أ.د. صلاح رشيد الصالحي
تخصص تاريخ قديم
كودورو منح أرض إلى كولا-اريش بمناسبة زواجها
هذه الصخرة من الحجر الجيري يطلق عليها بالأكدية كودورو (kudurru) (حجرة حدود)، ومن الوثائق فان (كودورو) تعني (الحد) أو (التحديد) وثبيت حدود الأملاك والعقارات، ولدينا 40 كودورو موزعة على متاحف العالم مثل المتحف العراقي، والمتحف البريطاني، ومتحف اللوفر. ومتحف جامعة بنسلفانيا. وحاليا هذا الكودورو معروض في متحف ماليبو بلوس انجلس في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية بناء على موافقة متحف اللوفر الفرنسي، وهذه الحجرة يكتب عليها اسم الحاكم ومنحة قطعة الارض الى فلان أو فلانه، وتحدد مساحة الارض موقعها. وهناك شهود تكتب اسمائهم على الكودورو، كما يتم نقش وبالنحت البارز رموز الآلهة ولعناتها على من يكسر الكودورو او يشوه أو يسرقه بمعنى ان الآلهة هي الضامنة لملكية الأرض لصاحبها ...وتعتبر هذه الحجرة اثبات منح الأرض وليس عقد بيع الأرض، وتوضع في الأرض لتعيين الحدود بين مقاطعة واخرى ويودع نسخة ثانية من كل حجرة في معبد المدينة لتمثل وثيقة لحقوق مالك الأرض، والكودورو اعلاه يعود الى العهد الكاشي بمعنى الكاشيين الذين حكموا قرابة 400 عام (العهد البابلي الوسيط)، وهم ليسوا بابليين، وعموما اسم الحاكم الذي منح الارض Eanna-shum-iddina اينا-شوم-ادينا. وكان حاكم منطقة سلالة القطر البحري في المستنقعات العراقية وهي منطقة تابعة لبابل.. واعطيت الأرض إلى كولا-إريش (Gula-Eresh) بمناسبة زواجها، والشاهد على منح الارض هو (Amurru-Bel-Zeri) امورو-بيل-زيري يبدو انه شخصية مهمة جدا لان اغلب الشهود على الكودورو اما الملك أو ابن الملك والامراء وموظفي المعبد، اما حجم الكودورو (الارتفاع 37 سم، العرض من الاسفل 23 سم، العرض من الاعلى13 سم) وتاريخه القرن الرابع عشر ق.م. عثر عليه بالقرب من بغداد عام (١٨٧٦) ميلادي من قبل بعثة فرنسية خلال زيارتها بغداد آنذاك عندما كان العراق تحت الحكم العثماني .. وكل حجرة من احجار الكودورو هي قبة فلكية بحد ذاتها وهناك مقاله مهمة حول هذا الموضوع في مجلة سومر اعتقد في السبعينات القرن الماضي لباحث الماني؟ واشار اليها الدكتور منير يوسف طه في مقاله له حول هذا الموضوع المثير للاهتمام، كما نشر اغلبها الباحث(King) في كتاب كبير، وأيضا نشر الدكتور خالد الاعظمي واحدة في مجلة سومر، ويعلق الدكتور محمد الاعظمي (هناك رأي ان الرموز الموجودة على الكودورو تمثل الابراج السماوية في السنة التي دونت فيها هذه الحجارة) ولكنه رأي مردود وغير صحيح، كما ذكر أحد الباحثين من جامعة أكسفورد وعموما الحديث طويل عن الكودورو البابلي .
776 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع