الحل بالتغيير

                                                        

                              د علوان العبوسي
                          2 / 5 / 2021


الحل بالتغيير

لم يتفاجئ العراقيون بحادث جريمة مستشفى ابن الخطيب واستشهاد واصابة المئات منهم ، فهي مشابهة لغيرها من الاحداث الجسام التي لاتنسى، تسببت باستشهاد مئات الالاف منهم منذ 2003 واخرها هذا الحادث ، ثمثلت بالعجلات والدراجات المفخخة و العبوات الناسفة والاشخاص وتخريب المساجد وقتل العلماء والقادة والطيارين والاطباء والاعلاميين والمتظاهرين المطالبين بالاصلاح ، وتهجير الكفاءات والقائمة تطول في العراق الطائفي العنصري فاقد دفاعه الوطني بكافة مكوناته تسيّره اجندات خارجية لتدميره وتدمير مستقبل شعبه .

في اخر تقرير رسمي للداخلية العراقية ان اكثر من سبعة الاف حريق في العراق منذ بداية 2021 حتى شهر نيسان من هذا العام في مختلف الاماكن ولا ندري كيف حدث ذلك !!! يقول التقرير أسبابها منها تماس كهربائي ومنها بسبب الانتخابات القادمة لتسقيط بعض الجهات الحزبية ولكن كلها تصب في مبدء واحد هو الفساد الاداري والمالي واضيف الى ذلك والوطني وعدم الاهتمام من قبل المسؤولين في السلطات الثلاث بعدم اختيار العناصر ذات الكفاءة والخبرة في كافة دوائر ومواقع الدولة وانما يتم تعيينهم كيفما اتفق المهم اشغال الدائرة او الموقع تبعاً للمحاصصة الحزبية والطائفية التي درجت عليها هذه السلطات منذ احتلال العراق في 2003 ، اما الكفاءة فلا اهمية لها .
نعود لمستشفى ابن الخطيب وهو مستشفى قديم يفترض يحتوى كل وسائل الامان والتنظيم والادارة الجيدة في السيطرة على مرافق المستشفى خاصة البلد والعالم يمر بجائحة خطيرة تتطلب العديد من الاجراءات الاحترازية للحد من هذه الجائحة ، كما نعلم جميعاً ان مادة الاوكسجين شديدة الخطورة وتتطلب اجراءات التعامل معها بحذر ونظافة وتنظيم وسيطرة عالية المستوى ماعدى ذلك ممكن تكون النتائج وخيمة ، كنا في وحداتنا العسكرية مثلا نتعامل مع هذه المادة بحذر شديد مثلا مخازن معزولة ونظافة عالية المستوى لتجنب اي حتكاك او سوء خزن او تراكم الاوساخ اوقرب من مواد سهلة الاشتعال ، ناهيك عن توفر مواد الاطفاء المختلفة والصالحة للاستخدام والجاري فحصها دوريا وتثبيت ذلك على اصل المادة او المطفئة كل ذلك يجب توفره من قبل المسؤول المباشر ومتابع لرقابة التشكيل الاعلى بشكل دوري للتاكد من كافة الاجراءات الصحيحة اما ماجرى في مستشفى ابن الخطيب مؤكد لم تتوفر ولو 10 % مما اشرت اليه تسبب بكارثة اودت بحياة المئات من العراقيين المرضى ومرافقيهم .
انتهز هذه الفرصة للتحاور مع ابنائنا العراقيين كعراقي عاش في هذا البلد مدافعا عنه بواعز وطني اخلاقي مبدئي وحتى الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق في 2003 .
هل تعي اخي المواطن العراقي مايجري في بلدك من انتهاكات لحقوقك الوطنية وتدمير بلدك العراق من قبل سلطات الدولة، العراق الذي تربى وعاش فيه ابائك واجدادك، وكان نبراساً مضيئاً قوياً لباقي دولنا العربية والاسلامية ومع الاسف انت مساهم بتشجيع هذه الانتهاكات لسكوتك وعدم قيام البعض برد فعل سلمي حيال مايجري ، انتفاضة تشرين 2019 مثلا كانت البادرة الصحيحة الاولى ، لرد الفعل الجماهيري حيال مايجري لكن لايزال تاثيرها محدود في التغيير بسبب التباطئ الشعبي في تاييدها والانضمام لها المتاتي من قبل احزاب السلطة والاحزاب المدعومة من ايران .
اسباب كثيرة ساهمت في تخريب البلد والوقوف مع المحتل الامريكي وحليفته ايران بمعاول الاحزاب والتكتلات التي بلغت اليوم حوالي 400 حزب تقدمت للانتخابات القادمة هذا العام ويحتمل زيادة عددها الى 500 حزب كلها تدعي الوطنية وبناء البلد وتامين متطلبات المواطن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه الكثرة ولماذا قبولها من قبل سلطات الدولة خاصة ان مبدء العمل الوطني واحد وفق السياقات المهنية، اذن لماذا؟ ...الجواب المتعارف عليه هو اختلافهم بشان ادارة الدولة والاصلاح ومكافحة الفساد والمحسوبيات والسرقات لكنها ليس هذا ولا ذاك ، فنحن منذ الاحتلال في 9 / 4 / 2003 حتى الان لم نجد هناك حزب استلم السلطة قام بواجبه الوطني تجاه العراق وانما بالضد من ذلك تماما سعى لتخريب البلد ونشر الفوضى والطائفية واصطف مع اعداء العراق من اجل مصالحه الحزبية وبالتالي ساعد على شق اللحمة الوطنية هدفه كسب الاموال لخدمة الحزب و منتسبيه وفرض وجود طائفي لايخدم البلد ،وسعى للتقارب مع اعداء العراق من اميركان وفرس وصهاينة ، هذه هي الحقيقة الاستراتيجية لمن لايعرف ذلك ، امريكا وبريطانيا واوربا ومعظم الدول العربية والاسلامية لاتتجاوز اعداد الاحزاب فيها عن حزبين او ثلاث رئيسة اذن كثرة الاحزاب تعني اختلافات وفوضى ولا تسعى لبناء البلد .
ايها العراقي هل تقبل ان تكون تبعا لدولة اجنبية تمتص وتسرق خيراتك وتشق لحمتك الوطنية وتدمر وطنك بارادت الاحزاب وسلطات الدولة ، لااظن ذلك اذن ماهو الحل الانسب لاعادة كيان الدولة الى سابق عهدها في حفظ دفاعها الوطني ، المبدء المهم ، الابتعاد عن الاحزاب التي خَبرتها منذ الاحتلال وحتى الان ومهما كانت الامتيازات فالوطن اعلى قيمة من امتيازاتهم ، فاذا شاركت بالانتخابات القادمة يجب عليك ان تعرف جيدا من تنتخبه وابتعد عن احزاب السلطة الرئيسة المشاركة التي جاء بها رئيس سلطة الائتلاف ( بريمر) في الامر 91 والعاملة حتى الان الذي يهدف منها التخريب وشق الوحدة الوطنية وبث الطائفية لاضعاف الدولة ، وهي ( مليشيا حزب الدعوة- بدر ، مليشيا حزب الله فرع العراق ، الحزب الشيوعي ، الوفاق الوطني ، الحزب الاسلامي العراقي ، المؤتمر الوطني ، مليشيا الحزب الديمقرطي الكردستاني ، مليشيا الحزب الوطني الكردستاني) ، ثم انظم اليهما مليشيا جيش المهدي ، ومليشيا العصائب ، وعشرات المليشيات المسلحة الاخرى انضمت الى هذه المليشيات وهي ممن تتحكم بقرارات الدولة ولها مشاركات اكيدة في الانتخابات القادمة انصحك الابتعاد عنها .
اذن مشاكلنا الرئيسة في الانتخابات هو تَحكم الاحزاب الموالية لايران بثقل كبير فيها، بمحاولات شتى من التحايل لكسب هذه الانتخابات باي ثمن والتسلط مرة اخرى على رقاب شعبنا العراقي وتكريس الاحتلال الايراني للعراق ثم فقدان مبدء المواطنية الحقيقية ويعود الحال كما كان عليه ولا يتحقق مايصبوا له العراقيون في بناء بلدهم وتحقيق وحدته الوطنية ، عليه الخيارات صعبة للناخب العراقي في اختيار من يمثله ، وان يسعى في البحث الدقيق لمن يمكن ان يمثله في الفترة القادمة وانصح انتخاب القوائم الغير متحالفة والتي تميل للمستقلين .

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

659 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع