .
عصام اكرم الفيلي
29 / أيار / 2013
1229 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع